عبدالحميد بن باديس.. السياسي الثائر ورائد النهضة الإصلاحية
بقلم محمود المنير
تحل اليوم الذكرى الـ 81 لوفاة العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أطلق عليه العديد من الألقاب فهو المصلح الثوري، والشاعر الصحفي، والعالم المفسر، والمعلم المربي، والكاتب السياسي، وقد ارتبط اسمه لدى الجزائريين بالعلم، لذلك يحتفلون في 16 أبريل/ نيسان من كل عام بيوم العلم تخليدا لذكراه.
وشخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية، ومن الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها وآثارها؛ فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة.
وهو عالم مفسر، فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية، كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة، وهو سياسي يكتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين وخاصة في الجزائر، ويهاجم فرنسا وأساليبها الاستعمارية، ويشرح أصول السياسة الإسلامية. وقبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء، ويسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة.
مسيرته تؤكد أن الأمة لديها القدرة على انتزاع حريتها وحقوقها
وفي هذه السطور نقلب في سيرته الإصلاحية ومسيرته الثورية ، وجهوده الفكرية ، فتاريخ الشيخ ابن باديس –رحمه الله- يتميز بالثراء والتجارب الواقعية التي يمكن أن تلهم الشعوب في كفاحها، لتحقيق الاستقلال الشامل وبناء النهضة المنشودة، ومسيرته تؤكد أن الأمة لديها القدرة على انتزاع حريتها وحقوقها، وأنها عندما تمتلك إرادتها تقود الأمم وتصنع الحضارة التي قادت بها العالم لقرون .
المولد والنشأة
ولد الشيخ عبد الحميد بن محمد بن المكي بن باديس يوم 11 ربيع الثاني 1307 الموافق 4 ديسمبر 1889 بمدينة قسنطينة بالجزائر.
وقد نشأ في أسرة عريقة ومتدينة وذات مكانة وجاه، حيث كان والده محمد المصطفى بن باديس حافظا للقرآن ومن أعيان المدينة، واشتغل قاضيا وعضوا في المجلس الجزائري الأعلى.
رحلاته العلمية
حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلم ابن باديس مبادئ العربية والعلوم الإسلامية على يد الشيخ “أحمد أبوحمدان الونيسي” بجامع سيدي محمد النجار. وعندما بلغ التاسع عشر من العمر توجّه إلى تونس لطلب العلم وانتسب إلى جامع الزيتونة.
تلقى هناك العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ محمد الخضر الحسين.
بعد أربع سنوات قضاها في تحصيل العلم في تونس توجه إلى الحجاز، حيث أدى فريضة الحج وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل.
أدرك أن التعليم هو الخطوة الأولى لمحاربة الاستعمار الفرنسي
العودة إلى الجزائر
قرر ابن باديس العودة إلى الجزائر بناءً على نصيحة شيخه، حيث أدرك أن التعليم هو الخطوة الأولى لمحاربة الاستعمار الفرنسي.
لا سيما أن فرنسا ومنذ بداية احتلالها للجزائر عملت على القضاء على منابع الثقافة الإسلامية، فأغلقت نحو 1000 مدرسة ابتدائية وثانوية، كانت تضم 150 ألف طالب.
كما وضعت قيوداً مهنية على فتح المدارس، التي قصرتها على حفظ القرآن لا غير، مع عدم التعرّض لتفسير آيات القرآن خاصة الآيات التي تدعو إلى التحرر، وتنادي بمقاومة الظلم والاستبداد.
وحرصت على عدم دراسة تاريخ الجزائر، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية.
ابن باديس معلمًا ومربيًا
آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءها ، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة (1321هـ/ 1903م)، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى، ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونت المستعمر.
وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثة العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرين عامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في (13 من ربيع الآخر 1357هـ/ 12 يونيو 1938م).
ويُعدّ الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.
ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة (1336هـ/ 1917م)، ثم تطوّر المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ/ 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية
التعليم طريق الحرية
أمن ابن باديس أن التعليم طريق الحرية ، والسبيل لتكوين جيل يقاوم المحتل فشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة (1350 هـ=1931م)، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجب أن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعل الدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسة فيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى، وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.
المرأة شريك في صناعة النهضة
حثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.
تكوين العلماء لصناعة الوعي
ركز الشيخ ابن باديس على تكوين العلماء لصناعة الوعي في الجزائر فأنشأ رفقة 72 عالما من شتى الاتجاهات الدينية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1931) وانتخب رئيسا لها، وجعل شعارها “الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا”.
وأسهم بمواقفه وآرائه في إثراء الفكر السياسي بالحديث عن قضايا الأمة، ففي عام 1936 دعا لعقد مؤتمر إسلامي بالجزائر لإفشال فكرة اندماج الجزائر مع فرنسا، كما شارك ضمن وفد المؤتمر الإسلامي المنعقد بباريس في يوليو 1936.
