كلمات في الطريق (463)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الدعوةُ ليست في كثرةِ الكلام،
فقد كانت كلماتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قصيرة،
إلا عند اللزوم،
ولكنَّ حُسنَ الدعوةِ في السلوكِ القويم،
والكلامِ القليلِ المعبِّر،
والبلاغةِ فيه،
مع إخلاصٍ وحكمة،
وظرفٍ مناسب.
- إصلاحُ النفسِ ممكنٌ ولو كان صاحبها مسرفًا،
ويكونُ بالندمِ على ما فاتَ أشدَّ الندم،
ثم إصلاحُ ما بينه وبين الله بالطاعةِ والخشية،
والبعدِ عن المعاصي وأكلِ الحرامِ وظلمِ الناس،
ويلتزمُ هذا حتى تصبحَ الطاعةُ عادةً له،
ولصحبةِ الصالحين وقراءةِ قصصِ الزهّادِ والعابدين أثرٌ في الإصلاحِ وتليينِ الطباع،
وقبلهُ قراءةُ السيرةِ النبويةِ والشمائلِ المحمدية.
- بالعدل، والتوجيهِ السليم،
تصلحُ النفسُ وينقادُ الطبع،
وبالمثابرةِ والصبرِ والحكمةِ تعتدلُ وترتقي إلى الأفضل،
وبذلك تَحسنُ السيرةُ ويكونُ الالتزام.
والمهمُّ معرفةُ هذه النفسِ قبل البدءِ بإصلاحها،
فالنفوسُ مختلفة،
وأدواؤها مختلفة،
فتختلفُ أدويتها،
وإن كان الهدفُ واحدًا.
- التوقفُ لأجلِ مصالحِ الناسِ ليس توقيفًا لحركةِ الزمن،
ولا عائقًا في طريقِ التقدمِ والنهضة،
إنه إصلاحٌ لا بدَّ منه قبل الانطلاقِ أو تكملةِ السير؛
لأن القفزَ على المهماتِ وتحطيمَ الرغباتِ المشروعةِ وتجاوزَ الحقوقِ خطأٌ منهجيٌّ في التخطيط، وعيبٌ أساسيٌّ في التدبير.
- الكتابُ أحدُ موائدِ العلمِ الذي يُقبَلُ عليه على مدى التاريخ،
وهو وإن بدا جميلًا في شكله،
مقبولًا في عنوانه،
مزركشًا من أعلاه،
إلا أنه قد يكونُ ذا عيبٍ من أسفله،
فيلزمُ الحذرُ من هذا،
ويفرَّقُ بين النافعِ والضارِّ منه،
كأيِّ مائدةٍ تقدَّم،
وخاصةً في عصرنا،
الذي كثرَ فيه الكاتبون الملحدون والمنحرفون.