لماذا التطبيع؟ ومن أجل من؟ (5 – 6)
بقلم سامي راضي العنزي
نكمل حديثنا حول وحدة التنظيم والأهداف لمجموعة مجاميع، أو جماعات، أو فرق وتنظيمات لا همَّ لها إلا الحرب على الإسلام والمسلمين، وانتهينا في السطور السابقة بمقولة للمحفل الهولندي توقفنا عليها وهي تبين عقيدتهم عقيدة وحدة الوجود والتناسخ والحلول، التي لو دققنا في مضمونها مع فهم عقيدة اليهود بأنفسهم كما يعتقدون أنهم شعب الله المختار وغيرهم حيوانات، نعلم حينها من المعنيّ بقولهم: “نحن الله”، أو قولهم: “الإنسان هو روح الله”! تعالى الله.
لم ولن يقصدوا بذلك إلا اليهود؛ لأن بقية البشر بالأصل ليسوا بشراً حسب عقيدتهم، فلذلك قولهم: “نحن الله وروح الإنسان روح الله” القصد منها يهود، وهي عبارة لها عدة وجوه من حيث المعنى والمعنيّ لكل من علم عقائدهم ومكائدهم وأكاذيبهم.
ونبدأ اليوم سطورنا بقول للباطني الإحسائي، الذي لا شك يتفق معهم في نشر ونثر الغبش على الدين، ولكن بشكل أكثر دقة، وأكثر شبهة وفتنة، إلا أنه في النهاية يصل مع بقية الجوقة إلى الهدف المشترك بينهم، ضرب الدين ورجال الدين.
يقول الإحسائي في النبوة مبيناً أن مشايخهم أرفع مستوى ورقياً من الأنبياء!
يقول الإحسائي في النبوة وكيف يتفق مع العلماني والماسوني: “إن الحقيقة المحمدية تجلت في الأنبياء قبل محمد تجلياً ضعيفاً، ثم تجلت تجلياً أقوى في محمد، صلى الله عليه وسلم، والأئمة الاثني عشر، ثم اختفت زهاء ألف سنة وتجلت في الشيخ أحمد الإحسائي، ثم كاظم الرشتي، ثم تجلت في كريم خان وأولاده، إلى أبي القاسم خان، وهذا التجلي أعظم التجليات لله، والأنبياء والأئمة!
جمع الإحسائي هنا بين وحدة الوجود والتناسخ والحلول!
نعود إلى العلماني أبو زيد، وماذا يقول متفقاً ضمناً مع الإحسائي وكأنه يزكي أبا لهب، وأبا جهل، وعبادة الأوثان؛ لأن التوحيد والتميز بين الإله الخالق والمخلوق عنده أمر غير صحيح!
يقول أبو زيد العلماني متفقاً ضمناً مع الإحسائية بتصغير النبوة بشكل أو بآخر: لا بد من إخضاع القرآن للنظرية الغربية، وهي النظرية المادية التي تنكر الخالق وتؤول الوحي على أنه إفراز بيئوي أسطوري، ويقول: إنه ناتج عن المعرفي التاريخي الغارقة في الأسطورة!
وهو يتفق بشكل أو بآخر مع المستشرق اليهودي الحاقد على الإسلام والمسلمين بروكلمان، نعم يتفق معه بقوله في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “إن محمد، صلى الله عليه وسلم، دَعِيّ وليس نبياً، وإن ما دعا له مقتبس ونسج التحليلات والأوهام والأكاذيب”! بحسب زعمه.
لعل قائل يقول أو يستغرب من ربطي وبيان الترابط التنظيمي ما بين الباطنية بكل أطيافها والماسونية العالمية والعلمانية الكافرة! أقول: نعم، وحدة الهدف على مر العصور والأزمان لهو دليل على انطلاقهم من حفرة واحدة، ومنهجهم الواحد في نظرته للدين ورجال الدين والأنبياء والرسل، وصناعة الخدم لهم -يهود- من أجل تطبيع الشعوب والأمة الإسلامية بالذات مع يهود؛ من أجل سيادة العالم بالدولة العالمية التي ينشدونها، فنشر خدمها الغبش على الشعوب، وأحيانا تباع الأوطان من أجل يهود التي تفضلت عليهم بهذا الكرسي أو ذاك المنصب، وما علم هذا المطبع أو ذاك أنه مهما فعل ومهما خان دينه وأمته أنه لا يرتقي أن يكون إنساناً أمام شعب الله المختار!
وجميعهم تلك الجماعات والمنظمات اليهودية تلونت، وعملت في المجتمعات، بداية بما يميل له ذلك الشعب أو تلك الأمة مسايرةً، أياً كان النفاق هو محور دعوتهم التي تسعى من خلاله للخلاص من الإسلام والمسلمين، وهي دعوى محورية أيضاً، ولا بد أن يسبقها التطبيع، تقول الماسونية كما الباطنية والعلمانية: “الغاية تبرر الوسيلة”، والأجدر بها نقول فيها: “بالنفاق تصل إلى هدفك!”.
تذكر الماسونية فتقول: “من سمات الماسوني أن يكون وطنياً مع الوطنيين، مسالماً مع المسالمين، رحيماً مع أندية الرحمة والإحسان، ومدمراً مع المدمرين الحاقدين، سياسياً في مواخير السياسة والنفعيين، أن يكون ديناً في المعابد، وأن يكون ملحداً مع الملاحدة”.
فهذا منهج يسهّل لليهود التطبيع، وركوب مركوب المظلومية، ومركوب السلام والإنسانية في الوقت نفسه للوصول إلى هدفهم الإجرامي!
(المصدر: مجلة المجتمع)