وحاور لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في أبريل 1937، ودعا النواب لمقاطعة المجالس النيابية في شهر أغسطس/آب سنة 1937، كما دعا لمقاطعة احتفالات فرنسية بمناسبة مرور قرن على استعمار الجزائر في 1937.
أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد
الصحافة درع الإصلاح
استعمل الشيخ ابن باديس الصحافة لنشر فكره الإصلاحي من خلال إصدار جريدة المنتقد عام 1925، التي تولى رئاسة تحريرها، ثم جريدة الشهاب في نفس السنة.
وتأثر بتجربة صحافة الكفاح الوطني في مصر، وكان يحرص على قراءة صحيفتي “المؤيد” و”اللواء”، لكن أكثر الصحف التي تأثر بها هي مجلة “المنار” التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا.
ولقد كان عبد الحميد بن باديس يتطلع لإصدار صحف طبقا لذلك النموذج، فقد كان يصف الصحافة بأنها عالم عظيم، لكن سلطات الاحتلال الفرنسي كانت تحظر على الوطنيين الجزائريين إصدار الصحف، بالرغم من أنها تتفاخر بحرية الصحافة في فرنسا، وهذا يوضح المعايير المزدوجة التي تستخدمها فرنسا، وأنها تدرك خطورة استخدام القوى الوطنية الجزائرية للصحافة في توعية الشعب وتعبئته.
لكن عبد الحميد بن باديس واجه ذلك التحدي بإعداد المتعلمين؛ حيث قام بإنشاء المدارس، ونجح في إعداد أكثر من ألف عالم، ثم وجههم للانتشار في المدن والقرى الجزائرية.
ووجه الشيخ تلاميذه لإنشاء مطابع في عدة مدن من أهمها الجزائر العاصمة وقسنطينة وتلمسان.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى عمل الشيخ وتلاميذه لإصدار الصحف، وكانت أول محاولة ناجحة هي صحيفة “النجاح” التي صدرت في يوليو 1925، لكن سلطات الاحتلال أغلقتها.
وقد وجه عبد الحميد تلاميذه بعد ذلك لإصدار الكثير من الصحف، من أهمها “الشهاب” و”الإصلاح” و”البصائر” و”المنتقد”.
إسقاط استراتيجية التخويف
كان من أهم إنجازات صحافة الكفاح الوطني التي أنشأها ابن باديس أنها تمكنت من إسقاط استراتيجية التخويف التي تستخدمها السلطات الاستعمارية، فشجاعة القيادة القائمة على المبادئ -مثل قيادة الشيخ بن باديس- تملأ نفوس الشعوب قوة وصمودا وإصرارًا على تحقيق أهداف تبدو مستحيلة في واقع تمتلك فيه القوى الاستعمارية القوة الغاشمة وتستخدمها بقسوة ضد الشعوب.
ولقد حطمت جمعية “نهضة العلماء” الخوف من مدافع فرنسا وقنابلها في نفوس الجزائريين، وكان ذلك من أهم إنجازات صحافة الكفاح الوطني.
ولقد ألهمت كلمات الشيخ عبد الحميد بن باديس شعب الجزائر، حيث كان خطابه يتميز بالقوة، والشعوب تحتاج إلى ذلك الخطاب لتحقيق الأهداف الكبرى، فالخطاب الضعيف يدفع الشعوب للخضوع والخنوع والخوف والحرص على الحياة مهما كانت ذليلة.
محاربة الاستعمار الفرنسي
إلى جانب كون الشيخ ابن باديس أحد أشهر علماء عصره المتفانين في نشر العلم والمعرفة، وصناعة الوعي كان أيضًا مجاهداً سياسيًا ومناضلًا ضد الاستعمار الفرنسي .
حيث جاهر الشيخ بن باديس بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية.
وكان من المساهمين في إفشال فكرة اندماج الجزائر مع فرنسا التي خُدع بها كثير من الجزائريين. كما دعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
وكان دخوله في معركة مع الحاكم الفرنسي في عام 1933 أكبر دليل على مدى تأثيره على الشارع الجزائري. حيث تم اتهامه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي.
قاوم الاستعمار الفرنسي بنشر العلم ودافع عن حق الإناث بالتعليم
آثاره العلمية
في حياته لم يترك أية مؤلفات منشورة غير أنه ترك آثارًا كثيرة جمعها تلامذته في أعمال منشورة أهمها: تفسير ابن باديس طبعه أحمد بوشمال عام 1948، ثم طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر تحت عنوان “مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير” عام 1982، وطبعته مرة أخرى وزارة الشؤون الدينية بالجزائر تحت عنوان مجالس التذكير من حديث البشير النذير عام 1983.
كما ترك كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الذي طبعه تلميذه محمد الصالح رمضان سنة 1963، ثم على يد الشيخ محمد الحسن فضلاء في 1984. كما طبع كل من توفيق شاهين ومحمد الصالح رمضان كتاب رجال السلف ونساؤه عام 1966، ثم كتاب مبادئ الأصول الذي حققه ونشره الدكتور عمار طالبي سنة 1988.
وخلف آثارًا عديدة نشرت على شكل مقالات وخطب ومحاضرات وقصائد شعر في صحف بينها المنتقد، والشهاب، والنجاح، والشريعة المطهرة، والسنة المحمدية، والبصائر.
رحيل رائد النهضة
توفي عبد الحميد بن باديس مساء الثلاثاء 9 ربيع الأول 1359، الموافق 16 أبريل 1940 بمسقط رأسه قسنطينة، وحمل طلبة الجامع الأخضر جثمانه عصر اليوم التالي، وشيعوه في جنازة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص الذين توافدوا من كافة مناطق الجزائر.
مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة
يوم العلم الجزائري
ويحتفل الجزائريون كل عام في 16 أبريل بيوم العلم، تمجيداً لعلماء من أمثال ابن باديس أفنوا حياتهم في محاولة نشر العلم وانتشال الشباب الجزائري من محاولات فرنسا الدؤوبة لتجهيلهم.حيث يصادف هذا التاريخ ذكرى وفاة العلامة عبدالحميد بن باديس، أبرز علماء الجزائر. وقد تم اختيار هذا التاريخ عرفاناً بأثر الشيخ ابن باديس في مجال التعليم والكفاح والاستقلال في الجزائر.
من أقوال ابن باديس
حفظ التاريخ لنا الكثير من الجمل المأثورة للشيخ عبد الحميد ابن باديس والتي وعتها العقول والأفهام ونفشت في ذاكرة الأمة بأحرف من نور ومنها :
- شعب الجزائر مسلم ، وإلى العروبة ينتسب، ومن قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب.
- إذا علمت ولداً فقد علمت فرداً .. و إذا علمت بنتاً فقد علمت أمة.
- الجاهل يمكن أن تعلمه ، والجافي يمكن أن تهذبه ، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يتعذر أن تغرس في نفسه عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال.
- القَائدَ الَّذي يقول للأمَّة: (إنَّكِ مظلومَةٌ في حقوقِكِ، وإنَّني أريدُ إيصالَكِ إليها)، يجدُ منها ما لا يجدُ مَنْ يقول لها: (إنّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دينِك، وإنَّني أريدُ هِدايَتَك)، فذلك تُلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومُه مُعظمُها أو شطرُها.
- وهبنا الله القرآن العظيم فهجره كثيرٌ في الزّمان الطّويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقليّة القاطعة، فهجرْناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيّةٌ لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطّرائق الكلاميّة المعقَّدة، بإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعب أمْرَها للطلبة فضلاً عن العامّة.
- لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنما العلماء من الأمة بمثابة القلب اذا صلح صلح الجسد كله، و اذا فسد فسد الجسد كله. وصلاح المسلمين إنما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل، فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
- لن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه.
- إن أشرف حالة للإنسان، هي حالة انفراده بربه، وتوجه بكليته إليه وخلوص قلبه له وتعلقه به انما تحصل على أكملها لقارئ القرآن الكريم.
______________________________________________________________
مصادر ذات صلة:
- الشيخ عبد الحميد بن باديس ونموذج صحافة الكفاح الوطني ، الجزيرة نت ، https://bit.ly/32ifdTx
- عبد الحميد بن باديس ، شخصيات إسلامية ، الجزيرة نت ، https://bit.ly/3e9MS7w
- ابن باديس: الإسلام ديننا والعربية لغتنا ، إسلام أونلاين ، https://bit.ly/32nwhaO
- ماذا تعرف عن الشيخ الجزائري عبد الحميد بن باديس ، عربي بوست ، https://bit.ly/3mWcWqW
- عبد الحميد بن باديس.. عناوين جديدة حول سيرته وفكره ، العربي الجديد ، https://bit.ly/2QyXIvy
- ابن باديس.. مقاومة الاستعمار بالعلم وتحرير العقول ، قامات إسلامية ، https://bit.ly/3ajqVC2
- أقوال عبد الحميد بن باديس ، https://bit.ly/3mTLvOv
- درر من كلام العلامة عبد الحميد بن باديس ، https://bit.ly/2Q1743G
مصادر للاستزادة:
- عمار الطالبي ـ ابن باديس حياته وآثاره ـ الجزائر ـ 1388 هـ= 1968م.
- محمود قاسم ـ الإمام عبد الحميد بن باديس: الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1979م.
- محمد فتحي عثمان ـ عبد الحميد بن باديس: رائد الحركة الإسلامية في الجزائر المعاصرة ـ دار القلم ـ الكويت ـ 1407هـ= 1987م.
- أنور الجندي ـ الفكر والثقافة المعاصرة في شمال إفريقيا ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ القاهرة ـ 1385هـ= 1965م.
(المصدر: مجلة المجتمع)