مقالاتمقالات المنتدى

كيف نستقبل رمضان

كيف نستقبل رمضان

 

بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

لو نوى ضيف عزيز على قلوبنا وله مكانة رفيعة زيارتنا بعد غياب سنة كاملة كيف سنستقبله؟

أمر طبيعيٌّ أن نسعد بقدومه ونهيئ له كل ما يسرُّه من استقبال حافل وترتيب البيت من مضافة وطيب وبخور وتقديم واجب الضِّيافة من طعام وشراب وارتداء الملابس الأنيقة والتَّرحيب به بأجمل العبارات وتجنُّب كلِّ ما ينغِّص عليه… إلخ.

فكيف إذا كان هذا الضَّيف جاء يفتح لنا بابًا من أبواب الجنَّة (الرَّيَّان) ويعتق رقابنا من النَّار ويغفر لنا ذنوبنا ويكفِّر عنَّا سيِّئاتنا ويعطينا من الثَّواب الجزيل ما يزيد عن ثواب ألف شهر.

نِعم الضَّيف الذي يصاحبه خيرات حسان من صيام وقيام واعتكاف وتلاوة قرآن .

نِعم الضَّيف الذي يمنع الشَّياطين من الوسوسة لنا،

نِعم الضَّيف المبارك الذي يقوِّي إيماننا.

نِعم الضَّيف الذي بشَّر بقدومه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أصحابه رضي اللَّه عنهم بقوله: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنَّة و تُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه الشَّياطين، فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِم خيرها فقد حرِم).

هذا الضَّيف جدير و حُرِّي بنا أن نستقبله استقبالًا يليق بمكانته وأن نحتفي به احتفاءً عظيمًا، فنستقبله بقلب سليم.
ونفس مُطمئنَّة .
وجوارح تسعى إلى طاعة اللَّه و تجنُّب معصيته.
وعقل يتفكَّر في خلق السَّماوات والأرض. ولسان رطب بذكر اللَّه،

نستقبله بعزيمة و إصرار على استغلال أيَّامه بكلِّ معاني الخير، منها:
– تخلية النَّفس من سائر الآفات من غيبة ونميمة و قيل وقال و ظُلم و غش و أكل أموال النَّاس بالباطل والتَّوبة النَّصوح.

– وتحلية بصلة الأرحام وكثرة الاستغفار و حسن الخُلق والتَّصدُّق و إطعام الطَّعام لا سيما للفقراء والمساكين والحرص الشَّديد على أداء العبادات من صيام وقيام و اعتكاف وتلاوة القرآن و المُحافظة على الأذكار.

– اجتناب المُلهيات كالمسلسلات والأفلام والبرامج الاستعراضيَّة التي تهدف إلى صرف النَّاس عن طاعة اللَّه وعبادته.

– ان لا نضيع أغلب وقتنا في إعداد الموائد الفاخرة و البحث عن الملذَّات وكأنَّنا في سباق مع الأطباق الفاخرة أو في شهر أكل وشرب، فرمضان أيَّامه معدودة ويمضي بسرعة، والكَيِّس من استغلَّه في طاعة اللَّه والتَّعيس من فرَّط فيه و اتَّبع نفسه هواها،
ولقد كان الرَّسول صلّى اللَّه عليه و سلَّم الذي غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر يُدارسه جبريل عليه السَّلام القرآن في كلِّ ليلة من شهر رمضان.

وكان من هديه عليه الصَّلاة والسَّلام إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان شدَّ المئزر و أحيا ليله، وجدَّ في العبادة، فينبغي لنا أن نتأسَّى به صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فنستغلَّ الشَّهر الفضيل استغلالًا يليق بعظمته ومكانته.

وختامًا، فلنجعل من رمضان محطَّة وقود للتَّزوُّد بقوَّة الإيمان وتجديد العهد مع اللَّه، و حذار حذار من هجران المساجد والمصاحف بعد انقضاء الشَّهر الفضيل، فنحن نعبد ربَّ رمضان وربَّ سائر الشُّهور.

أسأل اللَّه العليَّ القدير أن يُبلِّغنا رمضان وأن يُعيننا على صيامه وقيامه وآداء حقِّه كما ينبغي ، اللَّهم آمين ياربَّ العالمين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى