مقالاتمقالات المنتدى

لن تتحرّر أرض المحشر إلا براية اللّه أكبر

لن تتحرّر أرض المحشر إلا براية اللّه أكبر

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

لعلّ أكبر نكبة أصيبت بها هذه الأمّة الإسلاميّة على مدار التّاريخ: النّكبة التي حصلت على يد المغول بقيادة هولاكو وتدمير بغداد عاصمة الخلافة الإسلاميّة سنة 656 هجريّة وظنّ الصّديق والقريب والعدوّ والبعيد أنّه لن تقوم للمسلمين قائمة من جديد!

ولكن بعد سنتين فحسب من هذه الدّاهية العظمی التي لم تصب الأمّة بمثلها من قبل صمّم الملك الرّشيد (قطز) سلطان المماليك وقائده المجاهد الصّنديد الظّاهر بيبرس على لقاء جيش التّتار العنيد -أقوى جيش في العالم آنذاك- أخذ زمام المبادرة من أيدي الأعداء فخرج جيش مصر الكنانة إضافة لجنود الشّام في منتصف شعبان عام 658 هجريّة والتقى بجيش المغول العرمرم الذي قيل عنه إنّه الجيش الذي لا يقهر في منطقة (عين جالوت) بأرض الرّباط فلسطين في أواخر رمضان وحدث في بداية المعركة بعد أن حمي الوطيس أن أحرز المغول تقدّما في القتال وحينئذ رمى السّلطان (قطز) خوذته عن رأسه وصاح بأعلى صوته: (وا إسلاماه)! وقد استطاع بعد هذه الصّيحة أن يشقّ ومن معه من الجند الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم ابتغاء مرضاة اللّه صفوف التّتار ما أدّى بهم إلى قمّة الهزيمة والانهيار ووقف التّاريخ خاشعا أمام هذا الانتصار وسجّله بمداد من أنوار على صحائف من قلوب الأبرار وتلا فَم الزمان أناشيد هذا الانتصار المظفّر التي صيغت على صيحات: اللّه أكبر! إنّنا حين نتبنّى الإسلام كعقيدة وشريعة ونظام حياة ونعلنها مدوّية: لا إله إلا اللّه! حينها يتحقّق نصر اللّه في أسرع وقت وأقلّ التكاليف! وحين نتبنّى اليساريّة أو العلمانيّة أو السّيداويّة أو الرّأسماليّة أو الدّيمقراطيّة أو القوميّة ثمّ نطبّق القانون الوضعيّ سنخسر الدّنيا قبل الآخرة.. ونبقى ندور في حلقات فارغة وفي دوائر مفرغة! ونتمنّى على اللّه الأمانيّ؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى