مقالاتمقالات مختارة

كشمير المسلمة والإرهاب الهندوسي

كشمير المسلمة والإرهاب الهندوسي

بقلم محمود القاعود

فجأة وبدون مقدمات- بالأحرى بعد ضوء أخضر أمريكي إسرائيلي- أعلنت السلطات الهندوسية القومية في الهند يوم 5 آب/ أغسطس 2019م إلغاء الحكم الذاتي الدستوري في ولاية جامو وكشمير، بموجب مرسوم رئاسي يدخل “حيز التنفيذ فورا”. وأعقب القرار إجراءات أمنية مشددة تضمنت وضع زعماء بالولاية قيد الإقامة الجبرية وتعليق خدمات الهاتف والإنترنت.

حالة من السُعار يعيشها اليمين الهندوسي المتطرف بعد فوز ناريندرا مودى زعيم حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي المتطرف بالانتخابات ومن ثم تشكيل الحكومة للمرة الثانية على التوالي، يُقابل هذه الحالة صعود اليمين الصليبي المتطرف في الغرب (نموذج دونالد ترامب في أمريكا وبوريس جونسون في بريطانيا والأحزاب التي ترفع شعارات عنصرية ودينية متطرفة في أوروبا).

اللافت في قرار الحكومة الهندية بإعلان الحرب على إقليم كشمير الذي يقطنه مسلمون تتجاوز نسبتهم 93% ، أنه جاء بعد تصريحات عن تحالف ثلاثي يضم باكستان وماليزيا وتركيا للعمل من أجل نهضة المسلمين! وهذا مؤشر له دلالات خطيرة.. فالخطة باتت تمضي بوتيرة متسارعة لإرباك المشهد، خاصة إذا لاحظنا العلاقة الحميمية بين مودي ونتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني.

لقد عانى شعب كشمير المسلم الكثير من الويلات في ظل حالة من الإرهاب الهندوسي الخسيس، الذي يحرق المساجد ويغتال الأطفال والنساء ويُمثّل بجثثهم على مدار عقود، وجاء قرار الحكومة الهندية المتطرفة ليصب الزيت على النار مستغلا التواطؤ الدولي الذي ترك شعب تركستان المسلم فريسة للصين، وشعب سوريا المسلم فريسة لمجرم الحرب بشار الأسد الموظف بجهاز الاستخبارات الأمريكية.

إن باكستان وفي القلب منها كشمير تمثل قوة بشرية هائلة للمسلمين في هذه المنطقة الحيوية من الأرض، وقد تفتق ذهن شياطين الإنس على استئصال الوجود الإسلامي، ليس في باكستان وكشمير فحسب وإنما في العالم بأسره، من خلال إعلان الحرب على البلاد المسلمة وتسليط الطواغيت عليها ووضع الحدود بين المسلمين والأسلاك الشائكة والفيزا ونشر الفتن والأمراض والفقر والانحلال.. حتى يستمر الغرب في سرقة ونهب خيرات هذه البلاد.

قلوبنا مع أهلنا في كشمير ضد الإرهاب الهندوسي الذي اتحد مع الإرهاب البوذي والإرهاب الصليبي والإرهاب الصهيوني للكيد للإسلام والمسلمين.

“وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ  فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” (إبراهيم 45-46).

(المصدر: ترك برس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى