الكتاب من إصدار (مركز الزيتونة للدراسات)
عرض وائل خالد أبو هلال
للحركة الإسلامية في فلسطين خصوصية تنطلق من سعي المشروع الصهيوني لعزل هذه المناطق عن محيطها العربي الإسلامي، وجهود الاحتلال الدؤوبة لتجهيل الفلسطينيين هناك، ومن ثمَّ محاولة تدجينهم إلى حد إجبارهم على الوقوف للنشيد الصهيوني، وبقائهم تحت الحكم العسكري نحو عشرين عامًا بعد النكبة سنة 1948، إلى حين حصول النكسة في سنة 1967، حيث انفتح الداخل على الضفة الغربية وقطاع غزة.
بعد ذلك، بدأ رجال الدعوة الإسلامية يأتون من غزة والضفة إلى أرض خصبة، لكنهم وجدوها بورًا تنتظر بذور «الصحوة» وريّها. وبدأت تنتشر الدعوة ببطء وفق تقادير وتوفيقات ربانية، حيث أكد الشيخ «رائد صلاح» في ثنايا هذه الحوارات أن التوكل ورعاية الله كانت حاضرة، وأن الله يسره لهذا العمل، حيث تواجد في المكان المناسب – أم الفحم – والزمان المناسب – زمن التكوين -، فيقول: «بدأت الأحداث تدفعنا، بقدر الله، نحو الواجهة والرمزية».
غالبًا ما تكون في تاريخ الحركات الإسلامية محطة التأسيس ومحطة التصحيح، فبعد نمو هذه الحركات تجد نفسها أمام أسئلة إجبارية في العمل العام والسياسي، لم تكن تواجهها في المساجد، كالاحتلال والمشاركة في مؤسساته والتعامل معها. والبعض سماها المحطات القطبية – نسبة لسيد قطب -، فواجهت الحركة الإسلامية في الداخل إشكاليات تختلف عن تلك التي واجهها أهل الضفة وغزة. فهؤلاء يحملون هويات إسرائيلية ويتعلمون في مدارس تابعة للاحتلال، ويسجلون أولادهم وعائلاتهم في دوائر الكيان الإسرائيلي الرسمية، بل كاد التجنيد في الجيش يكون عليهم إجباريًا.
لهذا، بعد صعود الصحوة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1948، بدأت تواجه الأسئلة الوجودية، كالاعتراف بالاحتلال أولًا، والمشاركة بالانتخابات البلدية ثم البرلمانية، والتطبيع والإعلام، وسقف النضال وأساليبه، والخطوط الحمراء وغير ذلك. وهل المطلوب منهم أن تكون مواقفهم متطابقة مع أهل الضفة وغزة، أو الدول العربية؟ بالإضافة إلى العلاقة مع الحركة الإسلامية العالمية، والخصوصية المحلية.
ففي تاريخ كل حركة إسلامية انعطافة منهجية تربوية تنظيمية، إما أن تصحح المسار، وإما أن تنتهي إلى الذبول والفناء. انعطافة تتراوح بين الرخاء والعنف وما بينهما من انفتاح أو ارتهان، وصولًا إلى تصحيح المنهجية والعودة إلى الأصول. ولا تخلو هذه الانعطافات من تأثيرات خارجية تفرضها البيئة السياسية، فتتأثر التيارات الداخلية سلبًا أو إيجابًا بها، فتحاول التغيير.
عن الكتاب
يأتي كتاب «حوارات في تاريخ الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948 مع الشيخ رائد صلاح» ليبحث من خلال الحوارات في هاتين المحطتين: التأسيس والتصحيح – أو ما سمي بالانقسام -، وهو مبني على مذكرات الشيخ رائد صلاح، وهي مذكرات وضع أسئلتها الكاتب الأستاذ «وائل أبو هلال» الذي اهتم بمحطتين رئيسيتين أراد تشريحهما للوصول إلى المعلومة الأصلية من المصدر. بعض هذه الحوارات سجلها بمسجلة، والباقي اعتمد على الكتابة وتدوين الملاحظات.
