لوفيغارو: وحدة سرية لمحاربة المؤثرين الإسلاميين بفرنسا
تعمل وزارة الداخلية الفرنسية على تطوير ما تطلق عليه “وحدة الخطاب الجمهوري المضاد”، حيث يكثف محللون ومتخصصون بالويب جهودهم لمكافحة ما سموه “خطاب دعاة الكراهية”.
ويقول كريستوف كورنفين -في تحقيق له بصحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية- إن الوزارة قررت تنفيذ هجوم مضاد بذخيرة جديدة لمواجهة “ما يدبره الإسلاميون منذ سنوات على الشبكات الاجتماعية للتلاعب بالعقول، وبث قوانينهم ووضع أسس مجتمع مضاد ظلامي على نطاق أحياء بأكملها”، وفقا للكاتب.
وأضاف أن هذه الوزارة -بالتنسيق مع الوزيرة المكلفة بالمواطنة مارلين شيابا- شكلت وحدة سرية تترصد الإسلام السياسي ولا تترك لأصحابه قيد أنملة “لنشر الكراهية، بل تتصدى لهم وتئد أطروحات المؤامرة التي يرتع فيها رجال الدين المتطرفون” وفقا للكاتب.
والوحدة المذكورة تتكون -وفقا للكاتب- من 17 عضوا بينهم “محللون” ماهرون في استخدامات الدعاية الإسلامية وناشطون مجتمعيون وصحفيون سابقون ومختصون في رسومات الكمبيوتر، وبالذات في “تصميم الحركة”، أي في فن جعل الفيديو التعليمي جذابا.
وذكر الكاتب أن هذه المهارات المتنوعة تسمح برصد ما ينشر وتحليل محتواه قبل شن حملة للرد عليه عبر تويتر وفيسبوك وإنستغرام وتيك توك، حيث ينشط “دعاة الكراهية”، على حد وصف وزارة الداخلية الفرنسية التي ذكرت أن خبراءها اعتبروا أن “حوالي 80% من المحتوى المتعلق بالبحوث المتعلقة بالإسلام مرتبط الآن بالمجال السلفي والإسلام الراديكالي”.
وما يجري هو في الواقع “حرب نفوذ” يحاول فيها من يدافعون -حسب قولهم- عن الجمهورية من أجل “إحباط الحجج المضللة والتلاعب والافتراءات والأكاذيب”، وتستهدف الحملة بالذات حوالي 20 من المؤثرين الإسلاميين ومشاهير الشبكات الاجتماعية “جميعهم من الناطقين بالفرنسية ومن ذوي الصلات بالخارج”، حسب ما نقله الكاتب.
وهكذا، يقول الكاتب إنه ومنذ الشتاء الماضي استهدفت “وحدة الخطاب المضاد” مروان محمد، الذي أصبح -وفق وزارة الداخلية- “رأس الحربة لحركة “الإخوان” منذ سقوط طارق رمضان”. ومروان هذا هو رئيس اللجنة المنحلة لمناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا “سي سي آي إف” (CCIF) التي وصفها وزير الداخلية جيرالد دارمانان بأنها “معمل إسلامي يعمل ضد الجمهورية”.
ويقول الكاتب إن الوحدة تتهم مروان بأنه يروج لفكرة مفادها أن المجتمع المسلم هو ضحية لمؤامرة عنصرية ولظاهرة الكراهية للأجانب التي ترعاها الدولة وتفعل في إطارها كل شيء لتكميم الأفواه، بل وحتى لتجريم الفرنسيين من ذوي العقيدة الإسلامية.
وينسب الكاتب لأحد رؤساء الوحدة قوله إن “تأثير هؤلاء المشاهير الإسلاميين على الشبكات كبير”، مشيرا إلى أن وحدته تقف لهم بالمرصاد وتستهدفهم بخطاب مضاد لتوضيح وتصحيح ما يستحق ذلك من معلومات مسممة وأخبار كاذبة.
وتقول هذه الوحدة إن مادة أعدتها لتوضيح الفرق بين الإسلام والإسلاموية حظيت بحوالي 3 ملايين مشاركة على الشبكات الاجتماعية.