لاتعترض على الله تعالى !!(٥)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
٠فليحترم العاقل نفسه وليعرف جهله أمام ربه تعالى وليدع رأيه واقتراحاته وضرب الأمثال لمعارضة أقدار الله سبحانه الصادرة عن العلم الواسع المحيط بكنه الأمور ومآلاتها والحكمة التامة المنزهة عن العبث والظلم ﴿فَلا تَضرِبوا لِلَّهِ الأَمثالَ إِنَّ اللَّهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ النحل: ٧٤
٠وليردد كل من عانى من وسوسة أو حالة يضيق بها صدره ويظلم بها قلبه فتدفعه للاعتراض على ربه، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك..)رواه احمد بسند صحيح.
فهذا علاج عظيم لمافيه من التوحيد والاستسلام لله واعتقاد عدل الله تعالى في أحكامه وأقداره التي تمضي حتما ولكن بعدل وحكمة وإن خفيت على الناس وإن عارضها من قل دينه وعقله.
طبعا كل هذا لاينتفع به من لا يؤمن بالقرآن والسنة أبدا .
٠وكل من اعترض على الله تعالى وأحكامه وأقداره سبحانه وتعالى سيعرف -إن مات على ذلك – ولكن بعد فوات الأوان أنه كان بلا عقل ولا فهم ولاسمع وسيعلم أنه كان غبيا عندما كان يظن نفسه فيلسوفا عميقا ومفكرا بعيد النظر ومبتكرا غير مقلد للمؤمنين في تسليمهم لله تعالى أمره وحكمه !!!قال تعالى ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾ الملك: ١٠
٠وسيدرك أن العقل والفهم الصحيح هو التسليم لأفعال الله وأنه لاتقاس أفعال الله تعالى على أفعال البشر فأفعال البشر لابد أن تعرف حكمها الظاهرة أما أفعال الله تعالى فكثير من حكمه لا تظهر لنا
قال الامام ابن الجوزي:
“غير أن الحق سبحانه لا تقاس أفعاله على أفعالنا، ولا تعلل، والذي يوجب علينا التسليم أن حكمته فوق العقل، فهي تقضي على العقول، والعقول لا تقضي عليها، ومن قاس فعله على أفعالنا، غلط الغلط الفاحش…
فإياك إياك أن تقيس شيئا من أفعاله على أفعال الخلق، أو شيئا من صفاته، أو ذاته سبحانه وتعالى، فإنك إن حفظت هذا، سلمت من التشبيه ..ونجوت من الاعتراض، الذي أخرج قوما إلى الكفر، حتى طعنوا في الحكمة” صيد الخاطر ص٣٣٧-٣٣٨.