مقالاتمقالات المنتدى

كَيْفِيَةُ ضَبْطِ عُلومِ اللُّغَةِ وَالتَّمَكُّنِ فِيْهَا وَطَرِيْقَةُ تَنْمِيَتِهَا | الحلقة 2 (علم التصريف)

إعداد الشيخ مروان الكردي

نستكمل هنا ما نشرناه على موقعنا سابقاً من مقال الشيخ مروان الكردي -حفظه الله- حول كيفية ضبط علوم اللغة والتمكن فيها وطرق تنميتها، وكانت الحلقة الأولى عن علم النحو، وهذه هي الحلقة الثانية عن علم التصريف:

عِلْمُ التَّصْرِيْفِ:

الْمَرْحَلَةُ الأُوْلَى: ضَبْطُ الْمُقَدِّمَاتِ وَالقَوَاعِدِ:

الدِّرَاسَةُ عِنْدَ الشُّيوخِ:

  • مَتْنُ البِنَاءِ للمُلَّا عبدِ اللهِ الدّتفزِيِّ. وَيَسْتَعِيْنُ الطَّالِبُ مَعَ شَرْحِ الشَّيْخِ بِشَرْحٍ أَوْ شَرْحَيْنِ مِنَ الشُّروحِ الْمُخْتَصَرَةِ.
  • تَصْرِيْفُ الزَّنجَانِيِّ (تَصْرِيْفُ العِزِّيِّ). يَسْتَعِيْنُ الطَّالِبُ بِشَرْحِ التَّفْتَازَانِيِّ وَالْمُلَّا عَلِيٍّ القَارِي للمُرَاجَعَةِ وَالِاستِزَادَةِ عَلَى الْمَتْنِ.
  • شَذَا العَرْفِ للشَّيْخِ أَحمدَ الحملَاوِيِّ.
  • الشَّافِيَةُ لِابنِ الحَاجِبِ([1]).
  • اختِيَارُ شَرْحٍ مُتَوَسِّطٍ للشَّافِيَةِ، وَالشَّرْحُ الْمُختَارُ فِي مَدَارِسِنَا شَرْحُ نِظَامِ الدِّيْنِ، وَيُمْكِنُ تَبْدِيْلُهُ بِشَرْحِ الجَارْبَرْدِيِّ.

الدِّرَاسَةُ الفَردِيَّةُ:

فَالكُتُبُ فِي دِرَاسَةِ عِلْمِ الصَّرْفِ كَثِيْرَةٌ جِدًّا، وَلكِنْ نَخْتَارُ الكُتُبَ الأُصُوليَّةَ فِي الفَنِّ مَعَ مَا يُسَهِّلُ عَلَيْكَ الكُتُبَ الَّتِي دَرَسْتَهَا عِنْدَ الْمَشَايِخِ، وَتَكُونُ بِمَثَابَةِ التَّذِييلِ لِمَا دَرَسْتَ، وَهِيَ:

