لم ولن يركع المرابطون لغير ربّ العالمين (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ وقال تعالی: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
لا جرم أيّها الأخ المسلم أنّ المرابطة نوع من ألوان إعلاء كلمة اللّه ﷻ وكلّ من مات وهو صابر ومرابط في هذه الدّيار فإنّ له أجر الكماة الأخيار! يقول سيّد الأبرار ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ} إنّ الرّباط في سبيلِ اللّه أحبّتي في اللّه خير من الدّنيا وما فيها! ومن المعلوم لكم أيّها المؤمنون أنّ الرّباط هو ملازمة المكان الذي بين عباد الرّحمن المسلمين وبين شرذمة الكافرين لحراسة حياض المسلمين!
إنّنا نقول بالمختصر: إنّ الرّباط هو الإقامة في الثّغر التماسًا للأجر من مولانا المليك المقتدر وقد استحقّ المرابط في بلدنا أرض المحشر والمنشر عظيم الأجر لأنّه ضحّی بجميع ما يملك في سبيل الدّفاع عن الإسلام والمسلمين ولو لم يمت في ساحة الوغی فله أجر السّابقين السّايقين! قال نبيّنا الصّادق الأمين ﷺ: {مَن سَألَ اللَّهَ الشَّهادَةَ صادِقاً بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنازِلَ الشُّهداءِ وَإن ماتَ علَى فِراشِهِ} وقال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية: (بالصّبر واليقين تنال الإمامة في الدّين)! ونذكّركم أحبّتنا الكرام قبل الختام بهذه الكلمات الطّيّبة التي قالها أسد القفار البطل الهمام المغوار عمر المختار: (نحن لم ولن نستسلم ننتصر أو نموت)! فتوكّلوا معشر المرابطين علی ربّ العالمين!
وللّه درّ القائل: (فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم : إنّ التّشبّه بالكرام فلاح)!
اقرأ أيضا: لم ولن يركع المرابطون لغير ربّ العالمين (٢)