كان اللّه في عون الأسری الفلسطينيين
بقلم أ. د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
صادف يوم أمس السابع عشر من شهر إبريل نيسان يوم الأسير الفلسطيني وهذا هو اليوم الوطني لأسری شعبنا الفلسطيني الأبي وفاء لتضحياتهم باعتباره يوما لشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم في الحياة والحرية والتضامن معهم والوقوف بجانب ذويهم المكلومين والترحم علی شهدائهم ويتم سنويا إحياء هذا اليوم بمختلف الفعاليات في الداخل والشتات قال ﷺ: {أطْعِمُوا الجَائِعَ وعُودُوا المَرِيضَ وفُكُّوا العَانِيَ} والعاني هو الأسير فيجب السعي في فكاكه وتخليصه من الأسر بكل وسيلة متاحة سواء بالمال أو بغيره قال الإمام القرطبي: إن تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وقال الإمام مالك: واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه وعندما وقع بعض المسلمين في أسر الأعداء بعث إليهم عمر بن عبد العزيز بعبد الرحمن بن عمرة لفك أسرهم وقال له: أعطهم في فداء كل مسلم ما سألوك واللّه لرجل من المسلمين أحب إلي من كل مشرك عندي إنك ما فاديت به المسلم فقد ظفرت به لأنك إنما تشتري دين الإسلام وقد ضرب المسلمون علی مدار التاريخ أروع الأمثلة في استنقاذ الأسرى فعندما رجع المنصور بن أبي عامر من إحدى غزواته شمال الأندلس قابلته امرأة مسلمة على أبواب قرطبة وقالت له إن ابني أسير ويجب عليك أن تفديه أو تأتي به فلم يدخل المنصور قرطبة وعاد بجيشه حتى فك هذا الأسير من قيده وحينما سمع الحكم بن هشام أن امرأة مسلمة أخذت سبية ونادت واغوثاه يا حكم عظم الأمر عليه وجمع عسكره وسار إلى الأعداء وقصد الناحية التي كانت بها تلك المرأة وخلصها من الأسر وعاد إلى قرطبة منتصرا وكان صاحب عمورية من ملوك الروم عنده أسيرة مسلمة في خلافة المعتصم فصاحت حين عذبها وامعتصماه فبلغ ذلك المعتصم ففتح عمورية وخلصها من الأسر وهكذا كان خلفاء وقادة المسلمين يفعلون ما إن يسمعوا صرخة مظلوم أو مكلوم إلا ويبادروا لنصرته وإعانته نعم أيها الإخوة المسلمون إننا هنا في أرض المحشر والمنشر صامدون وباقون ما بقي الزعتر والليمون والتين والزيتون بإذن مولانا أحكم الحاكمين حتی يأتينا اليقين إن كلمة حق العودة كلمة محفورة في ذاكرة كل فلسطيني هذه الكلمة المختصرة في قاموس كل مواطن هي وثيقة شرف وميثاق غليظ عند كل من يعيش في فلسطين فحلم العودة هو خارطة أمل بإذن اللّه عز وجل إن مشاعر عودة الأسرى لذويهم لا يمكن أن توصف أو أن تعبر عنها أبلغ العبارات والملاحظ إخوتي في اللّه أن هؤلاء الأسرى الأبطال بمجرد أن يخرجوا من أقبية السجون يؤدون سجدة الشكر للّه رب العالمين قبل أن يحتضنوا أهاليهم ويسلموا علی محبيهم وقد رأينا في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام مقاطع فيديو مؤثرة توثق لقاءات الأسرى المحررين واستقبال أقاربهم وأصدقائهم لهم بالزغاريد والأهازيج والورود وبمشاعر الحزن والألم الدفين على آلاف من المساجين الذين بقوا خلف القضبان بانتظار تحريرهم من الظلم والعدوان ونقول في الختام للمرابطين الصابرين الكرام: الحمد للّه علی سلامة الأسری ولا تتم الفرحة إلا بتبييض السجون من الأسری الميامين وإن غدا لناظره قريب!