في ذكرى المولد النبوي وإساءة فرنسا للنبي.. الجزائر تفتتح ثالث أكبر جامع في العالم
يعد افتتاح “جامع الجزائر” أحد أبرز الأحداث التي تشهدها البلاد منذ مدة، في أعقاب الجدل الذي دار حول هذا الصّرح الديني والسياحي الذي ينتظر أن يكون قطبا “عالميا” لتلقين علوم الشريعة ومزارا لمن تشدّهم الثقافة العربية والإسلامية.
بعد أكثر من 8 سنوات من العمل على إنجاز أكبر مسجد في أفريقيا، وثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد أعلنت وزارة الشؤون الدينية أن الوزير الأول عبد العزيز جراد هو من سيشرف على مراسم افتتاح مصلى الجامع في ذكرى المولد النبوي الشريف.
رد على الإساءة للنبي
ويتصادف مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هذا العام مع الاستياء الكبير الذي خلفته الرسوم الكاريكاتيرية والتصريحات من الجانب الفرنسي، التي اعتبرت إساءة مباشرة واستفزازا للمسلمين.
في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات في الجزائر لمقاطعة المنتجات الفرنسية في ظل ما وصفوه بـ”التطاول على سيد الخلق”، يُفتتح جامع الجزائر الذي بني في منطقة “المحمدية” بالضاحية الشرقية للعاصمة، والتي سميت بذلك نسبة للنّبي محمد عليه السلام بعد نيل الجزائر الاستقلال.
وكانت المنطقة التي بني فيها الجامع تسمى “لافيجري” نسبة للكاردينال كبير أساقفة الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي شارل مارسيال لافيجري، الذي كان يقود حملة التنصير ويهدف بها لإدخال المسيحية لأفريقيا عن طريق الجزائر التي اعتبرها البوابة آنذاك.
وقد تفاعل حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم سابقا وصاحب الأغلبية البرلمانية حاليا، مع حدث تدشين الجامع، معتبرا إياه أفضل رد على فرنسا الرسمية تجاه “التطاول على النبي الكريم”.
تحفة فنية
يتربع جامع الجزائر على مساحة تزيد عن 30 هكتارا، ويحوي 12 مبنى، بينها مركز ثقافي ومكتبة ضخمة وحديقة، إلى جانب 4 أحواض مائية ونافورات.
كما يحتوي الجامع على مصلى يمتد على مساحة 22 ألف متر مربّع، تضم قاعة شرفية مساحتها تتجاوز ألف متر مربع، إلى جانب مكتبة الإمام وغيرها من المرفقات التي أضيفت للقاعة الأم.
وتحتوي المساحة الخضراء في الجامع على 18 حديقة، موزعة على مساحة 14 هكتارا، تحوي نافورات وأشجارا ذكرت في القرآن الكريم على غرار الرّمان والتين والزيتون، إلى جانب جدار مائي.
وتعتبر منارة الجامع التي يمكن رؤيتها من مختلف مناطق عاصمة البلاد لعلوّها الذي بلغ 265 مترا على ارتفاع 43 طابقا، إحدى نقاط قوة هذا الصرح، حيث صمّمت بطريقة جمعت بين العصرنة والتفاصيل الزخرفية العربية والإسلامية والجزائرية.
كما يربط جامع الجزائر بالخليج جسر للمشاة تم بناؤه لتسهيل وصول زوار “كورنيش” العاصمة إلى الجامع، الذي تعتبره السلطات الجزائرية مزارا سياحيا، وليس مسجدا للصلاة والعبادة للمسلمين فحسب.
ويفتح جامع الجزائر أبوابه رسميا أمام الزوار من الجزائريين وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين، بعد الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني القادم بعد أن يتم افتتاحه الرسمي.
جدل الجزائريين
وقد تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع موعد تدشين “جامع الجزائر”، حيث جدّد البعض الجدل المثار حول ميزانيته، التي أثارت الكثير من اللغط بعدما أعلن التلفزيون الصيني عن تكلفة الجامع، مشيرا إلى أنها بلغت ملياري دولار، في حين أكد وزير المالية الجزائري في آخر تصريح له أن الميزانية لم تتعد 898 مليون دولار .
واعتبر بعض الجزائريين أن نقص البنية التحتية في البلاد “أولى من بناء جامع”، الأمر الذي قاده التّيار العلماني في البلاد لفترة.
في حين يتمسك “المحافظون” بتبريكاتهم للانتهاء من إنجازه رغم عدم اتفاقهم مع “سياسة بوتفليقة”، الذي أعلن انطلاق بناء الجامع سنة 2012 وكان يطمح لتدشينه قبل أن يتخلف موعد التسليم في أكثر من مناسبة حتى تم إسقاط بوتفليقة يوم 2 أبريل/نيسان 2019.
(المصدر: الجزيرة)