فتح المجيد في رثاء مفخرة تهامة وزبيد
الشيخ العلامة عبدالمحسن بن ثابت (رحمه الله)
بقلم د.علي فتيني (خاص بالمنتدى)
الحمد لله الذي تفرد بالبقاء ، وكتب على غيره الفناء ، والصلاة والسلام على رسوله محمد إمام المرسلين والأنبياء ، وعلى آله وصحبه الأولياء الأصفياء ، وبعد:
إنه لخطب جلل أليم ، ومصاب مفجع عظيم ، نزل بزبيد مدينة الأشعريين ديار العلم والعلماء ، وبأهل تهامة الطيبين الكرماء ، بوفاة سيد العلماء ، وقدوة الأولياء ، ورمز الأذكياء ، الحبر العلامة الكبير ، ترجمان القرآن وبحر التفسير، المفتي الفقيه النحرير ، المصلح الداعية الرباني ، الألمعي الفريد القرآني، الأستاذ المربي الهمام ، العلم الجهبذ الإمام ، الحافظ المتقن، العالم المتفنن، مرجع الفرضيين والمفتين وشيخ المقرئين والمفسرين، والتي لم تنجب مثله تهامة، فجعلها مرفوعة الرأس والهامة، أعلى الله قدره ومقامه ، شيخنا عبدالمحسن بن ثابت الغزي الزبيدي التهامي اليماني تغمده الله بواسع رحمته وأكرمه بعظيم مغفرته .
الْأَرْضُ تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمُهَا
مَتَى يَمُتْ عَالِمٌ مِنْهَا يَمُتْ طَرَفُ
كَالْأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَلَّ بِهَا
وَإِنْ أَبَى عَادَ فِي أَكْنَافِهَا التَّلَفُ
ووآسفاه على علم غزير قد قبض من العباد ، مصداقاً لما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا)) متفق عليه
وقد قال حبر الأمة عبد الله بن عباس يوم مات زيد بن ثابت رضي الله عنهما :
(لقد دفن اليوم علم كثير ) .
و تالله لم تصبني الهيبة عند رثاء عالم راحل من قبل كما هي الآن ، ولم لا ؟
وشيخنا عبدالمحسن سليل الأشعريين وسيدهم الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، إنه سليلهم داراً وقرآنا ، وعلماً وإيماناً ، وخلقاً وطيبةً ولينا، من نزل القرآن يثني عليهم ، كما عند الحاكم من حديث عياض الأشعري – رضي الله عنه – قال : (( لما نزلت: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾، قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: هم قومك يا أبا موسى، وأومئ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بيده إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه)) .
وفي فضائلهم وردت أحاديث كثيرة ، ومنها ما رواه البخاري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) .
وصح في سيدهم أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معجباً بصوته الحسن في القرآن ، ولما سمعه مرة يقرأ القرآن ويتغنى به قال: “لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ” ، كما في البخاري ومسلم.
وشيخنا رحمه الله أيضا هو امتداد مدرسة أعلام زبيد على مدار التاريخ ، مثل إسماعيل بن المقري الزبيدي صاحب الكتاب البديع العجيب “عنوان الشرف الوافي”، والذي وصفه الإمام ابن حجر: «عالم البلاد اليمنية»، وقال عنه الإمام الشوكاني: «إن اليمن لم تنجب مثله».
والمرتضي الزبيدي صاحب ” تاج العروس “، الذي كان يجله أهل المغرب إجلالا منقطع النظير ، حتى قال فيه أحد أعلام المغرب وهو الحافظ المحدث الرحالة محمد بن عبد السلام بن ناصر في رحلته ولقائه به وترجمته له : “ألفيته عديم النظير في كمال الاطلاع والحفظ واللغة والأنساب، فهو والله سيوطي زمانه، انخرق له من العوائد ما انخرق لابن شاهين وابن حجر والسيوطي” .
