مقالاتمقالات مختارة

كيف يستثمر الاحتلال الصهيوني مواقع التواصل الاجتماعي؟

كيف يستثمر الاحتلال الصهيوني مواقع التواصل الاجتماعي؟

بقلم مصطفى أبو السعود

تسعى دولة الاحتلال لتسخير الإنتاجات البشرية لتحقيق أهدافها، ولا تتوانى عن استخدام كل وسيلة ممكنة، وهذا يخضع لظروف الزمان والمكان وطبيعة الهدف المراد تحقيقه، ومن بين هذه الأدوات هي مواقع التواصل الاجتماعي التي ظهرت خلال العقد الأخير، فأحدثت ثورة هائلة في كل مجالات الحياة، فأسقطت أنظمة لم يكن لتنهار لولا هذه المواقع لأنها ساعدت على انتشار صوت الجماهير وغضبهم كما النار في الهشيم.

حيث أدرك الاحتلال مبكراً أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة مهمة يجب استثمارها بالشكل الصحيح حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، خاصة مع تنامي استخدام الفلسطينيين لها لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وحشد التأييد العالمي لها وفضح جرائم الاحتلال، فكان لا بد من التحرك لضبط إيقاع هذه المواقع، وكان أول وأهم شيء فعلته هو استمالة إدارة شركة فيسبوك من خلال اتفاقيات ثنائية عام2016 تتعاون بموجبه “فيسبوك مع الاحتلال الإسرائيلي لمراقبة المحتوى التحريضي على الصفحات الخاصة بالشبكة”.

ترى كيف يستثمر الاحتلال مواقع التواصل الاجتماعي؟

في عام 2015 أمر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتشكيل طاقم ممن يجيدون اللغة العربية، لمراقبة الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف نواياهم قبل تنفيذ عمليات، واعتقال كل من يضع منشورا أو تعليقاً قد يثير الشبهات لدى الاحتلال بأنه محرض أو يخطط لتنفيذ عمل ما، وقد وجدت هذه الخطوة ترحيباً من النظام القضائي الصهيوني، ويمكن ذكر بعض أوجه استثمار الاحتلال لمواقع التواصل الاجتماعي:

*من يتجول في الفيسبوك يجد صفحات لشخصيات صهيونية تخاطب العرب بلغة عربية مصحوبة بصور ومقاطع فيديو لهم وهم يباركون للعرب بمناسباتهم الدينية مثل “أفيخاي درعي” الناطق باسم الجيش الصهيوني ويعطي نصائح ويسترشد بفتاوى علماء مسلمين ويروج لفكرة أن (إسرائيل) دولة مسالمة وتريد العيش بسلام وتحارب الارهاب، ويحرض على المقاومة الفلسطينية ويتهمها بالإرهاب، ثم صفحة باسم “المنسق” يظهر فيها بوجه إنساني من خلال منشورات يبدي فيها تعاطفه مع أهل غزة، ويبدون رغبتهم بأن يعيش سكان غزة حياة كريمة بعيدة عن “إرهاب” حماس، ويطلب ممن يحتاج إي خدمة أن يتواصل معه على الخاص.

* مراقبة حسابات وصفحات النشطاء وخاصة الذين يكتبون من باب التفاخر بأن صاروخاً تم إطلاقه من مكان قريب من منطقة سكناهم.

* رصد أفكار وآراء الجمهور الفلسطينيين حول قضية ما، والعمل على استثمارها وتوجيهها كما يراه مناسب.

* إنشاء حسابات وصفحات وهمية على مواقع التواصل تهدف لنشر الأفكار الهدّامة بين الشباب العربي والفلسطيني، وبث الفتنة والإشاعات بين العرب والمسلمين.

* تصميم تطبيقات لاختراق حسابات شخصيات تدعم المقاومة، وتطبيقات تعارف إباحية بهدف نشر الرذيلة والميوعة بين الشباب والشابات حتى لا يلتفتوا للقضايا المهمة الكبرى.

* إنشاء حسابات وصفحات وهمية باسم جمعيات ومؤسسات خيرية عربية وإسلامية لمعرفة ظروف الناس واستغلالهم للحصول على معلومات.

* يجتهد الاحتلال في إسقاط الشباب في وحل العمالة من خلال مواقع التواصل باعتبارها تربة خصبة.

* تصميم ألعاب تؤثر في نفسية المواطن العربي والفلسطيني خاصة، حيث توجد لعبة الكترونية يتم من خلالها الترويج على أن قادة المقاومة هم مغامرون بأرواح الناس وأن لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية.

*توجد صفحات كاريكاتير تحمل أسماء فنية وهمية ترسم قادة الشعب بطريقة سخرية لإثارة العصبية الحزبية بين التيارات الفلسطينية.

* العمل على تعطيل صفحات وحسابات المعارضين من خلال اختراقها أو زيادة البلاغات ضدها لإدارة شركة الفيسبوك بحجة أنها تحض على العنف والكراهية، وهذا ظهر جليا في حذف شركة فيسبوك صفحات وحسابات مؤسسات وشخصية من مختلف التوجهات فقط لأنها تفضح جرائم الاحتلال، ثم أخيراً موضوع طلب الاحتلال من شركة فيسبوك حذف صور القوة الصهيونية الخاصة التي نشرتها كتائب القسام.

أخيراً: ما واجبنا تجاه نشاطات الاحتلال على مواقع التواصل؟

بين الفينة والأخرى ينشر موقع مجد الأمني نشرات أمنية توعوية بهدف مساعدة الشعب على كيفية التعامل مع هذه الحالات، فيجب متابعتها وأخذ ما فيها من معلومات على محمل الجد قبل وقوع المحظور.

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى