كلمات في الطريق (793)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- إذا كانت العصاميةُ تعني الجدَّ والعزيمة،
فإنها لا تعني الانفصامَ عن المجتمع،
فإن العملَ على نفعهِ دأبُ كلِّ مخلصٍ حريصٍ على رفعةِ أمته،
ومن لم يفعلْ اتُّهمَ بالعزلةِ المرفوضةِ والأنانيةِ المقيتة.
- ماذا تقصدُ من عزلتك؟
إذا كانت تربيةً وتزكيةً فهذا طيب،
وكذلك إذا كانت برنامجًا مكثفًا لزيادةِ علم،
أو مراجعةً للنفسِ لتقويمِ السلوكِ وتصحيحِ الخطأ،
أو تخطيطًا لعملِ مهم..
ثم تكونُ الانطلاقة..
- المزاجُ غيرُ الهوى،
فقد يكونُ طبيعةً فيك، كالعصبية،
وقد يكونُ آنيًّا لسببٍ عارض، كالعاطفة،
وقد يكونُ قريبًا من عقلِكَ أو بعيدًا،
فلا ثباتَ له!
المهمُّ أن مزاجكَ إذا كان قويًّا غالبًا،
فأنت في أزمةٍ مع نفسك!
- لماذا يذمُّ الهوى؟
لأنه قائمٌ على غريزةٍ لا عقل.
ولكن ألا يذمُّ العقل؟
بلى، إذا كان مثلَ الهوى، لا يتصرفُ بحكمة.
ومن لم يتصرفْ بحكمةٍ لا يسمى عاقلًا،
بل يسمى جاهلًا، ومتسرعًا، ومستهترًا، وغرًّا، وغبيًّا، وطائشًا..
- العُجبُ مرضٌ نفسيٌّ خبيث، يجمعُ بين عدةِ أمراض،
من مثلِ الكِبْر، والغرور، والعتوّ،
والإفراطِ في الاعتدادِ بالنفس،
واستحقارِ الآخرين.
والمبتلى بهذا يقتلُ نفسه،
أو يأخذُ بها إلى الجنون،
كما يستحقرهُ الآخرون،
وينبذونهُ ولا يجالسونه.