وللأسف أني لم أكن من طلابه الذين عايشوه فترة طويلة ، وأخذوا منه علمه الغزير، لبعد المسافة بين زبيد وبيت الفقيه ، لكن الله أكرمني بحضور عدد من محاضراته التي كان يلقيها في مساجد بيت الفقيه في فترة شبابي، ودروسه في المخيمات واللقاءات الدعوية والتربوية، وقد رأيت الناس في أحد المخيمات الدعوية في شبابي كيف يتسابقون على قراءة الفاتحة عليه ليعرفوا مدى صحة قراءتهم لها ، وليأخذوا الإجازة عليه وكنت منهم ذلك اليوم ، وكم كنت أرى السعادة عليهم والشعور بالفخر أنهم قرأوا عليه وجلسوا بين يديه ، وكنت كذلك على أني شعرت بهيبة عظيمة وما زلت أشعر بها كأنها الآن ، ومما شرفت به بعض الزيارات القليلة له في منزله في قرية الشباريق شرق مدينة زبيد ، وهو من العلماء القلائل الذين لقاؤهم ومشاهدة سمتهم وملاحظة أدبهم والاستماع لهم مهما قل ذلك له أثر عظيم وفيه فوائد جليلة ، ويعد كنزاً ثميناً وشرفاً منيفا .
لقد كان رحمه الله كما عرفه كل من لقيه ممن رزق دماثة الخلق، والتواضع الجم، البساطة واللين، والسمت والهدي الحسن ، والإخبات والخشوع ، ووقار العلم ، وهيبة العلماء ، مع الابتسامة وبشاشة الوجه وعفة اللسان ، يعلم بأدبه قبل علمه، وبفعله قبل قوله، من رآه أحبه ، ورؤيته تذكر بالله تعالى ، كما ورد في الحديث : ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا: بلى، قال: الذين إذا رؤوا ذكر الله” .
ورث رحمه الله العلم كابرا عن كابر ، فقد كانت نشأته في بيت صلاح وعلم ، فجده من العلماء الذين درسوا في الأزهر الشريف ، وأبوه ورث العلم عنه ، وقد اهتم أبوه بتعليمه من طفولته ولما بلغ من العمر أحد عشر عاماً قرر السفر به إلى الحجاز ليتفرغ لطلب العلم ، وكان والده رحمه الله يكثر من الحج واللقاء بعلماء الحجاز وخاصة مع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهما الله حتى توطدت علاقته به، وكانت رحلته به في حج عام 1379هـ ، وبعد الحج تركه عند الشيخ ابن باز رحمهم الله جميعا وأمنه عليه وأوصاه برعايته وتدريسه، وهذا الموقف يذكرنا بأم الإمام البخاري عندما أخذته إلى الحج ثم تركته في مكة لطلب العلم على يد علمائها ، فنبغ في علم الحديث وألف كتابه الصحيح رحمه الله ، وفي هذا درس للآباء والأمهات في تعليم الأولاد وتحفيزهم على ذلك .
عاش عبدالمحسن في بيت الشيخ ابن باز فاهتم به مثل ولده ، ودفعه لمدرسة القرآن المجاورة لمنزله والتي كان يديرها الشيخ محمد بن أحمد بن سنان وهو من قبيلة الحدا اليمنية ، وقل لي بربك أي منحة ربانية لهذا الغلام الذي تربى في بيت أحد كبار علماء الأمة في هذا العصر ؟! ، فنال ما نال من علمه وتربيته وخلقه ، ورزقه الله بركة دعائه ورعايته .
أقبل رحمه الله على العلم وحفظ القرآن في المدرسة حتى تفوق وبزّ أقرانه لذكائه ومثابرته ، وكان يحصد المركز الأول ، وبعد تخرجه من المدرسة احتاجت له كمدرس للقرآن فعمل فيها مدرسا بعقد وظيفي لمدة ثلاث سنوات ، وفضّل بعد ذلك مواصلة الدراسة الشرعية في الجامعة على الاستمرار للتدريس، فقد كان شغوفا بالعلم ولا حد لنهمه فيه، فأراد الالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وشجعه على ذلك شيخه ابن باز وسجله في المعهد الثانوي التابع للجامعة كشرط لدخولها ، ولأنه عرف بتفوّقه في حفظ القرآن فقد دفعته الجامعة للدارسة في كلية علوم القرآن ، ولتميزه كان بعض زملائه في الجامعة يستعينون به في مادة القرآن ويدرسون على يده ، وقد كان يحصد المركز الأول في كل سنوات دراسته .
