مقالاتمقالات المنتدى

لا تقولوا: دمشق سقطت! لكنّها وربّ البيت فتحت وانتصرت

لا تقولوا: دمشق سقطت! لكنّها وربّ البيت فتحت وانتصرت

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ!

هذا يوم من أيّام اللّه يا عباد اللّه! فاحمدوا اللّه واسجدوا سجدة الشّكر لزوال نظام أحد أعمدة الكفر لقد تمادی هذا النّظام في الكفر والشّرّ وطغی في البلاد وأكثر فيها الفساد وسام شعبه المحترم سوء العذاب؟!

ولا جرم أخي المسلم أنّ الظّلم جرم عظيم ومرتعه وخيم وهو أصل الفساد والفتن ومنبع الشّرّ والبلاء والمحن وبسببه تخرب الدّيار وينزل غضب اللّه الواحد القهّار علی الفجّار في سائر الأمصار قال تعالی: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً﴾ وَقال تعالی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ وَقال ﷺ فيما يَرويه عَن رَبّه عَزّ وَجلّ: {يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَموا} وَقال ﷺ: {وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ} وَقال ﷺ: {اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ} ونقول بالمختصر بمناسبة نهاية نظام أحد جلاوزة هذا العصر: قال مولانا العزيز المقتدر في محكم الذّكر: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾

إنّنا نوصي الفاتحين في دمشق الشّام: بتقوی اللّه الرّحيم الرّحمن وعدم الانتقام ممّن أعلن الحرب علی الإسلام وظلم الشّعب نصف قرن من الزّمان وقدوة الجميع في ذلك نبيّنا محمّد ﷺ حين فتح بلد اللّه الحرام! إيّاكم معشر المجاهدين الفاتحين الكرام أن تشوّهوا صورة الإسلام! أو أن تقولوا حان وقت الانتقام في هذه الأيّام! كونوا علی مستوی التّحدّي والمسؤوليّة وأروا اللّه من أنفسكم خيرًا واعلموا علم اليقين أنّ الظّلم مرتعه وخيم!

ولكم تحيّات ودعوات إخوانكم المرابطين الصّابرين المصابرين المحتسبين في فلسطين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى