كيف نمنع إعدام الشيخ سلمان العودة؟
بقلم إبراهيم الدرعمي
في مهزلة لم يسبق لها مثيل في أرض الإسلام وموطنه وعقر داره تخرج علينا عدة صحف سعودية وغيرها من مواقع ناطقة باسم الحكومة السعودية على مواقع التواصل بإعلانها المشؤوم عن موعد إعدام علماء الأمة في بلاد الحرمين بأنه سيكون بعد انتهاء شهر رمضان؟ فهل سيعدمونهم حقا؟! ولماذا تسريب مثل هذه الأخبار!؟
في رأيي أن السلطات السعودية تريد من وراء هذه الأخبار ترهيب كل العلماء الذين هم بخارج السجون وترهيب كل المعارضين من أبناء القبائل وقيادات المجتمع المدني والإسلامي، خاصة بعد اعتذار الشيخ عائض القرني المنكر والذي أقل ما يوصف به بأنه بيان المهزلة عن حياته الدعوية ودوره في الصحوة الإسلامية، ولذا جاء الإعلان في هذا التوقيت في ظل الأحداث المتسارعة داخليا وخارجيا، وخوف ورعب ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان وحكومته من الصحوة والوعي والغليان الذي انتشر في بلاد الحرمين بعد جرائمه وفضائحه المتتالية بداية من قتل خاشقجي مرورا بتجميد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصولا لحملات التغريب والانفتاح اللاأخلاقي من حفلات واختلاط تنافي عادات وقيم شعب بلاد الحرمين، فضلا عن تدميره للثروة المالية السعودية في حروب فاشلة وصفقات سلاح لا فائدة ترجى من ورائها على أرض الواقع ، وكذلك استغلال هذا المال في المؤامرات والانقلابات في بعض الدول العربية ودعم الثورات المضادة للشعوب العربية الثائرة والباحثة عن الحرية، في الوقت الذي لا يجد فيه الشعب ما يسد به جوعه.
ولكن إن قرر ت السلطات السعودية تنفيذ هذا الأمر فعلا فهي تحاول بهذه التسريبات تهيئة الرأي العام للأمر هذا، ولكنها ستكون الطامة الكبرى على رأسها وعلى رأس كل من سيشارك في هذي الجريمة النكراء ضد علماء الأمة، والقشة التي ستقصم ظهر البعير، حيث سيتضح من حيث لا يدركون للعامة قبل الخاصة بأنها على الإسلام والدعاة إليه وعلمائه، في ظل المعطيات التي حدثت داخل بلاد الحرمين منذ انقلابه المتلفز على ولي العهد الشرعي محمد بن نايف ووضعه رهن الإقامة، وحربه الشرسة على كل ما هو إسلامي، والانفتاح الأخلاقي الفج و الغير مسبوق في أرض الحرمين التي ترفع راية الإسلام شعارا لها، والمسؤولة عرفا ودستورا وكما وكيفا عن الدفاع عنه، ولكن على أرض الواقع يفعل حكامها العكس، فلا توجد واحدة من قضايا الأمة نصروها ودعموها بشكل فعلي يغير من واقعها، بل على النقيض إنهم يسيرون في ركاب من يخططون لتدمير الأمة وتفتيتها وتقطيع شملها ولنا في صفقة القرن مثالا سيئا على هذه السياسة التي تسير عليها السعودية في عهد الملك سلمان وولي عهده.
ورغم كل ما ذكرت سابقا إلا أنه يجب على كل مسلم ومسلمة منع هذا الأمر من الحدوث مسبقا وعدم السماح بوقوع مصائب أخرى في بلاد الحرمين لا يعلم مدى تداعياتها عليها وعلى باقي الأمة سوى الله، فقتل العلماء قد يجعل من الشباب المسلم بركانا ثائرا لا يستطيع ولن يستطيع أحد من إخماده سواء في داخل بلاد الحرمين أو خارجها، وسوف يعطي شرعية لكل الجماعات المتطرفة في أن تشرعن ما تفعل، فضلا عن اللعنات التي سيجلبها هذا الأمر على حكام السعودية داخليا وخارجيا ؛ لذا يجب أن يمنع هذا الأمر بكل الطرق المستطاعة داخل بلاد الحرمين وخارجها، وأقترح عدة أمور علينا جميعا المشاركة فيها وتفعليها كالتالي:
– تفعيل القضية على المستوى الإعلامي لتصل لكل أبناء وبنات الحرمين وكل فرد في هذه الأمة لتكوين رأي عام شعبي وعالمي ضاغط على السلطات السعودية لمنعهم من هذه المصيبة.
– مراسلة علماء الأمة وهيئات العلماء واتحاداتهم الموجودة في كل البلدان المسلمة وعلى رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلماء الأزهر الشريف وهيئة علماء الشام وعلماء أوروبا لاستصدار بيان موحد يمنع هذا الأمر ويجرمه، وإن صدر مثل هذا البيان سوف يضع شرعية السلطات السعودية في مأزق كبير باغتيالها وإعدامها لعلماء الأمر وسوف يكون رادعا لحكمها الجائر ضد علماء الأمة وقد يكون عاملا فعالا في منعها من تنفيذه.
– مراسلة هيئة كبار العلماء ببلاد الحرمين وتذكيرهم بالله ومكانة العلماء وحرمة التعرض لدمهم عند الله سبحانه وتعالى، وخطورة هذا الأمر على شباب الأمة؛ لما قد ينحى بهم نحو العنف في ظل الهجمة الشرسة على العلماء المعتدلين الداعين للإسلام بوسطيته وشموليته القويمة أمثال الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني وناصر العمر، وحثهم على استصدار بيان أو فتوى بحرمة قتل العلماء والمصلحين، فإن فعلوا فسوف يسقطون الستارة الشرعية عن السلطات السعودية وسوف تكون هذه الفتوى أو هذا البيان حائط صد منيع لمنع تنفيذ هذا الأمر المشؤوم.
– مراسلة المنظمات الحقوقية الدولية؛ للتدخل وتكوين ضغط دولي على السلطات السعودية؛ لمنع هذا الأمر.
– عمل مسيرات سلمية داخل بلاد الحرمين وخارجها لمن يستطيع ذلك استنكارا لهذا الأمر الجلل كضغط شعبي قوي.
– الدعاء ونحن في هذه الأيام الفاضلة الكريمة بأن يفرج الله عن علماء الأمة في بلاد الحرمين ويفك كربهم وأسرهم.
– تفعيل الناحية القانونية للمتخصصين في القانون الدولي ببطلان هذه الأحكام ونقضها، وإظهار مدى فحشها، وحث القانونيين الدولين على تبني الأمر.
وأخيرا نسأل الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ دمهم ودماء كل المسلمين في كل بقاع الأرض وأن ينتقم من كل ظالم وكل متجبر وكل طاغية وكل من يحارب دين الله وشريعته وأوليائه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
(المصدر: مدونات الجزيرة)