الْـعِـلْـمُ مَـغْـرِسُ كُلِّ فَخْرٍ فَافْتَخِرْ
وَاحْـذَرْ يَفُوتُكَ فَخْرُ ذَاكَ الْمَغْرِسِ
وَاعْـلَـمْ بِأَنَّ الْـعِـلْـمَ لَـيْـسَ يَـنَـالُـهُ
مَـنْ هَـمُّـهُ فِـي مَـطْـعَـمٍ أَوْ مَلْبَسِ
إِلَّا أَخُــو الْـعِـلْـمِ الَّـذِي يُـعْـنَـى بِـهِ
فِـي حَـالَـتَـيْـهِ عَـارِيًـا أَوْ مُـكْتَسِي
فَـاجْـعَـلْ لِـنَـفْسِكَ مِنْهُ حَظًّا وَافِرًا
وَاهْـجُـرْ لَـهُ طِـيـبَ الرُّقَادِ وَعَبِّسِ
فَـلَـعَـلَّ يَـوْمًا إِنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ
كُنْتَ الرَّئِيسَ وَفَخْرَ ذَاكَ الْمَجْلِسِ
بعد إكمال سنوات الجامعة نوى مواصلة الدراسة في الماجستير والدكتوراه ، لكن بطلب من والده وبعض العلماء رجع إلى اليمن ، لشدة حاجة الناس في ذلك الوقت للعلماء والدعاة ، وقد نفع الله به نفعا عظيماً ، وأنار به ديار زبيد وتهامة ، وأحيا به القلوب والأرواح ، ونشر الدعوة وعلوم الشريعة في ربوع البلاد ، سواء في المدراس والكليات النظامية أو في الحلقات العلمية المسجدية ، وتخرج على يديه الكثير من الدعاة وطلاب العلم الذين لا حصر لهم، ومنهم العلماء والدعاة والأئمة والخطباء والمدرسون ، وأصبح الواحد يفتخر ويتشرف أن يكون من طلابه وممن أخذ عنه واستمع له ، وذاع صيته في كل المدن والقرى ، وكان أكثر العلماء والدعاة أثراً ، وما استضافه مسجد إلا احتشد الناس والشباب لسماعه بشكل ليس له مثيل ، ورزق القبول وحب العامة ، والتقدير من كل التيارات والجماعات الإسلامية ، لحكمته واعتداله ووسطيته وسعيه لجمع الكلمة وتوحيد الصف الإسلامي ، كما كان المفتي الذي يرجع له الناس ويثقون بعلمه ، وكلمته مهابة ومسموعة كمصلح اجتماعي ، يصلح بين المتخاصمين ويؤلف بين القلوب ، خصوصا أهل قريته الشباريق وما جاورها ، فقد كان لهم المفتي والقاضي والداعية والمعلم .
من حب الشيخ ابن باز رحمه الله للشيخ عبدالمحسن أنه كان إذا زاره أحد من تهامة وزبيد يسأله عنه ، فيقول له : هل تعرف الشيخ عبدالمحسن ؟ فإن كان يعرفه قال له هل تقصد صاحب زبيد ؟ قال نعم وذكر قريته وقال له : صاحب الشباريق ” قرية الشيخ ” ، مما يدل أن الشيخ كان يهتم بأدق التفاصيل في حياة تلميذه ولا ينسى ذلك ، ثم يقول للزائر : بلغه سلامي .!
من كبار مشايخه في رحلته العلمية إلى الحجاز : العلامة ابن باز ، والعلامة ابن جبرين ، والشيخ عبدالرزاق عفيفي ، والشيخ مناع القطان ، والشيخ عبدالفتاح القاضي شيخ المقارئ المصرية ، والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد ، والدكتور عبدالله قادري الأهدل ، والشيخ عطية محمد سالم ، والشيخ محمد المختار الشنقيطي ، والشيخ أبوبكر الجزائري وغيرهم من المشايخ ، بعضهم في الجامعة، وبعضهم في مجالس العلم في المسجد النبوي وغيره .
