كلمات في الطريق (572)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- إذا اطمأنَّ قلبُكَ فقد دخلتَ في بيتِ السعادة،
فإنه لا سعادةَ إلا براحةِ البالِ والعافية،
وهي التي تسمَّى سعادة.
ويَلتمسُ المسلمُ اطمئنانَ قلبهِ في ذكرِ الله تعالى خاصة:
{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
وكلما تعمقتَ في معنى الأذكار، وخشعت، ازددتَ اطمئنانًا.
- عزاءٌ لمن أجادَ التأليفَ أو التحقيقَ ولم يجدْ من ينشرُ له!
النشرُ عند المكتباتِ التجاريةِ لا يقومُ كلُّهُ على الوزنِ العلميِّ والنفعِ المعرفيِّ للكتاب.
بل يُنظَرُ أولًا إلى مدى حاجةِ القرّاءِ إليه، وقبولهِ عندهم،
وتوقعِ توزيعهِ بشكلٍ جيد،
ثم يأتي تقويمهُ علميًّا ومنهجيًّا.
فما عُلِمَ أنه لا يُباع، لا يَطبعهُ الناشرُ التاجر، مهما كان وزنهُ العلمي!
- الكتابُ بحر، إذا كان مؤلفهُ بحرًا في العلم.
ونهرٌ جارٍ، إذا كان كلامهُ طيبًا، وأسلوبهُ سلسًا.
وساقيةٌ موحلة، إذا كان قليلَ العلم، مغرورًا، معوجًّا.
وبستانٌ، إذا كان ذا حكمةٍ وإرشاد، وإمتاعٍ حسن.
وبنيانٌ قويم، إذا كان صاحبَ علمٍ وتجربةٍ ونظرةٍ حضارية.
وطامَّةٌ، إذا كان كلامهُ ظلمًا وفسادًا، وعنصريةً واستبدادًا.
ونارٌ، إذا كان كذبًا وخداعًا، وفتنةً ودمارًا.
وظلامًا وانتكاسًا وخسارة، إذا كان كفرًا وشركًا وجهلًا.
- إذا التزمَ البائعانِ شروطَ العقدِ لم تجرِ مشكلةٌ بينهما،
إلا إذا طرأَ على المبيعِ شيءٌ ما.
أما إذا خالفَ أحدُهما أو نقض، فإن المشكلاتِ تَرفعُ رأسَها!
ولن يوثَقَ بالمخالفِ بعدئذ،
أو توضَعُ له شروطٌ احتياطية.
فليس هناك أفضلُ من الالتزامِ بالعقودِ والعهود،
ما دامتْ صحيحةً موافقةً للشرع.
وفي ذلك سلاسةٌ في البيع، وسهولةٌ في التجارة،
وثقةٌ وأمانة، وراحةُ بال.
- اللهم اهدني وبلِّغني المأمن،
ووفقني ويسِّرْ لي أمري لألزم،
وارزقني واكفني فإن عافيتكَ لي أوسع،
ونجِّني من مضلّاتِ الفتنِ حتى لا أَضلَّ وأغرق،
وعلِّمني وسدِّدني ونوِّرني حتى لا يفتِكَ بيَ الجهلُ وأهلك.
اللهم استجبْ دعائي وزدني، فإنك قادرٌ على ذلك وأكبر.