صعوبات التربية داخل البيت المعاصر
بقلم د. ليلى بلخير
من أهم صعوبات التربية داخل البيت المعاصر أننا نرغب في تنشئة قوم على ذوقنا وشخصيتنا بالمقاسات الدقيقة ، ولو عجزنا في ذلك مع مر السنوات ، ننصب المشانق لأولادنا وهم في هيئة الرجال والنساء ونضعف من ثقتهم في ذواتهم لتمرير خطاب الكراهية والازدراء بكل الصور والألوان لا لشيء فقط لأنهم ليسوا مثلنا ولم يتحملوا مثلما تحملنا نحن.
هم أكبادنا ونبتوا في أكبادنا ، كل ما فيهم منا وفينا ، كيف نؤمن بتطور الوسائل ولا نجرب وسائل جديدة معهم؟
نحكم عليهم بالفشل والضياع ولا نمد لهم يداً أبداً ، أو نحاول توريث لهم خبراتنا ليطرقوا بشغف سبل الفلاح ، ولا نحاول تدريبهم على الضرب في الأرض ، أو تحسيسهم بأن الحياة أمل رغم النيران والوباء والحجر والاكتئاب مع وسائل التكنولوجيا.
حقا إنه من التعسف أن نجعل من أولادنا نسخة مكررة عنّا حتى نرضى عنهم وعن أدائهم ، والأكثر قسوة أن نحاسبهم على أوجاع ومحن واجهناها نحن بحكم الزمن الذي عشنا فيه.
لو نسأل أنفسنا بصدق لو نحن في مثل سنهم ونواجه ما هم فيه من ملهيات وفتن وأوجاع ومحن ما كان حالنا ومآلنا؟ طبعا لكان الذهول والدهشة والاحباط والانتكاس.
مصابنا إن لم نجد منقذا هناك فقط نتفهمهم ونقدرهم ، ونتوقف عن مطالبتهم بمواجهة طواحين هواء في صيغة محن من صنع أيدينا وفي مخيلتنا القديمة.. حقا لكل زمن صعوباته ومحنه وأوجاعه.
فلنربي هذا الجيل وفق متغيرات هذا الزمن حتى نجد في زمن ما من يواصل التربية وغرس القيم.
فلنحاول تثبيت أقدامهم على السكة وتعليمهم فنون السير ومهارات القيادة ، هذا واجبنا الحقيقي إن نجحنا فبتوفيق من الله ولو فشلنا فالله مطلع خبير وهو يهدي السبيل لكل راغب ملحاح لا يعرف اليأس ولا التراجع.
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين