فلسطين شاهد على التائهين والداخلين
بقلم د. أسعد أبو شريعة (خاص بالمنتدى)
{ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [المائدة : 21 ].
كتب الله الأرض المقدسة لعباده الصالحين، وكتب عليهم القتال ليدخلوها؛ فهي أرض مباركة.
إن سبب إختياري لهاتين الكلمتين (تائهين وداخلين) لأنهما وردا في قصة قوم موسى عليه السلام، عندما أمرهم الله عز وجل أن يقاتلوا الجبابرة الذين كانوا يسكنون فلسطين، فجاء الأمر الإلهي إلى موسى عليه السلام وإلى قومه أن يقاتلوا الجبابرة ، فانقسم القوم إلى قسمين :
القسم الأول / التائهين
_ قولهم:
قال الله تعالى واصفاً قولهم :
{ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24 ]
فلقد رفضوا تنفيذ أمر الله عز وجل بقتال الجبابرة، وهذا الرفض أصله جبنهم وخوفهم من القتل وحرصهم على الحياة الدنيا ، ثم ظنهم ظن الجاهلية أن الأمر بيد غير الله .
_ عقوبتهم:
حرم الله أرض فلسطين على الرافضين لقتال الجبابرة ، بل كتب عليهم التيه في الأرض أربعين سنة .
{ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [ المائدة : 26 ].
القسم الثاني / الداخلين:
– قولهم:
قال الله تعالى واصفاً قولهم :
{ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ المائدة : 23 ]
فريق متوكل على الله مؤمن بأن النصر من عند الله، يأخذ بالأسباب كأنها كل شيء ويتوكل على الله كأن الأسباب لا شيء ، يعد العدة ويعيد الفضل لله وحده .
المقارنة /
_ الجبابرة الجبارين كانوا يسكنون فلسطين، واليوم يسكن فلسطين اليهود الصهاينة .
_ أمر الله القوم بقتال الجبابرة فخافوا من قتالهم، واليوم هناك فريق كبير في الأمة يخاف من قتال اليهود الصهاينة .
_ القوم الذين كتب الله عليهم التيه في سيناء لأنهم رفضوا القتال، واليوم كثير من الأمة تائهٌ عن طريق الحق لأنه رفض قتال اليهود الصهاينة، فالتيه مستمر .
_ الفريق الذي مدحه الله هو الفريق المنفذ لأمر الله المتوكل عليه، واليوم فريق المقاومة الإسلامية يخوض معركته على أرض فلسطين متوكلاً على الله.
_ فريق المقاومة الإسلامية وداعموها هم الذين أنعم الله عليهم ، والفريق الذي قال للمقاومة الإسلامية في فلسطين ( إذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا ) فريق تائه عن درب الحق .