كلمات مع نازلة كورونا
بقلم د. أحمد محمد زايد
الفارق بين المؤمن صاحب الإيمان الحي وغيره، فالمؤمن يرى كل شيء من منظور إيماني، ويقدره من خلفية إسلامية لا تغيب عنه أبدا في تقييم الأحداث والمواقف والأفكار والأشخاص، وأما غير المؤمن أو المسلم الغافل فيرى الأشياء حسب منظوره المادي الباهت.
ومن النظرات الإيمانية للمؤمن لنازلة كورونا:
1- أن هذا البلاء له أسبابه وموجباته التي يقوم بها الخلق، فالبشرية اليوم سارت بعيدا الله وهداياته، فرأيناها تقنن الزنا والشذوذ الجنسي، والمثلية الجنسية ثم تعلن ذلك وتنشره، ثم تتاجر به، كل هذا موجب عذاب وغضب من الله تعالى ففي الحديث: (لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا).
2- إن كم الظلم والقتل واستباحة الدماء والرضا عن الظلم والركون إلى الظالمين، ومحاربة الصالحين، والسخرية من الإسلام كل ذلك يقوم به الطغاة ومؤيدوهم، وكأنهم في مأمن من سخط الله وعقابه، وقد قال تعالى :” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” .
3- وفي النازلة آيات بينات على قدرة الله المطلقة وعجز البشر المطلق.
4- وفي النازلة انتقام لله تعالى من الظالمين لعباده المظلومين.
5- إن الآيات التي يسوقها الله إنما يرسلها ليخوف بها عباده فقد قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا}. عن قتادة، قوله {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا} وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكَّرون، أو يرجعون، ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود، فقال: يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.
6- إن الآيات التي يسوقها الله ومنها البأس والبلاء يدفع المؤمن إلى التضرع لربه والرجوع إليه، وأما غير المؤمنين فيفسرونها تفسيرات لا علاقة لها بالسماء، قال تعالى :” فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم”.
7- إن من يبتليه الله تعالى من عباده المؤمنين فيصاب بهذا الوباء فيصبر فهو خير له ففي الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ فِي الطَّاعُونِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ” .رواه البخاري.
أنه عقاب لقوم ورحمة بآخرين بشرط الإيمان بقضاء الله وقدره والصبر على ذلك.
8- المؤمن في هذه الظروف يبشر ويطمئن، مع الأخذ بالأسباب الوقائية.
نسأل الله تعالى الشفاء لكل مبتلى والحماية لكل معافى.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)