كلمات في الطريق (470)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الإنسانُ كائنٌ حسّاس،
فانظرْ ما الذي تقولُ له، وكيف تتعاملُ معه،
واعلمْ أن أساسَ التفاهمِ والتعاملِ بالقولِ هو “الحسنى”،
يقولُ ربُّنا سبحانه: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة: 83].
وهو الكلامُ الطيِّبُ والقولُ الحسن، في حِلمٍ وعفوٍ ولينِ جانب.
والتفاهمُ مع الإنسانِ من الناحيةِ العمليةِ يكونُ بـ: الصلاح، والعدل،
يقولُ سبحانهُ وتعالى:
{وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [سورة المؤمنون: 51].
{اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} [سورة المائدة: 8].
وبهما يعمُّ الأمانُ والسلام!
- لا أحبُّ التعصبَ للأشخاص،
إلا أن يكونَ نبيًّا أو خليفةً راشدًا،
ولكنْ أستفيدُ منهم وأدعو لهم.
إنما أتعصَّبُ للحق،
وأعضُّ عليه بالنواجذ.
التعصبُ للأشخاصِ فيه آفات،
ولا آفةَ في التمسكِ بالحق.
- الظلمُ يُخِلُّ بموازينِ المجتمعِ كلِّها،
في الإدارةِ والاقتصادِ والسياسةِ والتعليم.. وحتى الفن!
ويُحيلُ الحياةَ إلى عبوديةٍ وجحيم،
ولذلك كان السكوتُ عليه خطأ كبيرًا،
فإنه إذا استفحلَ عمَّ الخرابُ والفساد،
وخافتِ النفوسُ وحدَّتْ من قُواها في العمار،
وهجَرتِ الأدمغةُ الكبيرة،
وسُجِنَ المصلحون وقادةُ الرأي الصالحون،
وتغيَّرتْ ملامحُ الوجوهِ وقَتمت،
وأقفرتِ النفوسُ وتحجَّرتْ مظاهرُ الخير،
وسكتَ الدعاةُ وصمتَ المبدعون،
ونافقَ المرجفون وعربدَ الفاسقون.
- الكتابُ فيه صفاتُ الإنسان!
فهو صانعه، ومحبِّرهُ ومصمِّمه،
وفيه نفَسُه، ومزاجهُ وفكره،
وهو مثلهُ قد يكونُ أمينًا أو مخادعًا،
وصادقًا أو كاذبًا، ومسالمًا أو محاربًا،
وفاحشًا أو محتشمًا، ورزينًا أو عابثًا،
وهادئًا أو صاخبًا، وقاصًّا أو منظِّرًا،
ومنصفًا أو جائرًا، ومؤمنًا أو كافرًا،
وممليًا أو محاورًا، وناقلًا أو مبدعًا،
وأديبًا أو فيلسوفًا، ومؤرخًا أو مترجمًا،
ومدنيًّا أو عسكريًّا، وموسوعيًّا أو متخصصًا..
- اللهمَّ بأسكَ بالظالمين الذين لا ينتهون،
وحِلمكَ بالمخطئين فإنهم قد يُقلعون،
وهدايتكَ للعصاةِ فإنهم قد يفلحون،
ورحمتكَ بالضعفاءِ فإنهم معذورون،
وتأييدكَ للمجاهدين فإنهم بذلك ينتصرون.