كلمات في الطريق (579)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الذي يدخلُ بستانًا يكونُ فيه أشواكٌ يتنبَّهُ لنفسهِ حتى لا تصيبه،
والذي يدخلُ غابةً فيها حيواناتٌ مفترسةٌ يحترسُ منها حتى لا تفترسه،
وكذلك المؤمنُ في هذه الحياةِ المليئةِ بالمكائدِ والمغريات،
يكونُ حذرًا، ويبتعدُ عن المعاصي والسيئات.
- عندما تكتبُ ليس كما تتكلم،
فمجالُ الكلامِ مفتوح،
أما الكتابةُ فمساحةٌ محدودة، وقلمٌ ينتظرُ النقطةَ الأخيرة،
مع مراعاةِ وقتِ القارئ وصبرهِ على القراءة،
وحتى الكلامُ الطويلُ يملُّ منه،
فالبلاغةُ في الإيجاز،
وهو المطلوب، لمن كتبَ أو تكلم.
- لا بدَّ أن تأكلَ لتعيش،
ولكن إذا نقصتَ من حاجتِكَ أو زدتَ عليها تضرَّرت،
وهكذا، كلُّ شيءٍ بميزان.
وميزانُكَ في القولِ والعملِ أيها المسلمُ هو دينك،
وهو ما ارتضاهُ الله للعباد،
من عقيدةٍ وأحكامٍ وسلوك.
- إذا كانت الساحةُ فارغةً ارتادها من شاء،
فإذا كانت نافعةً اجتمعَ فيها من يحبُّ النفع،
وتركها أهلُ اللعب.
ثم لا بدَّ من دخلاء،
ليعبثوا ويؤذوا المجدِّين والطيبين.
إنها الحياةُ بتناقضاتها،
القائمةُ على التدافع، والصراعِ بين الحقِّ والباطل،
وبين الهدايةِ والضلال.
- يا بني،
ليكنْ قلبُكَ معلَّقًا بمكتبتِكَ الصغيرة،
متشوِّقًا لأوراقِكَ وملفّاتِكَ الأثيرةِ لديك،
أكثرَ من تعلقِ العاشقِ للعبِ بالكرة،
وأكثرَ من تعلقِ الطفلِ بلعبته،
فإنك بذلك تبرهنُ على حبِّكَ للعلم،
وإيثارهِ على كثيرٍ من ملذّاتِ الدنيا.