مقالاتمقالات المنتدى

لهذا لن نتخلّی واللّه عن المسری (٢)

لهذا لن نتخلّی واللّه عن المسری (٢)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

لقد قام شهيد المحراب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بالتّوجّه إلى فلسطين حينما اشترط أهل بيت المقدس أن يستلم مفاتيحها عمر أمير المؤمنين سنة 15 هجريّة وقد استلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس وقام الفاروق عمر بعد ذلك بكتابة العهدة العمريّة التي أمّن فيها النّصارى على دمائهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملّتها.. وهذا يدلّ علی سماحة الشريعة الإسلاميّة وقد رفض الخليفة عمر الصّلاة في كنيسة القيامة حينما حان وقت الصّلاة كي لا يتّخذها المسلمون من بعده مسجدا ثمّ يمّم وجهه إلى المنطقة الجنوبيّة من المسجد الأقصی المبارك الذي تعادل مساحته 144 دونما وكانت خرابا آنذاك وزار موقع الصّخرة ولم تكن مبنيّة في ذلك الوقت وأمر بتنظيفها وبإقامة مسجد في الجهة الجنوبيّة من المسجد الأقصی.

ثمّ عمد رضي اللّه عنه إلى تنظيم شؤون المدينة المقدّسة فنظّم البريد وأنشأ الدّواوين وقام بتعيين يزيد بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما واليا عليها وعبادة بن الصّامت رضي اللّه عنه قاضيا فيها هذا وقد زار القدس وسكنها وشدّ الرّحال إليها كثير من الصّحابة الكرام والعلماء الأعلام والأبطال العظام وحجّاج بيت اللّه الحرام.

وكان لخلفاء بني أميّة والحقّ يقال الدّور الكبير في بناء وتعمير القدس بشكل عامّ والمسجد الأقصی بشكل خاصّ وقبّة الصّخرة بشكل أخصّ وذلك في عهد الخليفتين عبد الملك بن مروان وابنه الوليد رحمهما اللّه ولا جرم أنّنا قوم أعزّنا اللّه بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا اللّه! فقد سلّط اللّه علی المسلمين شراذم الصّليبيّين الذين ذبحوا في باحات الأقصی آلاف العباد وعاثوا في بيت المقدس الفساد إلی أن يسّر اللّه لأمّتنا الإسلاميّة البطل الهمام قامع الصّلبان في ذاك الزّمان صلاح الدّين الأيوبي رحمه اللّه الذي حررّ أولی القبلتين من دنس الصّليبيّين ولا نملك في الختام إلا أن نقول: أين هو خليفة المسلمين الرّشيد الذي سيحرّرها من دنس ونير المحتلّين من جديد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى