كلمات في الطريق (480)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- يا بني،
إذا كانت لكَ جولاتٌ في بلدتِك،
فلتكنْ في المناطقِ المنسيَّةِ والمحتاجة،
لا المرفَّهة،
لعلكَ بذلك تقفُ على أحوالِ أسرٍ فقيرةٍ مهملة،
لا تَمدُّ يدَها فلا تُعرَف.
وما زالتْ هناك أُسَرٌ تنتظرُ مَن يعطفُ عليها ويرحمها من بني الإنسان.
فكنْ أنت واحدًا منهم.
- يا بني،
لا تنزعجْ إذا ناديتَ أصمَّ ولم يسمع،
ولكنْ تعجَّبْ من سميعٍ لا يلتفتُ إلى كلامِكَ وكأنهُ لا يسمع،
ولو كانَ مهمًّا،
فلا يبدي ميلًا إلى السماع،
وإذا سمعَهُ لم يجبك،
لا لشيءٍ سوى أن كلامَكَ لا يوافقُ هواه،
إنه مثَلُ الكافرِ مع نداءِ ربِّه!
- من ظنَّ من المدخنين أنه سينجو من المساءلةِ فهو غافلٍ ولا مبال.
فإنَّ حكمَ التدخينِ بين مكروهٍ وحرام،
ولمّا تأكدَ ضررهُ في تجاربَ طبيةٍ كثيرةٍ جدًّا ذهبَ كثيرٌ من العلماءِ إلى حرمته،
لحديث: “لا ضررَ ولا ضِرار” وغيره.
فهو سببٌ رئيسيٌّ للإصابةِ بسرطانِ الرئةِ والحنجرة والبلعوم واللثة وغيرها…
وفي إحصائيةٍ نشرتها منظمة الصحة العالمية أن التدخين هو المسؤول الرئيسي عن إحداث 90% من حالات سرطان الرئة!
وإثمهُ لا يكونُ من تدخينهِ وحده،
فإن المدخنَ عادةً ما يكونُ (كريمًا)، فيعطيهِ لغيرهِ ويشربه، فيزدادُ به سيئات،
وفي البيتِ ينبسطُ في جلستهِ ويتفنَّنُ في نفثِ الدخان والتلذذِ به، مع أن رائحتَهُ كريهة،
فينظرُ إليه أولادهُ ويقلدونه.
وقد يكونُ بهذا سببًا في قتلِ بعضهم وهو لا يدري، أو لا يعطي لذلك أهمية!
وذلك عندما يصابون بمرضٍ خبيثٍ لا قدَّرَ الله،
ويكونون قد تعلموا منه وتربَّوا على يديهِ في هذه العادةِ السيئة.
فليعدَّ المدخنُ جوابَهُ في يومِ الحسابِ من الآن،
أو ليتُبْ إلى الله ويُقلع، وينصحْ غيرَهُ بذلك.
- {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ}
[سورة المعارج: 28]،
تفسيرها: ولا يأمَننَّ عذابَ اللهِ أحد،
ولو كانَ مُبالِغًا في الطَّاعة،
فلا يَخلو أحدٌ مِن ذنوبٍ عَمِلَها،
ولا يَدري أيُغفَرُ له أم لا؟
(الواضح في التفسير)
- الحزنُ يبقَى في قلبِ الأمِّ أطولَ منه في قلبِ الأب،
لقوةِ عاطفتها، وحضورِ حنانها، وامتدادِ حبِّها،
والأبُ يحزنُ أيضًا، بل يُمضُّهُ الألم،
ولكنهُ يصبرُ أكثر، ولا يُبدي كلَّ ما عندَهُ من حزن،
ثم إنه يخرجُ ويختلطُ بالناس،
فيُخفَّفُ عليه،
والأمُّ تَلزمُ البيت، وتبقَى وحيدة، تتذكرُ المزيدَ مما يحزنها،
فتتجرَّعُ المزيدَ من الألمِ والضَّنى.