مقالاتمقالات مختارة

كيمياء العرب والترك في الحضارة الاسلامية

كيمياء العرب والترك في الحضارة الاسلامية

بقلم ربيع الحافظ

العرب نزل عليهم أقدس كتاب والأتراك وضعوا ثاني أقدس كتاب (البخاري) هي كيمياء في علاقة العرب بالأتراك على مر التاريخ السياسي الإسلامي.

القاسم المشترك الأهم بين العرب والاتراك قبل الاسلام هو ان كليهما اقوام لم تكن حاضنة لنظم سياسية وفكرية فالذهن كان صافيا ووعاء وخاليا من ترسبات سابقة تصطدم مع تعاليم الرسالة الخاتمة.

أحكام الإسلام الجديدة التي تنزلت على هذا الذهن لم تدخل في جدل فكري (داخله) مع ترسبات فكرية فعندما يتنزل حكم يحرم عادة ما دأب عليها القوم كالخمر تكسر جرار الخمر ويهرق في الطرقات دون مرور للقرار على نقاش فلسفي حول منافع الخمر وإثمه وامكانية التوفيق بينهما.

من ناحية ثانية فإن ذلك الذهن نشأ في حرية البادية بعيدا عن عبودية النظم السياسية وطبقية النظم الحاكمة فأسس ذلك الذهن شخصية كانت ركنا اساسيا في تكوين المجتمع الجديد.

الصورة المقابلة هي الذهنية المسكونة بأفكار سابقة والتي ترفض القيم الوافدة وتعمل عمل رفض كريات الدم البيضاء عن زرع اعضاء جديدة نافعة في الجسد.

تبقى الندب الفكرية ظاهرة في هذه الشخصية وهي اشبه بشريط سمعي يعاد التسجيل عليه فيبقى التسجيل الجديد مشوبا بآثار التسجيل القديم.

الشخصية الفارسية تجسيد لهذه الصورة من ناحيتين، الاولى التكوين الذهني المجوسي والزردشتي الذي قدم نفسه للمنطقة على انه نظام حياة، والاخرى اجواء العبودية والطبقية السياسية التي أشاعها ذلك النظام والذي اعاد الديانة الشيعية انتاجها من خلال نظام المرجعية.

هذه من بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء حسن إسلام العرب والاتراك وسهولة دخولهم في تحالفات سياسية وكثرة اتباعهم من الشعوب الاخرى ما جعلهم في عرف علم الاجتماع “شخصية الأغلبية المظلية” القادرة على بناء المجتمعات المتعددة الاعراق والاديان والاتساع للآخر فكانوا بذلك وعاء النظام الاسلامي لأهل السنة بشكل عام الى جانب الشعوب المسلمة الاخرى من كرد وشركس وألبان وأمازيغ.

(المصدر: موقع المنهل)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى