فتوى بخصوص اختلاف التقاويم في دخول الفجر على المسلم في أوربا
وأثر ذلك على الإمساك في رمضان
إعداد : الشيخ د. سالم الشيخي
رئيس منتدى العلماء
عضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث
خبير بمجمع الفقه الإسلامي بأمريكا
مختصر الورقة:
أولا: يجد المسلم المقيم في أوربا اختلافا كبيرا بين المساجد في المدينة الواحدة في تحديد وقت الفجر الصادق، حيث يصل هذا الاختلاف الى 45 دقيقة كما هو الحال في مدينتي مانشستر ولندن مثلا، وذلك يولد إضطرابا كبيرا لدى المسلم لأن الأمر متعلق بإقامة شعيرتين عظيمتين هما الصلاة والصيام. ويعود سبب هذا الاختلاف الى تحديد الوقت الصحيح لدخول الفجر الصادق إلى الاختلاف في تحديد مقدار الزاوية التي تكون عندها الشمس تحت الأفق الشرقي قد أضاءت بالقدر الذي يتحقق فيه وصف الفجر الصادق كما هو عند الفقهاء.
ثانيا: خلاصة آراء العلماء – والتي تجمع بين النظر الفقهي والفلكي معا – في تحديد هذه الزاوية تدور حول ثلاث زوايا أساسية:
- زاوية 12 درجة: وهي التي أخذ بها إتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
- زاوية 15 درجة: وهي التي أخذت بها الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا – وفي نسبة ذلك إليهم نظر-، وقد أيدتها اللجنة المكلفة من قبل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
- زاوية 18 درجة: وهي التي أخذ بها توقيت رابطة العالم الإسلامي وجامعة العلوم في كراتشي.
ثالثا: الخلاف في توقيت صلاة الفجر عائد الى اختلاف سائغ اجتهادي بين علماء الأمة بشرط أن لا تقل زاوية النظر عن 12 درجة ولا تزيد على 19 درجة وإلا فقد خرج الوقت المقبول من الناحية الفلكية والشرعية.
رابعا: موقف المسلمين في أوربا تجاه هذا الاختلاف تختلف بحسب المكلف على النحو الآتي:
- اذا كان المسلم ممن درس العلم الشرعي وتعلم أصوله وقواعده، ويستطيع التمييز بين الخطأ والصواب من أقوال أهل العلم: فإن الواجب عليه أن يتبع ما يراه صوابا ويترك ما يراه خطأ حسب ما يترجح لديه من خلال اتباع الدليل.
- أما إذا كان المسلم من عامة المسلمين ممن لم يدرسوا العلم الشرعي ولا يفرقون بين الصواب والخطأ، فالواجب عليه أن يأخذ بفتوى من يثق بعلمه وأمانته ودينه من أهل العلم سواء كانوا من أهل بلده أو من غيره بشرط معرفتهم بواقعه وحاله، ولا يضره اختلاف العلماء بعد ذلك، ولا يجوز إنكار بعض المساجد بعضها على بعض وإدخال العامة في نزاعات مبناها على الاختلاف في الاجتهاد الخاص بهذه المسألة.
خامسا: الفتوى المقترحة لهذه النازلة:
الراجح عندي من خلال الدراسة والبحث هو الأخذ بدرجة 15 على ما ظهر لديّ أن الفجر الصادق عندها تكتمل فيه الأوصاف الشرعية المعتبرة، ومن أراد أن يحتاط لنفسه ودينه فهذا الأكمل والأفضل، والاحتياط هنا هو الأخذ بقول من اعتمد على 18 درجة وهو قول الجمهور من المعاصرين، فهي متضمنة لجميع الدرجات السابقة بشرط عدم الوقوع في جلب المشقة والحرج على المسلمين في مدينته.
لتحميل الورقة كاملة : فتوى بخصوص اختلاف التقاويم في دخول الفجر على المسلم في أوربا