رغم سعة علم الشيخ واشتهاره في زبيد وتهامة إلا أنه يعد من المغمورين على مستوى اليمن والعالم الإسلامي ، وهي عادة علماء زبيد وتهامة في الزهد في الظهور وعدم حب الأضواء ، ولعل طبيعة الشخصية التهامية وعدم اهتمام الطلاب بنشر علوم مشايخهم له دور في ذلك ، وهذا يذكر بحال الإمام الليث بن سعد، عالم مصر الكبير وفقيهها ومحدثها ، الذي قال عنه الإمام الشافعي : «اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ» ، فهل ياترى سيأخذ طلاب شيخنا عبدالمحسن العبرة من ذلك ؟! ويقومون بواجب نشر علمه وفاء له ونفعاً للناس وطلبا لثواب ذلك لهم وله رحمه الله .
وهنا أشير فقط لتمكن الشيخ في علم التفسير ، فقد كان آية من آيات الله في ذلك، وهو من أساطين التفسير ويستحق أن يطلق عليه شيخ المفسرين في اليمن ، فوالله لم أسمع مثله في تهامة واليمن مفسراً على قلة ما سمعت منه في دروسه ومحاضراته ،
ومما أذكر أن أستاذاً مصرياً من خريجي الأزهر، وكان من أساتذتنا المتمكنين في مادة القرآن والتربية الإسلامية في المدرسة ، حضر معنا درسا للشيخ عبدالمحسن في الجامع الكبير في بيت الفقيه ، وكان الدرس حسب ما أذكر حول بداية سورة من السور التي تبدأ ” بالتسبيح ” ، ولم يتجاوز الشيخ الآية الأولى في محاضرة طويلة ،
فأصاب الأستاذ الأزهري الانبهار والذهول وقال بعد المحاضرة : “ماكنت أظن أن في اليمن شيخاً مفسرا مثله “!! وإني والله لأتمنى أن أحداً من طلابه يكتب عن آثاره في علم التفسير !!
وكان الشيخ متحدثاً متميزاً وخطيباً استثنائياً ، له أسلوب مؤثر جداً ، كان كأنما ينثر الدرر واللآلئ من فيه ، يتحدث بهدوء وسلاسة بدون ضجيج ولا رفع صوت كعادة الكثير من الخطباء ، تتعلم من خطبته العلم والحكمة والعظة ، ينجذب له العامة وطلاب العلم والمثقفون ، ومما يذكر هنا أنه عندما عين خطيباً لمسجد القدس في الحديدة ، تفاجأ في أول خطبة له فيه بحضور رئيس الجمهورية في ذلك الوقت علي عبدالله صالح ، وقد قال لمن معه بعد الخطبة : هذا الخطيب باهر, وأتمنى لو كان لي عشرة من أمثاله لبنيت عشرة جوامع في اليمن ، وجعلت كل واحد منهم خطيباً في جامع ، ثم اتصل بالشيخ وعرض عليه الانتقال إلى صنعاء ليكون خطيباً له في مسجده ، فاعتذر الشيخ بلباقة وأدب ، فقال له يا شيخ أنا لا أستطيع الصبر على استماع خطبة فوق خمس عشرة دقيقة ! لكني سمعت منك اليوم نصف ساعة وتمنيت أن تزيد !
وكأن لسان حاله ينشد أبيات الجرجاني:
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم
ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا
مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
إن ما وصل له الشيخ من علم ومكانة وقبول وتأثير، نحسب أن من أهم أسباب ذلك :
– تركيزه على حفظ القرآن وعلومه وتعليمها ، مصداقا للأحاديث النبوية في خيرية وشرف هذا العلم وأهله ومنها :
مارواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ»
و الحديث الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين “
– السريرة الصادقة والنية الخالصة مع الله ، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا .
أسأل الله أن يغفر لشيخنا ويرحمه ، ويرفع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يعلي مقامه مع العلماء والدعاة المخلصين ، وأن يجبر مصابنا فيه وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيرا .