مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (456) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (456)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

(خاص بمنتدى العلماء)

 

  • في كلِّ سنةٍ جديدةٍ يستأنفُ المسلمون فرضَ صيامِهم لشهرٍ كامل،

وتتغيَّرُ ساعاتُ أكلهم وشربهم،

وربما أوقاتُ عملهم وراحتهم وزيارتهم،

فيجددون بذلك نمطَ حياتهم وطرقَ معيشتهم،

ويبدِّلون رتابةَ حركتهم السابقة،

ويقبلون على الطاعات،

ويتجنبون المعاصي،

ويتوبون إلى الله ويستغفرونه،

ويذكرونَهُ ويدعونه.

اللهم اهدنا لأحسنِ الأعمال، وأحسنِ الأقوال، وأحسنِ الأخلاق.

  • هناك نظرةٌ أخرى لأهلِ العلمِ والتقوى إلى ليالي رمضان،

فلا تشكِّلُ الحلوى والمرطباتُ والمكسِّراتُ جانبًا مهمًّا للياليهم،

أو تكملةً لسهراتهم الطويلة،

لقد هيَّأوا أنفسَهم قبل رمضانَ وأعدُّو العُدَّةَ للقيامِ والذكرِ والشكر،

وهم يرون في هذه الليالي مغنمًا وفرصةً لكسبِ أجورٍ عظيمة،

استعدادًا ليومٍ رهيبٍ لا يفارقُ ذكراهم،

لا يعلَمون كيف تكونُ حالُهم فيه،

إلى يمينٍ أو شمال،

إلى جنةٍ أو نار!

  • يسألُ نفسه: لماذا لا أطيعُ ربِّي في كلِّ حينٍ كما أطيعهُ في رمضان؟

أليسَ هو {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ}،

{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ}،

والذي أطعمَ وسقى؟

فلماذا لا أتعرَّضُ لرحماتهِ في شهرِ القرآنِ ليَهبَني نفسًا زكية،

وقدرةً على الطاعةِ والتقوى،

فتَصلحُ بذلك نفسي،

وأتقرَّبُ إلى ربي،

فقد يأتيني أجلي في غيرِ هذا الشهرِ وأنا عاص،

في ربيعِ عمري أو خريفه؟!

اللهم إني تائبٌ إليك،

فأدركني برحمتك.

  • قد تعجبُ من تناقضِ سلوكِ بعضِ المسلمين قبلَ شهرِ الصومِ وأثناءه،

ولعلَّ العبرةَ فيما بعده،

فإذا أحسنَ فقد استصحبَ الطاعةَ وهُدي،

وإذا عادَ إلى ما كان عليه قبلَ الصومِ فليتفكرْ وليَحذَر،

فإن الذي فرضَ عليه الصومَ هو الذي أمرَهُ بالصلاةِ وسائرِ الأحكام.

  • نعم، الصومُ فرصةٌ لمراجعةِ النفس؛

لأنها مهيأةٌ لذلك،

فإن الشياطينَ تقيَّد،

والثوابَ عظيمٌ ومضاعف،

ويتذكرُ فيه العاصي لذائذَ محرَّمةً سابقةً لا يجدُ لها أثرًا الآن،

بل تركتْ في نفسهِ حسرة:

ليتني لم أفعلها!

والعاقلُ الحصيفُ يتوبُ توبةً صحيحة،

ولا يعودُ إلى أفعالهِ السابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى