علماء الأمة يوجهون رسالة إلى القادة العرب المجتمعين في قمة الرياض
وجه عدد من علماء الأمة رسالة عاجلة إلى القادة العرب المجتمعين في قمة الرياض، دعوهم فيها إلى العمل الجاد لإيقاف هذه الحرب الوحشيّة والإبادة الإجراميّة بما لديكم من نفوذ وعلاقات مع الدول المختلفة، وهذا نص الرسالة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فيا قادة الأمة ويا زعماء البلاد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
أكثر من أربعمئة يوم على الإبادة المستمرة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا الأبرياء في قطاع غزة ويزيد في الإبادة حصار شامل وتجويع ممنهج بحق الأبرياء الذين يذوقون أصناف الموت وألوانه كلها، وانطلاقا من قول الله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [سورة الصافات: 24]، ومن قول رسول الله ﷺ: “كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسئولٌ عن رعيته”؛ فإن علماء الأمة الإسلامية يتوجهون إليكم بهذا النداء. وإننا نضع بين أيديكم بعضا من المطالب التي نعلم أنكم قادرون على تنفيذها حين تتوفر الإرادة الحقيقية لذلك:
أولاً: العمل العاجل على الإيقاف الفوريّ لهذه الحرب الوحشيّة والإبادة الإجراميّة بما لديكم من نفوذ وعلاقات مع الدول المختلفة، وإن التاريخ سيسجل لكم هذا الموقف المشرّف، وقبل التاريخ سيسجله رب العزة ويثيبكم عليه، ولن تنساه لكم الأجيال.
ثانياً: تنفيذ قراركم الذي اتخذتموه قبل سنة من الآن في قمة الرياض السابقة، والذي ينص على كسر الحصار الفوري عن قطاع غزة وإدخال كل ما يحتاجه أهلها من مقومات الحياة ومن الحاجيات اللازمة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي بلغت حدا لا يوصف في قطاع غزة.
ثالثاً: تشكيل وفد من رؤساء الحكومات والقيادات السياسيّة ينطلق مباشرة إلى قطاع غزة، وإن العلماء جاهزون أن يكونوا في هذا الوفد ليكون وفداً مشتركاً من القيادات السياسية والعلمائية يدخل غزة ويقف مع أهلها مواسيًا وداعماً.
رابعاً: إعادة بناء المستشفيات وبناء العدد الكافي من المستشفيات وتسيير قوافل الأطباء من الاختصاصات كافة لمعالجة وتأهيل الجرحى إضافة إلى التكفل التام بمعالجة الجرحى وكفالة الأيتام والأرامل والثكالى.
خامساً: فتح المجال في بلدانهم لإغاثة أهلنا في غزة وفسح المجال للمؤسسات الإغاثية والإنسانية لتقوم الشعوب بواجبها تجاه أهلنا في غزة دعما وإسنادا وإغاثة.
سادساً: قطع كل أنواع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإيقاف مسارات التطبيع كافة، والتوقف عن كل أنواع التعاون مع هذا الكيان المعتدي، وإيقاف امداده بأي نوع من أنواع الامداد الذي يقويه في ارتكاب جرائمه ويسانده في إبادته لأهلنا المكلومين في قطاع غزة.
سابعاً: احتضان المقاومة والدفاع عنها وتبني مطالبها وحماية مشروعها، فهي مقاومة مشروعة وفق الشرائع السماوية والقوانين الدولية كافة، وتمثل اليوم رأس الحربة في الدفاع عن كل دول الأمة وشعوبها. وأخيراً: إن دماء أهلنا في غزة تستصرخكم، وإن دموع الحرائر والثكالى والأيامى أمامكم في قمتكم، وإن صرخات اليتامى والعالقين تحت الأنقاض تصل أسماعكم، وإن الله تعالى مطلع، والتاريخ يسجل فاجعلوا قمتكم هذه موقفا يرضى عنه الله تعالى ويسجله التاريخ في صحائفكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..؛