كلمات في الطريق (916)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- المبادرُ إلى الخيرِ يسرعُ ولا يتأنَّى،
خشيةَ أن يذهبَ وقته،
وهو يعلَمُ أن تأخيرَهُ يقلِّلُ من أهميته.
ولو تأخرَ لما سمِّيَ مبادرًا،
ولما كان هناك فرقٌ بينه وبين من يفعلُ الخيرَ في وقتٍ آخر،
وكلمةُ المبادرةِ توحي بالإسراع.
وقد قيل: خيرُ البرِّ عاجلُه.
- المساجدُ ساحاتُ نور،
ففيها تَعبدُ الله وتَرقى،
وتَهدأُ فتتفكر،
وتذكرُ الله وتخشع،
وتدنو من العالمِ وتَسمع،
وتتربَّى على الطاعةِ فتزدادُ إيمانًا،
وتصحبُ معكَ أولادكَ لتعرِّفَهم بيوتَ الله،
وتُريهم طريقَ الإيمان.
- خلقكَم الله لتعبدوه،
وبعثَ رسلَهُ وأنزلَ كتبَهُ ليبيِّنَ لكم،
حتى لا تبقى لكم حُجَّة،
فمن أطاعَ فقد سمعَ وبرَّأَ الذمَّة،
ومن عصى فقد فضَّلَ البقاءَ في أوحالِ الدنيا،
ولم يرفعْ رأسَهُ إلى السماء.
وكلٌّ إلى ثوابٍ أو عقاب.
- من اعتبرَ الدنيا امرأةً وأكلةً وسيارة،
فقد جعلها متعة، وتشبَّهَ بذواتِ الأربع،
وليعلمْ أنه في غرورٍ كبير،
بل نائم،
لا يصحو إلا إذا عرفَ الهدفَ والغايةَ من خلقِ الدنيا، ومعها خلقُ الإنسان.
قالَ ربُّنا سبحانه:
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة الحديد: 20]،
أي: ما الحياةُ الدنيا وزخارفُها إلاّ متعةٌ وغُرور،
لمن ركنَ إليها واغترَّ بها،
فإنها متاعٌ قليلٌ إلى زوال،
والذي عند الله خيرٌ وأبقى.
- المسكراتُ طريقٌ مفتوحٌ للشرورِ والمنكرات،
فالعقلُ ينزاحُ جانبًا،
والهوى يعملُ بحرية،
والشهوةُ تطلبُ المزيد،
والنفسُ تحبُّ التنوع، لتعرفَ الألذّ،
وهكذا تقبعُ في أوحالِ المنكرات،
فتَفجُر،
وتَعيثُ فسادًا.