مقالاتمقالات مختارة

صفعة القرن!!

صفعة القرن!!

بقلم د. عبد العزيز كامل

بعدما انتهت الانتخابات الأمريكية بإعلان فوز (دونالد ترامب) أعلن ذلك الشيطان الأشقر بعدها بأيام أنه سيطارد الإسلاميين الذين وصفهم بالإرهابيين في كل مكان بالكرة الأرضية! ظنا من ذلك الحقير أنه صار على كل شيء قدير؛ لكن ذلك الطاغية أصبح اليوم مطاردًا بفضائحه وخياناته وجناياته، على مرأى ومسمع الجميع في جميع أرجاء تلك الكرة الأرضية ، حتى انقلب عليه أقرب مقربيه ، حتى محاميه العام ومستشاره الخاص، وابتزته نساء الليل في وضح النهار، وصار ضده أكثر أعضاء حزبه من الأفيال الجمهوريين، وثار كل أعضاء حزب الحمير الديمقراطيين، الذين تبين لهم أنه باع الديمقراطية الغربية الأمريكية لحساب الديكتاتورية الشرقية  الروسية..

الجَلَبَة العالمية المتزايدة المتصاعدة المصاحبة لمشاهد سقوط أو إسقاط تمثال الحرية الزائفة في أمريكا؛ ممثلا في رئيسها الأعتى والأغبى (دونالد ترامب) لا ينبغي أن تصرفنا تفاصيلها عما يختبئ وراءها من تداعيات كارثية على الولايات المتحدة الصهيونية، التي يتفاخر رئيسها بأنه أشجع رؤساء أمريكا، لتمكنه من إعلان القدس عاصمة للمغتصبين، تاركا شعب فلسطين بلا دولة ولا عاصمة ولا جيش ولا حقوق ولا حدود، بل تحت الهيمنة المطلقة لليهود، مع إصراره على إسباغ الشرعية الدولية على تلك الجريمة العالمية تحت اسم (صفقة القرن)..!

أكثر ما يفرحنا بورطات راعي البقر الأمريكي؛ أن بقية رعيته في العالم -عربًا وعجمًا-  ستصيبها لعنات وتداعيات تلك الورطات، لأنها متنوعة الوجوه متعددة الأطراف؛ فتهديده بافتقار أمريكا حال سقوطه؛ واحتمالات لجوئه إلى مغامرات خارجية للتغطية على فضائحه الداخلية، مع تعثره في سوريا؛ وإفلاسه في العراق، وارتباكه مع كوريا وتركيا؛ وتخبطه السياسي بشأن إيران وأفغانستان واليمن؛ وتفكك علاقاته مع كثير من شركائه الأوربيين.. وتراجعه الاقتصادي مع الصين؛ كل ذلك وغيره سيخلخل العديد من الأبنية المتداعية أصلا في النظام الدولي، وسوف يسجل التاريخ أن سقوط الفيل الهائج من فوق البيت الأبيض هاربًا؛ سوف يكون يومه أسود وأسوأ من يوم دخوله من النوافذ الخلفية متسربًا..

الوقائع والتوقعات -فضلا عن التمنيات والدعوات- تتجه إلى الرجاء في أن من اخترعوا وروجوا  للعبة الماكرة المسماة بـ(صفقة القرن) لإذلال أمتنا، سيتحول بهم ومنهم ومعهم هذا المكر من لُعبة إلى لَعنة.. ومن صفقة إلى صفعة..

{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}  (فاطر/43)

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى