كلمات في الطريق (547)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الحكمةُ دواءٌ لكثيرٍ من القلوب،
إذا وُجِدَ فيها أدنى منفذٍ للضوء.
وعليكَ أيها القارئُ بكتبِ الزهدِ والرقائق،
فإن فيها خيرًا كثيرًا،
إنها تُصلِحُ النفوسَ المريضة،
وتُلينُ القلوبَ القاسية،
وتَبعثُ على الخشيةِ والبكاء،
وعلى التذكرِ والتفكر،
وقصصُها لا تُنسَى،
وأخبارُها زادٌ للعمر،
ومائدةٌ لمجالسِ الذكر.
- إذا كسبتَ طيِّبًا فكنْ طيِّبًا مع الناس،
ومع أهلِكَ أولًا،
فإن الطِّيبَ منظومةٌ جامعة،
تتبدَّى فيها الصورةُ المتكاملةُ لأقوالِ وسلوكياتِ الإنسان،
ولذلك يقالُ له (أصيل)،
و(من معدنٍ طيب).
- الذي يستقي الأخبارَ والحوادثَ من مصادرَ كاذبةٍ ومشوَّهة،
كمن يشربُ من مستنقعٍ مليءٍ بالجراثيمِ والميكروباتِ المضرَّة،
ومن اعتمدَ على مصادرَ صحيحةٍ وموثوقة،
كمن شربَ من ينابيعَ صافية.
- الذين يقتصرون في كتاباتهم على النقلِ من بضعةِ أعلامٍ في التاريخِ الإسلامي،
ويكررون أسماءهم مئاتِ المراتِ حتى الملل،
هؤلاءِ عقولهم متحجرة،
ومصبوبةٌ في قوالبَ معيَّنةٍ لا يستطيعون الخروجَ منها أو الانزياحَ عنها،
وصدورهم مكتومة، وآفاقهم ضيقة، وأحقادهم مكتنزة،
بينما أعلامُ الأمةِ كثيرون والحمدُ لله،
فيُنقَلُ منهم جميعًا، ما داموا أهلَ سنَّة، ولم يَخرقوا إجماعَ العلماء،
ومن اقتصرَ النقلَ على بعضهم ولم يتجاوزهم،
فإنهم كحالةِ الفرق، التي لا تثقُ إلا برجالها، ولا تتجاوزهم.
- الإيمانُ العميقُ أقوى من كلِّ دافعٍ عند المرء،
ولذلك برزَ في ديننا أناسٌ ما كان لهم شأنٌ في نسبٍ أو جاهٍ أو مال،
وصاروا أعلَى من هذا كلِّه!
واحتاجَ إليهم كلُّ طرف.