كلمات في الطريق (505)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- لا تُطِلْ حواركَ مع من تجادله،
حتى لا يتحولَ الأمرُ إلى خصومةٍ وبغضاء،
وحافظْ على وتيرةِ الهدوءِ والنصحِ والشفقة،
لأنكَ تقصدُ هدايتَهُ لا التضييقَ عليه وإغاظته،
ويكونُ ذلك أفضلَ لتهيئةِ نفسهِ إلى الاستجابة،
فباللطفِ والرفقِ يَلينُ هو الآخر..
- لا تأتي المصائبُ متتابعة، إلا نادرًا،
كنقمةٍ وعذاب، أو ابتلاءٍ صعب،
لأنها قد تؤدي هكذا إلى اليأس؛
ولأن الحكمةَ منها هو التذكيرُ أو الامتحان،
وتكونُ بين فترةٍ وأخرى،
حتى لا تطولَ غفلةُ الإنسان،
أو تتحجَّرَ أفكارهُ وتطولَ خصومته،
فيتذكَّرُ ربَّهُ بعد بلاءٍ ويدعوه.
اللهم إنا نسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديننا ودنيانا.
- أسفي على شبابٍ ضائعين،
لا يسألون عن دين، ولا يهمهم أدب،
وليس عندهم هدف،
يعرفون الشوارعَ والأزقةَ جيدًا،
وساحاتِ اللعبِ ومقاهي العبثِ ونوادي اللهو،
وقليلًا ما يأوون إلى مساجد،
أو يَسألون عن عالم،
أو يفكرون بحالِ إخوةٍ لهم في الدين.
هؤلاء لم يتلقَّوا تربيةً أو متابعةً من آبائهم،
ولم يتخذوا صديقًا ناصحًا،
ولا صحبوا شيخًا حكيمًا.
حياتهم تكادُ تكونُ همجًا،
فوضى ولعبًا،
كما يريدهُ أعداؤنا ويخططون له.
- لا يستغني ولدٌ عن والد،
فلن يجدَ أكثرَ رحمةً ونصحًا له منه، في الغالب،
وسيرى منه حنانًا، وحزمًا، في مواقفَ وأزمنةٍ مختلفة.
فليتحمَّلِ الولد،
ولينوِّعِ الوالدُ أسلوبه،
وليراعِ مراحلَ تطورِ ولده عند توجيهِ خطابه له،
وليُرهِ حبَّهُ له وحرصَهُ عليه.
- كانت تتلفظُ بكلماتٍ من زمنِ جدَّته،
فطلبَ منها أن تتخلَّى عنها،
فحاولت، لكنها لم تقدر،
فكانت الكلماتُ تخرجُ من فمها منسابةً بسهولةٍ ومندفعةً بلطف،
فصنعَ لها معجمًا بديلًا لما تكرره،
فكانت تتكلَّفُ ذلك في زياراتٍ مكرَهة،
وتراها ثقيلةً على لسانها، وخروجًا على طبيعتها،
فإذا خلَتْ به في المنزلِ عادتْ إلى كلماتها المألوفة،
فهدَّدها بالرجوعِ إلى القرية،
فابتسمتْ ابتسامةً عريضة، وقالت: متى؟!