كلمات في الطريق (614)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- أرأيتَ كيف يُكنَسُ البيتُ وينظَّفُ وقد علا غبارهُ واتَّسختْ جدرانه؟
كذلك القلب،
يعلوهُ غبارُ السيئاتِ وتسوِّدهُ آثارُ المنكراتِ والفواحش،
فإذا لم ينظَّفْ بالتوبةِ والاستغفارِ فإن ضوءَ الإيمانِ فيه يخفت،
ويزاحمهُ كثيرٌ من الظلام.
- إذا دعوتَ إلى دينِ الله، وحاورتَ مشركًا أو عاصيًا،
فادعُ له بالهداية، ولا تقتصرْ على دعوتهِ والحوارِ معه،
فإن أصلَ الهديةِ بيدِ الله تعالى:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
[سورة القصص: 56].
- أيها الولد،
لا تكنْ كثيرَ الكلامِ مهذارًا،
تتكلمُ في كلِّ شيءٍ مما يلزمُ وما لا يلزم،
وترفعُ صوتكَ مع كلِّ من تحدِّثه.
تَعلَّمِ الهدوءَ والصمتَ عند اللزوم،
وإذا تكلمتَ فبمقدار،
فللحديثِ آدابهُ كما للطعامِ والنومِ والسفر،
وانظرْ إلى الحكماءِ وقلَّةِ كلامهم،
على الرغمِ من كثرةِ علمهم وتجاربهم.
- الطفلُ قد يستغني عن الأب،
ولكنهُ لا يستغني عن الأمّ، أو مَن تنوبُ عنها عند الضرورة،
فالأبُ يستطيعُ أن يعملَ ولكنهُ لا يُرضع، مع أمورٍ أخرى تَخصُّ الطفولة،
أما الأمُّ فإنها تربِّي، وتعملُ عند الحاجة، كافتقادِ الأب.
- أمضينا عمرنا ونحن نرى ونسمعُ كيف تَرفعُ حكوماتنا شعاراتٍ كاذبةً وخادعة،
وما زالت كذلك،
وما زالَ بعضهم يصدِّقها،
أو يدافعُ عنها بأمراضها وعاهاتها!
نفوسٌ تأبَى إلا الذلَّ والجهلَ والهوان،
والكيدَ والتخلفَ والخسران.
