بقلم رضوان الأخرس
صفقة التضليل أم صفقة القرن!
أصبح مصطلح صفقة القرن مادة دسمة للبحث والدراسة والكتابة في الوطن العربي، دون أن تتكشف تفاصيلها وحيثياتها للناس، وانقسم الباحثون حولها بين مشكك فيها ومقر لها.
غير أنني أعتقد أننا أمام «صفقتين» إحداهما معلنة اسماً، ويتم التخويف منها والتلويح بها لجعلها عنواناً يجذب الانتباه بعيداً عما يجري فعلياً على الأرض، وصفقة أخرى تجري على قدم وساق، ومن ملامحها تسارع عمليات التهويد والاستيطان في القدس والضفة وتقليصات «الأونروا».
بعيداً عن الجدلية المتعلقة بمصطلح «الصفقة» إلا أن غرينبلات، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، كان واضحاً في حديثه خلال لقاء جمعه بقناصل دول أوروبية معتمدين في القدس المحتلة قبل أسابيع، حين قال: «الخطة الأميركية الجاري إعدادها تشمل الإقليم، والفلسطينيون أحد أطرافها، لكنهم ليسوا الطرف المقرر فيها».
أي أن الخطة، حسب غرينبلات، أو الصفقة، تحوي في طياتها دولاً عديدة، والفلسطينيون هم الحلقة الأضعف فيها، وهذا ما يفسر ضعف الرد العربي على إعلان ترمب بشأن القدس، ومن ثم قراره بنقل السفارة إليها، فنحن لسنا أمام حالة ضعف فقط، بل تواطؤ مع تصاعد الحديث عن موجة تطبيع سياسي قادمة.
ومن كلام غرينبلات، نفهم أن إدارة ترمب عازمة على تصفية القضية الفلسطينية أو بعض ملفاتها الرئيسية على الأقل، ومن ذلك حديثه عن نيتهم إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ويعترف بأن «تسوية» القضية وسيلة لبناء تحالفات مع العرب تكون «إسرائيل» جزءاً منها.
لم يصدر حتى اللحظة من طرف الاحتلال الصهيوني، موقف رسمي متعلقٌ بـ «صفقة القرن»، وهذا ديدن الصهاينة، فلن يقروا من هذه الخطط والمشاريع الدولية التصفوية إلا ما يفيد مشروعهم الاستيطاني التوسعي، ويتهربون من أي استحقاق قد يدفعهم للاعتراف، ولو شكلياً، بحق للفلسطينيين مهما كان بسيطاً أو مجتزءاً، بينما يريدون المزيد من الشرعنة العالمية لظلمهم وعدوانهم، وإلى الآن لم يرسموا حدود دولتهم المزعومة.
غزة تأخذ حيزاً كبيراً من الشائعات المتعلقة بالصفقة، وأعتقد أن هذا عمل تضليلي على أهمية ومكانة غزة، إلا أنها لا تمثل سوى 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية، إلا أن الخشية ليست من مساحتها، ولكن من قدرتها على إفساد هذه المخططات وتعكير مساراتها، وأعتقد أنها ليست محور الصفقة إلا من حيث الخشية، والتركيز الصهيوني حالياً هو على ابتلاع ما تبقى من القدس والضفة، وربما ما يجري من حديث حولها وحول دولة فلسطينية في سيناء وغزة هو حالياً الجزء التضليلي من الصفقة، وقد يكون جزءاً منها، لكن ربما الجزء الأخير من سلسلة أجزاء بدأت، وقد لا يتم لأن التعقيدات المتعلقة به كثيرة.
والصفقة الحقيقية تجري الآن في العلن والخفاء في القدس والضفة، حيث تسارع التهويد والاستيطان، وفي العواصم العربية حيث التحضير لمشاريع التطبيع المختلفة، ويجري عن قصد إشغال غزة وساستها وقادتها ونخبها في أزماتها الداخلية القديمة المتجددة، وفي انتظار الصفقة من ناحية سيناء، بينما هي أو مشاريع التصفية بدأت من القدس قبل شهور.
«البروباغندا» المتعلقة بهذه الصفقة وجعلها محوراً منتظراً، يقصد منها الترهيب وتمرير المشاريع التصفوية بهدوء، فليس من المعقول أن ترسم الدول تفاصيل خططها على الهواء، حتى تقرر بعد ذلك آليات مواجهتها!، ومواجهة المشاريع التصفوية لا تكون أيضاً على الهواء، بل على الأرض يا حكومات ويا حركات ويا «زعامات» هذه الأمة، أم أن البعض يريد مواجهة مصطلح «الصفقة» ولا يريد مواجهة الصفقة أو التصفية، كنوعٍ آخر من التضليل أو الشراكة!
غير أنني أعتقد أننا أمام «صفقتين» إحداهما معلنة اسماً، ويتم التخويف منها والتلويح بها لجعلها عنواناً يجذب الانتباه بعيداً عما يجري فعلياً على الأرض، وصفقة أخرى تجري على قدم وساق، ومن ملامحها تسارع عمليات التهويد والاستيطان في القدس والضفة وتقليصات «الأونروا».
بعيداً عن الجدلية المتعلقة بمصطلح «الصفقة» إلا أن غرينبلات، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، كان واضحاً في حديثه خلال لقاء جمعه بقناصل دول أوروبية معتمدين في القدس المحتلة قبل أسابيع، حين قال: «الخطة الأميركية الجاري إعدادها تشمل الإقليم، والفلسطينيون أحد أطرافها، لكنهم ليسوا الطرف المقرر فيها».
أي أن الخطة، حسب غرينبلات، أو الصفقة، تحوي في طياتها دولاً عديدة، والفلسطينيون هم الحلقة الأضعف فيها، وهذا ما يفسر ضعف الرد العربي على إعلان ترمب بشأن القدس، ومن ثم قراره بنقل السفارة إليها، فنحن لسنا أمام حالة ضعف فقط، بل تواطؤ مع تصاعد الحديث عن موجة تطبيع سياسي قادمة.
ومن كلام غرينبلات، نفهم أن إدارة ترمب عازمة على تصفية القضية الفلسطينية أو بعض ملفاتها الرئيسية على الأقل، ومن ذلك حديثه عن نيتهم إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ويعترف بأن «تسوية» القضية وسيلة لبناء تحالفات مع العرب تكون «إسرائيل» جزءاً منها.
لم يصدر حتى اللحظة من طرف الاحتلال الصهيوني، موقف رسمي متعلقٌ بـ «صفقة القرن»، وهذا ديدن الصهاينة، فلن يقروا من هذه الخطط والمشاريع الدولية التصفوية إلا ما يفيد مشروعهم الاستيطاني التوسعي، ويتهربون من أي استحقاق قد يدفعهم للاعتراف، ولو شكلياً، بحق للفلسطينيين مهما كان بسيطاً أو مجتزءاً، بينما يريدون المزيد من الشرعنة العالمية لظلمهم وعدوانهم، وإلى الآن لم يرسموا حدود دولتهم المزعومة.
غزة تأخذ حيزاً كبيراً من الشائعات المتعلقة بالصفقة، وأعتقد أن هذا عمل تضليلي على أهمية ومكانة غزة، إلا أنها لا تمثل سوى 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية، إلا أن الخشية ليست من مساحتها، ولكن من قدرتها على إفساد هذه المخططات وتعكير مساراتها، وأعتقد أنها ليست محور الصفقة إلا من حيث الخشية، والتركيز الصهيوني حالياً هو على ابتلاع ما تبقى من القدس والضفة، وربما ما يجري من حديث حولها وحول دولة فلسطينية في سيناء وغزة هو حالياً الجزء التضليلي من الصفقة، وقد يكون جزءاً منها، لكن ربما الجزء الأخير من سلسلة أجزاء بدأت، وقد لا يتم لأن التعقيدات المتعلقة به كثيرة.
والصفقة الحقيقية تجري الآن في العلن والخفاء في القدس والضفة، حيث تسارع التهويد والاستيطان، وفي العواصم العربية حيث التحضير لمشاريع التطبيع المختلفة، ويجري عن قصد إشغال غزة وساستها وقادتها ونخبها في أزماتها الداخلية القديمة المتجددة، وفي انتظار الصفقة من ناحية سيناء، بينما هي أو مشاريع التصفية بدأت من القدس قبل شهور.
«البروباغندا» المتعلقة بهذه الصفقة وجعلها محوراً منتظراً، يقصد منها الترهيب وتمرير المشاريع التصفوية بهدوء، فليس من المعقول أن ترسم الدول تفاصيل خططها على الهواء، حتى تقرر بعد ذلك آليات مواجهتها!، ومواجهة المشاريع التصفوية لا تكون أيضاً على الهواء، بل على الأرض يا حكومات ويا حركات ويا «زعامات» هذه الأمة، أم أن البعض يريد مواجهة مصطلح «الصفقة» ولا يريد مواجهة الصفقة أو التصفية، كنوعٍ آخر من التضليل أو الشراكة!
(المصدر: مجلة العرب الالكترونية)