قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ
بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)
هذه هي نهاية المجرمين على مدار التاريخ.. تعتبر حادثة أصحاب الاخدود في القرآن الكريم، من أهم القصص التربوية التي تساهم في بناء الإنسان العقائدي، الذي يكون لديه مقدرة عالية على تحمل أشد المواقف صعوبة، في سبيل عقيدته ودينه..
وتبدأ السورة بقسم من الله سبحانه بأشياء متعددة هو خلقها سبحانه..
فيقول الله في مطلع السورة، وحق السماء ذات البروح، وحق اليوم الموعود، وحق الشاهد والمشهود، لقد قتل ولعن أصحاب الأخدود، وطردوا من رحمة الله بسبب كفرهم وبغيهم.. وهذا بمثابة سنة كونية ثابتة، عن كل أصحاب إخدود.. فكفار قريش في صدر الدعوة الأولى، كانوا هم من حفر الاخدود الجديد للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ولصحابته الكرام.. فجاء النص مسلّياً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وصحبه الكرام، ومخففاً من بشاعة قريش وإجرامها في حق الصحابة عبر أشكال التعذيب والاضطهاد لهم في وطنهم..
والاخدود اليوم، يأتي من جديد في غزة، ولكن بصورة مختلفة بعض الشئ في ظل التكنولوجيا، وتطور أدوات القتل والموت، الذي توزعه أمريكا وإسرائيل على العالم..
ما يحدث في غزة، منذ عشرة أشهر هو أخدود العصر.. وأهل غزة، لا نراهم إلا الثلة المؤمنة التي أخذت على عاتقها، تحرير الأرض والإنسان من قبضة الطغاة الظالمين..
فكما كان القسم يومها من الله ضد أصحاب الاخدود، فهو اليوم يتكرر في حق القتلة المجرمين، الذين يمتلكون كل أدوات القتل، الأكثر بشاعة من أدوات القتل الذي كان في العصور والأمم السابقة..
هذا النص من سورة البروج، فيه طمأنينة بوعد الله، وأن المسألة في الوقت فقط.. وهلاك أصحاب الاخدود، قادم لا محالة..
وهذا الجبروت الذي تمارسه دولة الكيان المارقة بزعامة أمريكا، إنما يأتي في سياق ” ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيراً لأنفسهم، إنما نملي لهم ليزدادوا إثما..”.. وما ربك بغافل عما يفعل أصحاب الاخدود.. إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح هلاك أصحاب الاخدود.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله ✌️✌️