ودعم الكاتب هذه المذكرات بشهادتين: الأولى لنائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ «كمال الخطيب»، والثانية لرفيق درب الشيخ «رائد صلاح»، الشيخ «هاشم عبد الرحمن». وتظهر أهمية الشهادتين، أن منهجيتهما وطريقة الكتابة فيهما مختلفة عن مذكرات الشيخ. فكانت شهادة الخطيب أكثر توثيقًا وتركيزًا تنظيميًا، بينما جاءت شهادة الشيخ هاشم سردية تفصيلية لا تخلو من اللطائف.
ثلاثتهم يبدأون كلامهم بالحديث عن الصحوة وتشكلها، وكيف أن كتابًا لـ«مصطفى محمود» شحذهم بالفكر المواجه للفكر الشيوعي المسيطر، أو كلمة من مدير مدرسةٍ صالحٍ ألقت في روع تلاميذه الهمة لتعلم الشريعة، وبدء رحلة الدعوة إلى الله.
في الإطار والشكل
من أراد أن يبحث في الكتاب عن الجانب الشخصي في حياة الشيخ صلاح سيخيب ظنه، بسبب تركيز الشيخ على الدعوة، وتجرده من البعد الشخصي في الحوارات؛ مما قد يفقدنا الكثير من تجاربه، غير أن بعضها تسلل من خلال شهادة الشيخ هاشم عبد الرحمن.
فالكتاب إذن، عن الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1948، ويبدأ الذاكرة مع الشيخ من سنة 1973 – بدايات الصحوة، مع مجموعة «التائبين» التي جاءت على قدر من دون سبب أو وعي كافٍ بأساليب الدعوة السلمية – حتى سنة 2003 التي يتوقف عندها، من دون أي سبب سوى أن أسئلة الكاتب توقفت هنا، حيث إن هذا التاريخ هو بداية استقرار مسار الحركة الإسلامية، بعد مخاض التأسيس وهزة الانشقاق.
على الرغم من أن منهجية الكتاب بُنيت على الأحداث وليس السنوات، فإن الكتاب لم يتطرق مثلًا لانتفاضة النفق سنة 1996، التي أطلقت شرارتها صور الشيخ رائد صلاح داخل أحد الأنفاق تحت المسجد الأقصى، ولم يأخذ المسجد الحظ الذي يستحقه بمذكرات شخص يُلقّب «شيخ الأقصى». وسبب هذا يعود إلى تركيز مُعدّ الكتاب على جوانب محددة، متعلقة بالحركة الإسلامية في أرض 1948 ونشأتها ومسيرتها وبنائها الحركي والتربوي ودور المرأة فيها.
سيلتفت القارئ باهتمام وإعجاب في هذه الشهادة إلى الموضوعية والتجرد لدى رجل دين حركي شعبي، يتكلم عن تاريخ عمله وإنجازاته، وهو أمر نادر بين العاملين في قيادة الجماهير وتحريكها.
في المضمون
تبدأ المذكرات عن البدايات والتجهيل ومحاولة الاحتلال مسخ صورة الدين، وندرة المصادر الدينية، ومواجهة الشيوعية بلا سلاح، وكيف أن أول الكتب كانت كتب الدكتور مصطفى محمود «القرآن: محاولة لفهم عصري» و«حوار مع صديقي الملحد»، بالإضافة لـ«تفسير الجلالين»، والتحدث عن أن المشايخ والفقهاء اعتزلوا الناس، بالرغم من أنهم رموا بذورًا لم يسقوها، وأن التاريخ الإسلامي في المناهج الإسرائيلية ركز على معركتي «صفّين» و«الجمل» ونكبة البرامكة، إلى أن بدأ يأتي معلمون من الضفة الغربية إلى مدارس الداخل يقدمون رؤى وتصورات مختلفة.
فقد كانت النقطة الفارقة نكسة سنة 1967، حين أصبح التواصل مع الضفة وغزة ممكنًا؛ وهو ما فتح المجال للدعوة الإسلامية للعمل في داخل أراضي 1948، وقد أدى ذلك أيضًا إلى وحدة الحركة الإسلامية في فلسطين من جديد، بعدما كانت غزة تابعة لمصر –وعومل الإسلاميون فيها كما عومل الإخوان المسلمون في مصر – وكانت الضفة تابعة للأردن. ثم جاءت ظاهرة «التائبين»، وهم بضعة شباب انتقلوا فجأة من المقاهي إلى المساجد، وكانوا مخلصين من غير علم وفقه، وتسبب ذلك الانتقال العنيف ببعض المشاكل.
غير أن صحوة الشيخ رائد وزملائه بدأت من خلال أحداث متوالية، منها التيار الإسلامي الذي قاده الشيخ «عبد الله نمر درويش» وأصحابه، في بداية السبعينيات في «كفر قاسم»، وزيارات الدعاة والتجار من غزة والضفة، مثل زيارة الشيخ «أحمد ياسين» سنة 1977، وتوزيعه بعض الكتب على الحضور. وهنا بدأ الشيخ رائد وإخوانه يطّلعون على كتب الإخوان المسلمين: «حسن البنا»، و«سيد قطب»، و«محمد قطب»، و«محمد الغزالي»، و«يوسف القرضاوي»، و«فتحي يكن»، وغيرهم، وبدأ التحول نحو الحركية.
لعلّ المحطة الفاصلة في حياة الشيخ رائد صلاح، حين قرر دراسة الشريعة في الخليل، حيث درس الشريعة مع رفيق عمره الشيخ هاشم عبد الرحمن وعدد من زملائه، ثم تلاه فوج آخر فيه الشيخ كمال الخطيب. وهكذا أصبح العلم الشرعي والعمل الدعوي الوعاء الذي يحتضن همتهم العالية ويهذبها ويوجهها. فوجدوا ضالتهم فيه، فبدأ عملهم «بالتي هي أحسن» في «أم الفحم» من خلال العمل العام، فأنشأوا أعمالًا بدأت من الصفر، فنظموا صلاة التراويح في جماعة، وصلاة العيد في الساحات الرئيسية، والعقائق والصدقات والإصلاح، ثم كانت لجنة الزكاة التي بدأت بمساعدة المتعففين، وبناء عيادة طبية ليلية، وتطورت بعد ذلك إلى مشفى كبير من أربعة أقسام طبية.
ثم أقاموا أول مهرجان كبير في ليلة القدر (27 رمضان)، ودعوا دعوة شعبية لشباب البلد ليسهموا في المهرجان، وجلبوا تجهيزاته من المدارس والمساجد، وكان لرئيس البلدية «مصطفى الحاج داود» دورٌ في دعمهم. وترافقت هذه المرحلة مع مشروع المكتبة الإسلامية، وكانت مرحلة تعميق القراءات الفكرية، والرد على الشبهات والفلسفة الغربية المادية الجدلية.
كل هذا كان بدون بناء أو تأطير حركي تنظيمي لعملهم، فكان لا بد من القيام بهذه الخطوة التي أثمرت لاحقًا هذه الحركة، وتم اللقاء مع الشيخ عبد الله نمر درويش، وبدأ تشكيل النواة الأولى، إلا أن قضية «أسرة الجهاد» التي أدارها الشيخ درويش – تشكيل مسلح من قوامه ستين شابًا من فلسطينيي 1948 – واعتقاله ومجموعة من الشباب بين سنتي 1980 و1983، شكل الضربة الأولى، التي نهض منها الشباب وبدأوا بالمنهجية التربوية في الحركة الإسلامية من خلال التواصل مع الحركة الإسلامية في الخليل، فبرز في سنة 1983 مصطلح «الحركة الإسلامية»، وكانت سنة 1984 هي سنة الإطار التنظيمي والمناطق الإدارية.
عند خروج الشيخ درويش من السجن سنة 1983 بدأت الخلافات مع الشيخ درويش تكبر وتتشعب، حتى حدث الفصام سنة 1996 عندما تم ترتيب «كَوْلسة» التصويت للمرة الثانية على المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية بعد فشله في المرة الأولى، وقد تناول الشيخ مسار العلاقة بين شطرَي الحركة، وترتيبها الزمني – وكذلك الشيخ كمال – وفصّل الشيخ رائد (في صفحتي 49 و50) محاور الخلاف بين الشطرين، والتي تركزت في خمسة محاور، هي:
1. الإعلام الإسلامي ومجلة الصراط ومضامينها غير المتفق عليها.
2. مجال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
3. انتخابات الكنيست، ورغبة الشيخ درويش بالمشاركة.
4. القضايا الإسلامية العامة والمواقف السياسية والعلاقة بالآخر.
5. التصريحات الإعلامية الكثيرة في الإعلام العبري، والمواقف غير المنسجمة مع رؤية الحركة حسب رأي الشيخ رائد.
أضاف الشيخ كمال الخطيب ثلاثة محاور أخرى للخلاف، هي: القناعات الشخصية للشيخ درويش التي تغيرت في السجن، والتواصل مع رموز المؤسسة الإسرائيلية، وعلاقته المباشرة مع حركة فتح.
هناك سببان آخران ظهرا في ثنايا الحوار، وهما: العلاقة مع الحركة الإسلامية العالمية، والموقف من الانتفاضة المباركة (1987– 1993). حيث رأى الشيخ رائد وفريقه أنهم معنيون مباشرة بهاتين القضيتين، بينما كان الشيخ يركز على استقلالية الحركة ضمن العمل المحلي القطري.
بعد سنة 1996، حين انفجر الوضع بين جناحي الحركة الإسلامية، تم تقاسم المناطق بحسب اختيار المجالس الإدارية لها، ثم تم تقاسم المؤسسات وتنازل جناح الشيخ رائد صلاح – الجناح الشمالي بعد تقسيم المناطق – عن المؤسسات الرئيسية لمصلحة جناح الشيخ عبد الله نمر درويش – الجناح الجنوبي.
الخلاصة من تفاصيل الأسباب؛ يوصل الكتاب فكرة أن الخلاف الحاصل بين الجناحين هو خلاف سياسي تنظيمي وليس خلافًا شرعيًا، بدليل أن الشيخ رائد والشيخ كمال وافقا على نتيجة التصويت في البداية، وأرادا أن يباركا للشيخ درويش، لولا اكتشافهما أن التصويت الثاني كان أمرًا «دُبّر بليل» حسبما ذكرا.
عند الانفصال بدأ العمل للأقصى من الباب الواسع، فنظم الجناح الشمالي مهرجان «الأقصى في خطر»، حضره نحو ثمانية آلاف شخص، وأخذ هذا المهرجان يتطور حتى وصل الحضور إلى 40: 50 ألفًا. وهذا الرصيد كان قد سبقه نجاح الحركة الإسلامية في انتخابات أم الفحم، وفوز الشيخ رائد برئاسة هذه البلدية سنة 1989، وانفتاحه بعد ذلك على لجنة المتابعة العليا – لفلسطينيي 1948 -، وتمثيله أم الفحم في المجالس المحلية. والانفتاح على العالم الخارجي في مشاركاته على رأس وفد من إخوانه بعدة مؤتمرات في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. وفي هذا الانتقال إلى العالمية كان التواصل مع الحركة الإسلامية في العالم، والتضامن مع قضايا المسلمين في الخارج كالبوسنة والهرسك والمبعدين في مرج الزهور.
الشيخ رائد صلاح، لم يتحدث عن نفسه، ولكن الشاب الذي ذهب سنة 1978 ليتعلم الشريعة في الخليل ضمن عدد لا يتجاوز أصابع اليد من فلسطينيي 1948، أسّس في سنة 1990 كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم، التي خرّجت مئات أئمة المساجد والدعاة والداعيات في المجتمع الفلسطيني؛ أي أنه أنشأ جيلًا جديدًا متعلمًا متفقهًا من منطقة تعرضت للتجهيل التام طوال سني الاحتلال.
سيجد القارئ في شخصية الشيخ رائد دافعًا أساسيًا وكبيرًا لنجاح الحركة الإسلامية وانطلاقها بهذا الشكل. وكما وصفه الشيخ هاشم في شهادته عن تأسيس المؤسسات والمشاريع:
كان كثير الصمت والفكر معًا، ذا إبداع وهمة عالية.. في كل لقاء كان يأتي باقتراحات جديدة وبناء مؤسسات جديدة. كان دائم التجديد ومتابعًا للقديم. كان يعمل ويتقدم. يبني المؤسسات بنفسه، ثم يسلمها لمن يرى فيهم الكفاءة والقدرة على حملها، ثم ينتقل إلى موقع جديد دون أن يهمل القديم.
بعد الانفصال، تم التركيز في الحركة – كما فصّل الشيخ كمال في شهادته – على البناء الداخلي، من خلال:
1. ترتيب البناء التنظيمي والمكاتب الإدارية.
2. إعادة صياغة المنهج التربوي.
3. بناء المؤسسات المرخصة قانونيًا، وفي أكثر من مجال: الدعوي، والخيري، والإعلامي، والنسائي.
4. ترتيب العلاقة مع مركبات المجتمع العربي في الداخل.
في أهمية هذا الكتاب
يُعد هذا الكتاب الرد الأول الذي يصدر عن الجناح الشمالي للحركة الإسلامية على تهمة الانشقاق، فلطالما تحفظ الشيخ صلاح والجناح الشمالي عن الرد على ما تعرضوا له من هجوم إعلامي واستفزاز ومحاولات قانونية لجرهم إلى المحاكم الإسرائيلية، وكانوا يتنازلون لصالح عدم كشف أوراق الحركة الإسلامية ونشر الغسيل. فمنذ المقال الأول للشيخ درويش: «لماذا انشق الإخوة؟» التزم الجناح الشمالي الصمت، وكانوا يصرون على الصمت والعمل بدل الانشغال بالردود.
على الرغم من أن الشيخ رائد صلاح يأمل من الجناح الجنوبي بقيادته الجديدة عهدًا جديدًا من التقارب والانسجام – الذي بدأت خطواته في أثناء إجراء هذه المقابلات سنة 2011 – إلا أن المتوقع أن يرد الجناح الجنوبي على مضامين هذا الكتاب، وقد تحدث مساجلات جديدة، نتمنى أن تسودها أجواء الأخوة والمودة والتناصح، والسعي لبيان الحق، والتعامل مع الأخطاء وعلاجها بنفس طيب ونقد بناء.
يُعد هذا الكتاب بشهاداته التاريخية، من المصادر الأولية للمعلومة «Primary Sources» بشأن الحركة الإسلامية في فلسطين، وهو ما يجعله مرجعًا أساسيًا للباحثين بهذا الشأن. وقد ركز الكتاب على التفاصيل في جانبين مهمين في تاريخ الحركة: التأسيس والبناء، والانشقاق والتصحيح. وغاص فيهما على حساب غيرهما من الجوانب، ربما لأنه أراد أن يتابع الخط العام لتاريخ الحركة الإسلامية، وهذا أمر مهم، خصوصًا أن هذين الجانبين مجهولان نسبيًا، ولعل كتبًا أو دراسات أخرى تتناول باقي الجوانب.
بشكل عام، نجح الكتاب في تناول جانب مهم في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، وتحديدًا في تاريخ الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948، كما تميزت الكتابة بالسلاسة والوضوح وحسن الترتيب.
(المصدر: موقع إضاءات)