“صفقة القرن”.. تخاذل وتواطؤ عربي وإسلامي
إعداد محمود عباسي
لم تسجل غالبية الدول العربية موقفا واضحا وصارما من “صفقة القرن”، فيما مر حدث الإعلان عنها على الكثير من الدول العربية كأن الأمر لا يخصها من قريب أو من بعيد.
وشكل أول مواقف التخاذل العربي حضور سفراء 3 دول عربية للمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإعلان عن خطته للسلام المسماة بـ”صفقة القرن”، والتصفيق له ولرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو و لـ”صفقة القرن”.
لم يتوقف موقف الإمارات عند المشاركة، بل شارك سفير الإمارات بواشنطن يوسف العتيبي في بيان بعد وقت قصير من الإعلان الأمريكي “أن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي”.
وأعلن العتيبي في تغريدته “تقدير الإمارات لجهود الولايات المتحدة المستمرة للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
مصر والسعودية: نثمن الجهود الأمريكية
من جانبها، ثمنت المملكة السعودية في بيان لها “الجهود” التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب “لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وقال البيان “نشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية،ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات”.
كما دعمت مصر عبر بيان لزارة خارجتيها الجهود الأمريكية وطالبت الطرفيين المعنيين بدراسة الرؤية الأمريكية بشكل متأنٍ لتحقيق السلام، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية”.
مواقف حذرة
من جانبها، رحبت دولة قطر “بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأعربت على صفحتها الرسمية في ” تويتر”، “عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
كما حذرت المملكة الأردنية عبر بيان لوزير خارجتيها أيمن الصفدي من “التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات، وانتهاك المقدسات في القدس”.
وأكد الصفدي على أن “حل الدولتين يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم”.
مواقف صارمة
على الطرف الآخر، فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، على أن “خطة ترامب غير مقبولة وأنها لا تخدم السلام ولن تجلب الحل”، معتبرا أن “(صفقة القرن) خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين وإضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي”.
وكانت أنقرة أول من أصدر موقفا واضحا ورافضا لـ”صفقة القرن”، في بيان لوزارة خارجيتها بعد دقائق من الإعلان الإمريكي.
وأكد البيان أن “الخطة ولدت ميتة، وأن الهدف منها قتل حل الدولتين، وسرقة الأراضي الفلسطينية”
من جانبها، قالت إيران في تصريح صحفي لوزارة خارجيتها، إن “خطة العار التي فرضها الأميركيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل”، مبدية استعدادها لوضع الخلافات جانبا والتعاون الحثيث مع كل دول المنطقة لمواجهة “مؤامرة ترامب”، كما وصفتها.
ومن لبنان تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، اتصالاً هاتفيا من الرئيس اللبناني ميشال عون.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إلى أن “عون أكد على دعم لبنان الكامل للحقوق الفلسطينية المشروعة في مواجهة المخاطر المحدقة بها”، قائلا: “نحن معكم وإلى جانبكم في أي موقف تتخذونه لحماية حقوقكم”.
التعاون الإسلامي
من جهتها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم، أن “أساس حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لابد أن يكون بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
وجدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان له “التزام المنظمة المبدئي ودعمها الثابت للجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، بما يؤدي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة، والوصول إلى سلام عادل وشامل”.
صمت خجول
فيما سجلت العشرات من الدول العربية الإسلامية موقفا من الصمت الخجول، دون اتخاذ موقف واضح من الإعلان الأمريكي من صفقة القرن.
ومساء الثلاثاء، عقد ترامب مؤتمر صحفيا للإعلان عن ما يسمى بـ”صفقة القرن” في البيت الأبيض، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو، وسفراء كل من عمان والبحرين والإمارات في أمريكا.
(المصدر: وكالة أنباء تركيا)