  • شَرْحُ الشَّافِيَةِ للرَّضِيِّ مَعَ النَّظَرِ فِي شَرْحِ الخَضرِ اليَزْدِيِّ، فَعَلَى الطَّالِبِ أَنْ يَجْعَلَ الشَّافِيَةَ وَشَرْحَهُ الْمُخْتَصَرَ الَّذِي دَرَسَهُ أَصْلًا فِي البَابِ، ثُمَّ يُمْعِنَ النَّظَرَ فِي شَرْحِ الرَّضِيِّ لأَنَّهُ يَحوِي جُلَّ مَسَائِلِ التَّصرِيْفِ وَلَيْسَ لَهُ مَثِيْلٌ بينَ الكُتُبِ الصَّرفِيَّةِ مِنْ حَيْثُ جمعُ الْمَوَادِّ وَالفَوَائِدُ وَالدَّقَائِقُ فِي الْمَسَائِلِ الصَّرْفِيَّةِ كَمَا قَالَ الشَّوْكَانِيُّ عَنْ طَالِبِ العِلْمِ: “وَلَا يَكُونُ عَالِمًا بِعِلْمِ الصَّرْفِ كَمَا يَنْبَغِي إِلَّا بعدَ أَنْ تكُونَ الشَّافِيَةُ مِنْ مَحْفُوظَاتِه،ِ لِانْتِشَارِ مَسَائِلِ فَنِّ الصَّرْفِ وَطُوْلِ ذَيْلِ قَوَاعِدِهِ وَتَشَعُّبِ أَبْوَابِهِ،
    وَلَا يَفُوْتُهُ الِاشْتِغَالُ بِشَرْحِ الرَّضِيِّ  عَلَى الشَّافِيَةِ بَعْدَ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا هُوَ أَخْصَرُ مِنْهُ مِنْ شَرْحِهَا  كَشَرْحِ الجَارْبَرْدِيِّ وَلُطْفِ اللهِ الغيَاثِ فَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْفَوَائِدِ الصَّرْفِيَّهِ مَا لَا يُوجَدُ فِي غَيْرِهِ.”([2]).
  • الْمُنْصِفُ لِابنِ جِنِّيٍّ (ت:392هـ): وَهُوَ شَرْحُ كِتَابِ التَّصرِيْفِ لأبِي عُثْمَانَ الْمَازنِيِّ وَشُهْرَةُ الإِمَامَيْنِ غَنِيَّةٌ عَنْ وَصْفِ وَاصِفٍ وَليسَا بِحَاجَةٍ إِلَى تَنْبيهِ مُنَبِّهٍ قَاصِرٍ مِثْلِي، فَالإِمَامَانِ حُجَّتَانِ فِي التَّصرِيْفِ وَعَلَيْهِمَا الْمُعَوَّلُ، وَهذَا الكِتَابُ قَلَّ أَنْ يُوجَدَ لَهُ نَظِيْرٌ بينَ الْمُتَقَدِّمينَ وَالْمُتَأخِّرينَ حَاوٍ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمَسَائِلِ الأُصولِيَّةِ.
  • الْمُمْتِعُ الكَبيرُ لِابنِ عُصْفُورٍ الإِشبيلِيِّ (ت:669): فَهُوَ كِتَابٌ عَظِيْمُ القَدْرِ يَكْفِيْهِ أَنَّ أَبا حَيَّانَ الأَندَلُسِيَّ كَانَ مُعْجَبًا بِهِ وَيَمْدَحُهُ كَثِيْرًا، فَالكِتابُ مُجَلَّدٌ ضَخْمٌ فِيْهِ نُكَتٌ جَلِيْلَةٌ وَدُرَرٌ بَهِيَّةٌ مِنْ دَقَائِقِ التَّصرِيْفِ، وَلكِنَّهُ لَمْ يُرَتَّبْ كَالتَّرتيبِ الَّذِي نَرَاهُ فِي العُصُورِ الْمُتَأخِّرَةِ كَالشَّافِيَةِ، وَلكِنَّ الطَّالِبَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُسَجِّلَ الزَّوَائِدَ وَالفَوَائِدَ الَّتِي يَجِدُهَا عَلَى الشَّافِيَةِ.
  • التَّصْرِيفُ الْمُلُوكِيُّ لِابْنِ جِنِّيٍّ وَشَرْحُ ابْنِ يَعِيْشَ عَلَيْهِ: أَصْلُ هذَا الكِتَابِ هُوَ كِتابٌ لِابنِ جِنِّيٍّ أَسْمَاهُ: (مُخْتَصَرَ التَّصْرِيْفِ) وَاشْتَهَرَ بينَ النَّاسِ بالْمُلُوكِيِّ، وَشَرَحَهُ كَثيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ وَلكِنَّ الشَّرْحَ الَّذِي بَقِيَ بينَ أَيدِيْنَا هُوَ شَرْحُ ابنِ يَعِيْشَ الَّذِي أَسْمَاهُ: (شَرْحَ الْمُلُوكِي فِي التَّصْرِيْفِ)، فَهُوَ كِتَابٌ مُفَصَّلٌ يَحتَوِي عَلَى فَوَائِدَ جَلِيْلَةٍ وَمَسَائِلَ منِيفَةٍ لَا تُوجَدُ فِي غَيْرِهَا وَلَا سِيَّمَا فِي الإِبْدَالِ وَالزِّيَادَةِ وَالإِعْلالِ، فَهُوَ كِتَابٌ نَفِيْسٌ لَا يَسْتَغِنِي عَنْهُ مُرِيْدٌ لِفَنِّ التَّصرِيْفِ.

الْمَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: مَرْحَلَةُ التَّطْبِيْقِ:

فَفِي هذِهِ الْمَرْحَلَةِ يَفْعَلُ مَا فَعَلَ فِي النَّحوِ وَلكِنْ لَسْنَا بِحَاجَةٍ إِلَى النَّظَرِ فِي الشَّوَاهِدِ الشِّعْرِيَّةِ كَثِيْرًا، وَلكِنْ يَنْبَغِي أَنْ نُمْعِنَ النَّظَرَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَكَلامِ الأُدَبَاءِ وَالفُصَحَاءِ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَعَلَى رَأسِهِمُ الرَّسُولُ الأَعْظَمُ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَمَنْ بَعْدَهُ.

وَكَمَا عَلَى الطَّالِبِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بالْمَعَاجِمِ لِضَبْطِ الكَلِمَاتِ وَمَا يُقْتَصَرُ فِي ضَبْطِهَا إِلَى السَّمَاعِ، وَنَخْتَارُ تَاجَ العرُوسِ للإِمَامِ الزَّبيدِيِّ لِيَكُونَ أَصْلًا للمُرَاجَعَةِ([3]).

([1]) إِذَا كَانَ الطَّالِبُ ذَكِيًّا يُمكِنُهُ أَنْ لَا يَدْرُسَ الْمَتْنَ وَيَذْهَبَ إِلَى الشَّرْحِ فَوْرًا، إِنْ رَأَى أَنَّهُ يَفْهَمُهُ، وَلَا سِيَّمَا أَنَّهُ تَحَصَّلَ عَلَى أَبوابٍ كَثِيرَةِ منهُ فِي الأَلْفِيَةِ وَالْمُفَصَّلِ وَهَمْعِ الهَوَامِعِ.

([2]) أدَبُ الطَّلَبِ وَمُنْتَهَى الأرَبِ للشَّوكَانِيِّ، ص: (192-193).

([3]) مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نَتَيَقَّنَ بأَنَّ الْمَعَاجِمَ لا تَخلُو عَنِ الأَخطَاءِ الْمَطْبَعِيَّةِ، فَلَا يُوثَقُ إِلَّا بالضَّبْطِ مِنَ الْمُؤلِّفِ، فَمَثَلًا يَقُولُ لَكَ فِي كَلِمَةِ: (الجِرِشَّى: النَّفْس) بِكَسْرِ الجِيْمِ وَالرَّاءِ… أَوْ يَقُولُ فِي ضَبْطِ: (المهدِ) إِنَّهُ كَـ: (الكَرْبِ أَوِ الدَّرْبِ)، فَأَنتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يَكُونُ بِفَتْحِ الميمِ وَسُكونِ الهَاءِ.

(منتدى العلماء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى