مقالاتمقالات المنتدى

عظمةُ اللَّهِ تعالى

عظمةُ اللَّهِ تعالى

بقلم الشيخ عارف الصبري (خاص بالمنتدى)

اعلموا أن رب السموات والأرض أكبرُ من كل شيء، وأعظمُ من كل شيءٍ ومحيطٌ بكل شيءٍ، ولا يحيط به شيء، ولا يكون فوقه شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.

فهو سبحانه وتعالى موصوفٌ بجميع الكمالات التي لا تُحدُّ ولا تُعدُّ ولا تحصى.
ولو استقصينا أوجه التقديس والإجلال والعظمة لله عز وجل ما استطعنا أبداً، ولا أحصيناها؛ لأنها كمالات مطلقةٌ، لا نهاية لها، ولا حدَّ لها، قال تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).
وإلى هذا المعنى يشير الحديث الشريف الذي يصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده، فقد كان يقول: (اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
فقوله: (لا أحصي ثناءً عليك)
معناه: لم أحصر نعمتك وإحسانك والثناء عليك وإن اجتهدت في الثناء.
ومعناه: كذلك لا أطيق أن أحصره، كما قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا).
فهو جل جلاله عظيمٌ في ذاته، عظيمٌ في ربوبيته، عظيمٌ في ألوهيته، عظيمٌ في أسمائه وصفاته، عظيمٌ في ملكه وخلقه، عظيم في حكمته ورحمته، عظيمٌ في افتقار خلقه إليه وغناه هو عنهم، عظيمٌ في تدبير شئون خلقه، وكلُّ عَظَمَةٍ في الوجود فهي دليلٌ على عظمة خالقها ومدبرها جلَّ في علاه وتعاظم في مجده.
وقد سُئل بعض السلف عن عظمة الله تعالى، فقال: (ما تقول فيمن له عبدٌ واحدٌ يُسمى جبريل له ستمائة جناح لو نشر منها جناحين لستر الخافقين).
فسبحان الله العظيم القائل: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
ومن عظمته سبحانه أنه الفعال لما يريد متى شاء وكيفما شاء، قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
ومن عظمته سبحانه أنه لا منتهى لملكه، ففي الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يُنقص المخيط إذا أدخل البحر).
فسبحان من حجابه النور (لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه).
ومِن عظمته سبحانه أنه لا منتهى لكلماته، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ومِن عظمته سبحانه، أن كرسيه يسع السماوات والأرض، قال تعالى:
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
وقد جاء في الحديث الصحيح: (يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فلاة، وفضلُ العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة).
إنه الله تعالى العلي العظيم الذي له العلو المطلق: علو الذات،
وعلو القدر، وعلو القهر، سبحانه (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى).

نقلاً عن كتاب:
حكم الإساءة إلى الله تعالى أو إلى رسله أو آياته.
لمؤلفه: عارف بن أحمد الصبري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى