مقالاتمقالات مختارة

صورة من واقع الصراع العلماني الإسلامي (حرب الحجاب)

صورة من واقع الصراع العلماني الإسلامي (حرب الحجاب)

بقلم صهيب مقداد

العلمانية الوباء الذي تفشى في دولنا الإسلامية وأحد أكبر بؤر هذا الوباء كانت في تركيا مهد السلاجقة وحاضرة العثمانيين وأرض سلاطين بني عثمان، تفشت بحيث أصبحت البلاد مرتع للمتطرفين العلمانيين الذين يسعون لمحوا الإسلام بأي ثمن كان، وأحد أطراف النزاع بين علمانيين تركيا وإسلامييها ما بعد سقوط الخلافة، هو الحجاب.

 

أعتبر العلمانيين الحجاب رمز للتخلف وعقبة في وجه علمنة الدولة فأصدرت الأحكام والقوانين لمحاربته ونزعه عن رؤوس المسلمات، ولنستعرض معن أبرز محطات الصراع في هذا الباب:

 

-في عام 1980 حدث انقلاب عسكري في تركيا، بعد الانقلاب العسكري مباشرة تمّ إصدار قانون “لوائح اللباس في المؤسسات العامة” الذي منع الحجاب في مؤسسات الدولة.(1)

 

-انقلاب 28 شباط/ فبراير 1997 الذي قام به الجيش التركي ضد الحكومة الإسلامية لحزب الرفاه، و مع هذا الانقلاب أُغلِق الحزب وأُجبِر رئيسه نجم الدين أربكان على الاستقالة من منصبه. وبدأ الجيش بالإغلاق التدريجي لمدارس الأئمة والخطباء والمدارس الدينية وطُبّق نظم التعليم الإلزامي على مدى ثماني سنوات. وقَبِل قرار في مجلس الأمن أنّ “الحجاب” هو تهديد لتركيا.(2)

 

الحجاب تهديد للأمن الوطني والقومي والتقدم يكون بخلع اللباس وبقدر ما تكشف من جسدك بقدر  ما ستشعر بالأمن والأمان، منطق غريب وتفكير عدائي يحمل ما فيه من محاربة ظاهرة للدين الإسلام وتعاليمه ومخالفة واضحة لأوامر الله بإعتبارها تهديد لأمنهم القومي والوطني!!

 

ضلت تركيا تقبع تحت تهديد سندانة التطرف العلماني لسنين طوال ومع محاولات عديدة لتحويل الأوضاع وتعديلها تتوجت المحاولات بوصول حزب العدالة والتنمية للسلطة لتبدأ العجلة بالدوران عكس ما أرادها مدعين التطور والحداثة  ودارت الجولات والنزالات في سنين عدة، وأبزر الجولات:

 

-29 يناير 2008 فاز حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بدعم حزب معارض لتعديل الحظر الدستوري على ارتداء الحجاب في الجامعات..قرار جعل حزب العدالة والتنمية في دائرة الإتهام والتهديد بحل الحزب وسجن قادته.

 

-17 أكتوبر 2010 أمر المجلس الاعلى للتعليم في تركيا جامعة اسطنبول وهي واحدة من أكبر الجامعات في البلاد بمنع المدرسين من طرد الطالبات اللائي لا تلتزمن بحظر الحجاب من الفصول الدراسية.

 

-8 أكتوبر 2013 ألغت تركيا الثلاثاء حظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة ما عدا القضاء والجيش ، منهية بذلك حظرا دام نحو 90 عاما

 

-27 أغسطس 2016 قررت الحكومة التركيا السماح للشرطيات بارتداء الحجاب الإسلامي تحت غطاء الرأس الرسمي، على أن يكون من نفس لون البدلة الرسمية وألا يحتوي على أي نقوش

 

-2017 إلغاء الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في صفوف المجندات في الجيش وطالبات المدارس العسكري.

 

وكما أن لكل نضال رموز نضالية، برزت العديد من رموز النضال من أجل حجاب المرأة وكرامتها كمسلمة، وبقي نور الإيمان حاضرًا في قلوب المسلمات يأبى أن ينطفئ، مثّلت صفاء مروة قاوقجي فصل من فصول هذا النضال.

صفاء مروة قاوقجي: تم انتخابها عضواً في البرلمان عن مدينة إسطنبول عام 1999، وبعدها رفض الرئيس التركي حينذاك سليمان ديمريل دخولها البرلمان والحُجة كانت “حجابها” ومما دفع الدولة المتحضرة لسحب الجنسية من مروة قاوقجي وملاحقتها في عرض البلاد وطولها، لأن الحجاب يخالف مبادئ الدولة ودستورها.

مروة قاوقجي انضمت إلى حزب الرفاه، وبعده حزب الفضيلة، وبعد سحب جنسيتها حرمت من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات، صنفت ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية مؤثرة، ألفت العديد من الكتب، وأعيدت إليها الجنسية التركيا في عام 2017، بقرار من مجلس الوزراء التركي.

 

لا يختلف عاقلان أن المسار التركي يتجه نحو الأفضل وأن ما وصلت له تركيا لم يكن سهلًا وهينًا، وقد أدقن حزب أردوغان اللعب ووصل إلى ما لم يستطع الوصول إليه من كان قبله من الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، والتصريحات التركيا أصبحت أكثر جرأة وأكثر جدية، وفي حادثة وقعت عام 2019 في العام الماضي، أقصى ما استطاع فعله أعداء الحجاب هو الهجوم اللفظي على أحد النواب، بعد أن كان يتم طرد المحجبة ومعاقبتها، ليصرح الرئيس التركي: لا صمت بعد الآن، ولن نسكت عن مسؤولي حزب الشعب الجمهوري الذين يتصرفون بوقاحة.

والذي ذكّرهم أيضًا بمروة القاوقجي قائلا: عاملوا أمس نائب لنا في البرلمان التركي بطريقة غير أخلاقية”، مذكرا بطرد النائب مروة قاوقجي من البرلمان التركي عام 1999 من قبل.(3)

 

بعد أن كانت الدولة هي التي تحارب الحجاب، أصبحت الدولة وهي تدعم الحجاب والمحجبات وتسعى لإسترداد حقوقهن المسلوبة وأن يتم معاملتهن على أفضل وجه دون تطرف أو عنصرية، وبعد أن كان القانون يعاقب على إرتداء الحجاب، أصبحت تركيا وهي تعاقب من يتعدى على المحجبات بالقول أو اللفظ، في تغيّر جذري واضح مرت فيه البلاد، وتهديد الأحزاب الإسلامية وإرهابها بحلها وسجن قادتها وملاحقتهم في كل واد.

 

المصادر:

 

1-ترك برس،  حكاية الحجاب في تركيا من البارحة إلى اليوم.

2-نفس المصدر السابق.

3-TR وكالة أنباء تركيا،  رقية مصطفى، أردوغان: لا صمت بعد اليوم عن أي وقاحة ضد المحجبات في البرلمان.

(المصدر: موقع البوصلة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى