فتوى (هيئة علماء فلسطين) في الواجب الشرعي على أهل فلسطين والأمة الإسلامية تجاه مخططات الاحتلال لاقتحام للمسجد الأقصى
المسجد الأقصى المبارك يمرّ هذا العام بظروف استثنائية وممارسات صهيونية إجرامية غير مسبوقة ترمي لتهويده وثبيت ممارسة الشعائر التلموديّة في رحابه، ولكَ أن تتخيّل خطورة تداعي حاخامات الصهاينة للّقاء في المسجد الاقصى للتخطيط والترتيب لعدوانهم المتصاعد والمرتقب.
إنّ المرحلة الاستثنائيّة من العدوان الصّهيونيّ تستوجب حراكاً إستثنائياً واستنفاراً فاعلاً من المسلمين جميعاً داخل فلسطين وخارجها.
وإنّنا نقول لأهلنا في فلسطين: إن هذا العدوان يستوجب اعتكافاً دائماً وتحدياً للإملاءات الصهيونية التي تمنع فتح المسجد الأقصى ليلاً للإعتكاف فيه، ولذلك فإننا ننادي أهلنا في فلسطين لا سيما شعبنا في أرضنا المحتلّة عام 1948م إلى إعمار الأقصى والاعتكاف فيه طوال العام.
وهنا لا بدّ من التّأكيد أن الاعتكاف في المسجد الاقصى اليوم ليس مجرد اعتكافٍ شعائريٍّ، بل هو رباطٌ وجهادٌ وذودٌ عن المقدسات وإعلاءً لكلمة الله تعالى ودحرٌ لعدوان المعتدين أيضًا، وبهذا فهو أفضل من أي عمل بما في ذلك الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي بوصفه ضربًا من ضروب الرباط والجهاد وليس اعتكافاً شعائرياً فحسب.
وأما أهلنا وأبناء أمتنا الإسلاميّة خارج فلسطين فالواجبات عليهم كبيرةٌ وعظيمة؛ أولها على الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف المشرفة على المسجد الأقصى المبارك بأن تعلنَ رفضها للإملاءات الصهيونية بإغلاق المسجد الأقصى المبارك وتصدر بذلك قرارها، فهذا مقر عبادة المسلمين، ونحن في شهر العبادة وشهر الشعائر والقرآن والصيام، والأقصى هو من أعظم مساجد المسلمين قاطبة، وهذه مهمة الأوقاف التي ترعى شؤون المسجد الأقصى، وينبغي ألّا تستسلم للإملاءات الصهيونية.
أمّا أبناء الأمة في كل مكان فأقلّ الواجبات عليهم أن يدعموا أهلنا المرابطين في الأقصى المبارك وبيت المقدس وأن يوفروا لهم أسباب الثبات في هذه المدينة المقدسة.
وأقول بوضوح: إنّ دعم أهل بيت المقدس بل ودعم كل أهل فلسطين ليست مسالة اختيارية، وليست مسالة تبرع وتفضّل بل هو أمرٌ واجبٌ يُقتطع له من المال كل ما تحتاج إليه النّفس وعزّة وكرامة هذا الدّين.
د. نواف تكروري
رئيس هيئة علماء فلسطين