تقارير وإضاءات

فادي البطش .. فلسطيني ينضم لقافلة العلماء المغتالين

عالم ومهندس وأكاديمي فلسطيني شاب مختص في الهندسة الكهربائية، تميز بتفوقه وإنجازاته العلمية القيمة، اغتيل من طرف مجهولين في 21 أبريل/نيسان 2018 في ماليزيا حيث يقيم، ونعته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان وقالت إنه من عناصرها.

المولد والنشأة
ولد فادي محمد البطش في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.

الدراسة والتكوين
حصل البطش على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية بغزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة مالايا الماليزية.

وأعد أثناء دراسته الدكتوراه بموجب منحة “خزانة” الماليزية بحثا عن رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى.

الوظائف والمسؤوليات
عمل البطش محاضرا في جامعة ماليزية خاصة.

التجربة العلمية
نجح البطش أثناء مسيرته القصيرة في ابتكار جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل إلى 18%.

ويحقق البحث في حال تطبيق فكرته عدة فوائد، أهمها تقليل الفقد في الطاقة الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموما.

وأثناء رحلته الدراسية نشر البطش 18 بحثا محكما في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وشارك في مؤتمر دولي فياليابان، وشارك بأبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عقدت في بريطانيا وفنلندا وإسبانيا والسعودية، علاوة على المشاركة في مؤتمرات محلية بماليزيا.

ورغم بعده عن وطنه ظلت القضية الفلسطينية في قلب الشاب، ووجه آخر منشور له عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى روح الشهيد الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى الذي ارتقى برصاص الاحتلال أثناء تغطية الأحداث شرق غزة.

وقال البطش (35 عاما) في تغريدته “رحمك الله رحمة واسعة شهيد الحقيقة التي أراد الصهاينة أن يطمسوها بقتلك، ياسر الشاب الخلوق صاحب البسمة الساحرة والصورة المعبرة، أحببتك يا ياسر رغم أني لم ألتق بك قط، أيها الحر الأبي، الملتقى الجنة، وإنا على دربك سائرون”.

الجوائز والأوسمة
حصل البطش على العديد من الجوائز العلمية الرفيعة، وكان أول عربي يحصل عام 2016 على منحة “خزانة” الحكومية، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية، وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية “إلكترونيات القوى” من جامعة مالايا الماليزية، وتحقيقه جملة من الإنجازات العلمية التي أهلته للفوز.

وقال البطش حينها في تعقيبه على هذه المنحة “أردنا أن نوصل رسالة للعالم أن الفلسطيني مصر على إبداعه، ولا توقفه أي حدود”. وأشار إلى أن هذه المنحة “كانت مخصصة للطلبة الماليزيين فقط، قبل أن توافق الحكومة على إدراج الطلبة الفلسطينيين فيها.

الوفاة 
اغتيل البطش في 21 أبريل/نيسان 2018 إثر إطلاق نحو عشر رصاصات عليه أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله بالعاصمة الماليزية كوالالمبور لأداء صلاة الفجر.

ونعت حركة حماس العالم الفلسطيني، وقالت في بيان -وصل وكالة الأناضول نسخة منه- إن ابنا من أبنائها البررة وفارسا من فرسانها تميز بتفوقه وإبداعه العلمي، وإن له في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، واعتبرت أن الشهيد كان نموذجا في الدعوة إلى الله والعمل من أجل القضية الفلسطينية.

من جهتها، أصدرت عائلة البطش في غزة بيانا اتهمت جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بالوقوق خلف حادثة الاغتيال، وطالبت العائلة السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين باغتيال البطش قبل تمكنهم من الفرار.

وركز الإعلام الإسرائيلي على حادث الاغتيال، ونشرت القناة العبرية العاشرة خبرا على موقعها الإلكتروني بعنوان “اغتيال مهندس حماس في ماليزيا”، في حين وصفت القناة الإسرائيلية الثانية البطش بأنه “مهندس كهربائي وخبير فيالطائرات بدون طيار في ماليزيا”، وأشارت إلى أنه تردد لدى الأوساط الإسرائيلية في الآونة الأخيرة أن ماليزيا تسمح بتجنيد وتدريب ناشطي حماس على أراضيها.

ويستهدف الموساد الإسرائيلي علماء عربا ومسلمين في كثير من البلدان بهدف عدم منح أي تفوق للوجود العرب والإسلامي في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، وعادة لا يعترف بعملياته التي ينفذها حول العالم.

(المصدر: الجزيرة / وكالة الأناضول)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى