كلمات في الطريق (677)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- إذا بدتْ أعمالُ خيرٍ من شرّيرٍ فإن هناك أملًا في أوبته،
فإنها تدلُّ على خلجاتٍ إيمانيةٍ فيه،
وإن كانت ضئيلةً أو باهتة،
والمجالُ مفتوحٌ للتقربِ منه ودعوتهِ وتذكيره،
واستجابتهُ متوقعة.
- يا ابن أخي،
ليكنْ حبُّكَ للعلمِ خالصًا،
ولا تربطْ به عاداتٍ وسلوكياتٍ لا تُقبِلُ عليه بدونها،
كالشاي والقهوةِ والدخان،
فإذا فُقدتْ فقدتَ معها الرغبةَ في المطالعة،
ونفرتَ بدونها من الكتابة،
ولم تستجمعْ أفكاركَ بدونِ حضورها،
وإن هذا يدلُّ على أن حبكَ للعلمِ ليس خالصًا،
وارتباطَكَ به مشوبٌ بأمورٍ أخرى.
- اعلمْ يا بني،
أن الكتابَ على الرغمِ من قيمتهِ العلمية،
فإنه لا يغنيكَ عن مقاعدِ الدراسة،
وعن مجالسِ الرجال،
وشيوخِ العلم،
فاحرصْ على أن يكونَ لك نصيبٌ من كلِّ ذلك،
ولو بنسبةٍ ما.
- اعلمْ يا بني،
أن الأمورَ لن تسيرَ على مذهبٍ واحدٍ مهما حاولت،
وذلك أن العقولَ مختلفة،
والبيئاتِ والثقافاتِ متنوعة،
والعاداتِ والمصالحَ والدوافعَ كذلك،
فاجتهدْ في التبليغِ بحكمةٍ وأسلوبٍ حسن،
وقاربْ وسدِّد،
ويسِّرْ ولا تعسِّر،
واحسبْ حسابَ الأمورِ المختلَفِ فيها،
والله يوفقك.
- عقولٌ يابسةٌ صدئةٌ لا تتحركُ ولا تلين،
ينبغي أن تُرجَّ وتنشَّط،
وأخرى سائبةٌ لا يضبطها أدبٌ ولا دين،
ينبغي أن تُحكَمَ وتُنظَّم،
لا بدَّ لهذين أن يلتزما الوسط،
وينقادا للدين القويم،
وينشغلا بما ينفعهما وينفعُ الآخرين،
ولا يكونا كحبلٍ مرخيٍّ لا ينتفعُ به،
أو مشدودٍ بقوةٍ حتى يكادُ أن ينقطع.