طوبی للمرابطين
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ قال الإمام الأوزاعيّ: (أنت علی ثغرة من ثغور الإسلام فلا يؤتينّ من قبلك)! نعم أخي المسلم إنّ ثغور هذا الدّين التي تحتاج إلى من يسدّها متنوعة وكثيرة وفي مقدّمتها الثّغر الإعلاميّ وهذا الثّغر والحقّ يقال يحتاج إلى من يسدّه من الدّعاة المخلصين الصّادقين أولي العزم من الرّجال وأنت أخي في اللّه على ثغرة من ثغور الإسلام فلا يؤتينّ من قبلك والثّغرة: هي الثّلمة في أيّ شيء وهي موطن الضّعف من الحدّ فإيّاك يا عبد اللّه أن تكون سببا في تشويه صورة هذا الدّين أو أن تقصّر في الدّفاع عن حياض المسلمين قال الإمام الحسن البصريّ: (المسلمون على الإسلام بمنزلة الحصن فإذا أحدث المسلم حدثا فقد ثغر في الإسلام من قبله)! وإذا نكص من ثبّط فاثبت أنت أخي المرابط على الحقّ! أيّها الدّعاة والعلماء أنتم أمناء على دين اللّه فلا تقصّروا في الدّفاع عنه وأنت أخي الدّاعية الحبيب والمرابط اللّبيب حذار أن تقصّر في الرّدود علی دعاة التّغريب المناكيد ونحن معشر المسلمين على ثغر من ثغور هذا الدّين فحذار أن يؤتی الإسلام من قبل أيّ منّا يا عباد اللّه! وإنّنا والحقّ يقال إخوتي الرّجال وأخواتي ربّات الحجال بحاجة ماسّة في هذه الأيّام لكلّ من يحرس دين الإسلام واعلموا أنّ الرّزق والأجل هما بيد اللّه وحده عزّ وجلّ! (قد رشّحوك لأمر لو فطنت له: فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل)! وإن كانت غزوة أحد قد انتهت فإنّ مهمّة الرّماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد فطوبى للمدافعين عن هذا الدّين كلّ في مجال تخصّصه! طوبى للقابضين على الجمر في زمن التّحدّي الذين رفضوا الخضوع والانحناء لغير ربّ الأرض والسّماء وكلّما وهنوا قليلا تعزّوا بصوت خاتم الأنبياء ﷺ يناديهم عبر هذا الجدار الطّويل من السّنين: لا تبرحوا أماكنكم معشر الصّابرين وأجركم علی مولاكم ربّ العالمين!