هذه قراءة في كتاب “فقهاء مناضلون” للشيخ ناصر بن سعيد السيف.
الكتاب متوسط الحجم ويقع في (٢٧٠) صفحة وطُبع عن طريق دار سحنون التونسية ودار السلام المصرية ومؤلف الكتاب الدكتور محمد بن إبراهيم من مشايخ جامع الزيتونة في تونس وراجع الكتاب وقدمه الشيخ مختار الجبالي.
يحتوي الكتاب على تسعة فصول وفي كل فصل سيرة علَم من أعلام الأمة عرضت بطريقة سهلة وركز فيها المؤلف على ذكر بعض مواقف الأعلام البطولية في مجال العلم الشرعي والفقه والدعوة إلى الله تعالى والسياسة.
والأعلام الذين ذكرهم المؤلف في الكتاب : أبو حنيفة النعمان والأوزاعي وعبد الرحمن بن زياد ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وابن حزم وعز الدين بن عبدالسلام وابن تيمية.
١. اختلف أهل العلم في معنى قوله تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فمنهم من قال : العلماء ، ومنهم من قال : الأمراء.
٢. فتنة السلطان من أعظم الفتن التي تعترض العالِم في حياته ؛ لذلك جاءت النصوص الشرعية وأقوال الأئمة بالنهي عن الاقتراب من الحكام الظلمة.
٣. الإسلام لا يفرق بين التشريع الفقهي في مجالات العقيدة أو العبادة أو السياسة، فليس في الإسلام سياسة ودين بينهما فواصل دنيوية مفتعلة.
٤. سياسة الفصل بين الدين والدولة أو بين الفقه في مجال العبادات والمعاملات، والفقه في المجال السياسة، هو بدعة وتقليعة غربية.
٥. كان الإمام مالك يتصل بالسلطان ويحمله على العمل بالسنة بقدر الاستطاعة ويقبل هداياه ويقول أحياناً: هات هذا بعض حقنا والله حسيبهم في الباقي.
٦. إذا علِم الإمام مالك أن هدايا السلطان قُدِّمت إليه مساومة على أمر يرى فيه ضرر في دين أو دنيا، رفض الهدية، وردها إليهم في غير تردد.
٧. رفض الإمام أحمد هدايا السلطان عن تعفف وزهد لا عن تحريم أو تأثيم وكان موقفه مع السلطان موقف المؤمن الناصح برفق ومداراة دون مداهنة ولا مرواغة.
٨. صبر الإمام ابن حزم على تصرفات حاكم اشبيلية المعتضد ومن الابتلاءات عندما أفتى فقهاء السلطان بحرق كتبه بسبب كلامه في السياسة ورجال الدولة.
٩. افتى الإمام عز الدين بن عبدالسلام بتحريم بيع السلاح على الأفرنج الذين تعاون معهم السلطان الصالح إسماعيل وانتقده كذلك على منبر جامع دمشق.
١٠. هاجم التتار الدمشقيين وفر بعض العلماء إلى مصر وتصدى لهم ابن تيمية ومن معه فجمع بين الجهاد والعلم والدعوة وتنقل بين المعتقلات ومات فيها.
وللعلم فإن الكتاب يباع في دار التدمرية بالرياض.