مقالاتمقالات المنتدى

عُجولُ الاستبداد

عُجولُ الاستبداد

بقلم د.فؤاد البنا

عندما اتخذ بنو إسرائيل العجل نالَهم غضبٌ من ربهم وذلة، فأمرهم الكليم موسى بالتوبة من هذه الخطيئة، وأخبرهم بأن برهان توبتهم الصادقة هو أن يقتلوا أنفسهم!

وفي عصرنا اتَّخَذتْ مجاميع من أمتنا عجولَ المستبدين آلهةً من دون الله، وهي عجولٌ لها خُوارٌ من الهتافات التي تلعن الاستعمار بألسنتها لكنها تَتمرّغ بأنوفها عند قدميه!

والعقوبة التي باء بها مسلمو زماننا هي قتلهم لأنفسهم ولكن من دون توبة، حيث أصبح بأسهم بينهم شديدا واتجهت قوتهم كلها نحو التقاتل الداخلي، تاركين الثغور مع الأعداء خاويةً على عروشها!

ومن صور العقوبة لمن عبدوا العجول البشرية ما نرى من ذل وهوان يجللهم وهم يشاهدون إخوة لهم يُقتلون تجويعا وترويعا أمام أعينهم طيلة أشهر عديدة بعد حصار دام سنوات طويلة، لكنهم لم يملكوا الجرأة لمطالبة عجولهم بأن تفعل شيئا ولو من أجل حفظ القطرة الأخيرة من ماء وجوههم التي أصابها التصحر!

والغريب أن هذا الهوان يتلبسهم بعد أن رأوا للتو ثلة قليلة من حاملي الأسلحة البدائية وهم يمرغون أنف واحد من أكثر جيوش العالم تطورا وتأهيلا وتسليحا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى