صدر حديثاً عن (منتدى العلماء) كتاب (حالة التصهين العربي .. واقع الانتهاك ومآلات التغيير .. دراسة فكرية شرعية)
الكتاب من تأليف أ. الباحثة سهام داوي، ومراجعة فضيلة الشيخ د. سعيد بن ناصر الغامدي -الأمين العام لمنتدى العلماء-، وتحكيم فضيلة الشيخ د. وصفي عاشور أبو زيد -عضو المجلس الاستشاري لمنتدى العلماء-.
وقد جاء الكتاب في 432 صفحة من القطع المتوسط، وجاء البحث في مقدمة وتمهيد، وأربعة أبواب، كل باب يحتوي على فصول ومباحث، وخاتمة..
الباب الأول: حالة التصهين العربي: مفهومها، مراحلها، ووسائلها.
الباب الثاني: شبهات دعاة التصهين.
الباب الثالث: مآلات التصهين العربي.
والباب الرابع: مقاومة التصهين العربي.
ملخص الكتاب:
تحدثت المقدمة عن أسباب دراسة الموضوع وأهميته، وأسئلته وفرضياته، وتوزيع أبوابه وفصوله ومباحثه، واستعرضت الدراسات السابقة،
أما التمهيد فقد احتوى معلوماتٍ حول جذورِ الحركةِ الصهيونيةِ، وعلاقتِها بالدّيانةِ اليهوديةِ، وبالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، وما قادت إليه هذه الحركةُ الغاصبةُ من مجازرَ في حقِّ الشعبِ الفلسطيني، إلى جانب ما تسعى لتحقيقِه من مخططاتٍ مستقبليةٍ مستعرضًا تاريخِ مخططاتهم من خلال الجهود التي بذلها هرتزل لإقامةِ دولتِهم باستمالةِ أوربا والحصولِ على موافقتها، والدولة العثمانية، مُبينًا أسسَ الصهيونية، وعلاقةَ الصهيونية باليهودية والمحافظين الجدد، وعدوانها ضد المسلمين، ومجازرها في فلسطين، مُوثِّقا كلامَه في هذا كله من مراجعَ تاريخيةٍ أساسية.
وأما الباب الأول، فتحدث عن التصهين العربي في فصول: من حيث مفهومه، ومسيرته: مظاهرها ومؤشراتها، ومراحله ورموزه، ووسائل صهينة العرب.
وقد قام الباحث في هذا الباب في فصله الأول بتعريف التصهين العربي من خلال من كتبوا عنه ثم بين رأيه، وذكر اتجاهات التصهين العربي الثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية، ثم بين المفاهيم المتعلقة بالتهصين مثل: التطبيع والسلام والعمالة والطابور الخامس ، مبينًا تعريف كل مصطلح ووجه الصلة أو العلاقة بينه وبين التصهين.
وفي الفصل الثاني كان الحديث عن مسيرة التصهين العربي، وتناول المظاهر والمؤشرات، ففي المسيرة بين الفصل أنها بدأت بالاتصالات البريطانية بمتصهيني العرب وعلى رأسهم الشريف حسين الذي كان يتطلع لتوسيع أطماعه واتساع دائرة حكمه، فأطمعته في ذلك مقابل أن يقاتل معهم الجيش التركي، وأبرم معه اتفاقية بذلك في صيف 1923م، وأخلت بريطانيا بهذه الاتفاقية التي أورد البحث نصها، وسحبت البساط من تحت قدمي حسين، وشاركت فرنسا في توسيع أطماعهما، ثم أبدى الأمير فيصل بسذاجة تجاوبه مع مطالب اليهود بإقامة حكومة لهم في فلسطين مع الحفاظ على المصالح العربية، ثم كان لقاء بينه وبين لورانس العرب الذي عينته بريطانيا نستشارا في وزارة الخارجية للشئون العربية، والذي كان مقربا من فيصل، ورغم التحفظ الشفهي الذي أبداه الأخير فإن لورانس قد تمسك بنص الاتفاقية التي نشرت بشكل رسمي تقتضي التمثيل الرسمي بين العرب والصهاينة، وتطورت الأمور لللأسوأ مع الأمير فيصل، ثم مع الملك عبد الله بن حسين في الأردن، وهكذا يستعرض البحث مسيرة هذا التصهين بإيراد إرهاصات التعاطي العربي مع الكيان الصهيوني وبخاصة مع الملك عبد الله، وإعطائه الصهاينة كل ما لا يحق له التصرف فيه، وتعهد له الصهاينة بالبقاء على العرش وبالدعم المستمر، وذكر البحث ما قام به الحسين بن طلال من اتصالات سرية كانت في مجملها تميكنا للصهاينة بالحث في سبل التعاون المشترك وإبرام الاتفاقيات والسلام معهم!! ولم تكن مصر بأقل من الأردن في هذه الاتصالات السرية منذ عهد عبد الناصر وعصر السادات التي توجت باتفاقية السلام 1979م.
أما المظاهر والمؤشرات لحالة التصهين العربي فقد بين البحث المظاهر السياسية وأبرزها الاعتراف المعلن بالكيان الصهيوني الذي لاقى معارضة شرعية كبيرة من كبار علماء المسلمين، وبين المظاهر الاقتصادية من خلال تحكم الصهاينة في الاقتصاد وتملك البنوك والشركات، كما اخترقت البضائع الصهيونية بلاد العرب إثر اتفاقية السلام موردًا تقارير رسمية مؤكدة لذلك وموضحة لمداه وآفاقه، ثم بين البحث المظاهر الثقافية والاجتماعية من خلال الانفتاح الإعلامي على إسرائيل، والتبادل الفني وإقامة المهرجانات المختلطة، والتطبيع الرياضي.
وفي الفصل الثالث من هذا الباب رصد البحث مراحل تطور التصهين العربي وأبرز شخصياته، وذكر أن مراحل تطور التصهين كانت في ثلاث، هي: من اتفاقية كامب ديفيد إلى اغتيال السادات، ثم من اتفاقية أوسلو حتى احتلال العراق 2003م، ثم المرحلة الثالثة من احتلال العراق إلى يومنا هذا، ونحن الآن في نهاية المرحلة الثالثة التي بدأت نهايتها بتولي ترامب حيث شهدت المنطقة العربية حالة هرولة للتطبيع مع الصهاينة لم تشهد لها العرب مثيلا من قبل! وفي الجزء الثاني من هذا الفصل رصد البحث أهم شخصيات التصهين العربي، ومنها رموز العلم والفكر مثل: أحمد زويل، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور، وسعد الدين إبراهيم، والمؤرخ عبد العظيم رمضان.. وغيرهم من مثقفي مصر وأدبائها ممّن تخلّوا عن القضية الفلسطينية، وفلسفوا التطبيع تحت غطاء التعايش السلمي، ومنها رموز سياسية، مثل: العائلة الهاشمية المالكة، وأنور السادات، وعمرو موسى، وأسامة الباز، وعمر سليمان، وصفوت الشريف، ومصطفى خليل، وفاروق حسني، وزاهي حواس، وعبد الفتاح السيسي الذي يعتبر الراعي الرسمي الآن للمصالح الصهيونية. ثم ملك البحرين حمد بن عييسى آل خليفة، ثم حكام السعودية وبخاصة الأمير محمد بن سلمان، وحكام الإمارات، وأخيرا الزيارات الصهيونية لسلطنة عمان وغيرها.
وفي الفصل الرابع من هذا الباب تناول البحث وسائل صهينة العرب، وقسم الفصل إلى وسائل فكرية، ووسائل إعلامية؛ ففي الوسائل الفكرية من خلال استقطاب الرموز الفكرية وتجنيدها للتعاطف مع الفكرة الصهيونية وذلك من خلال المحافل الماسونية التي نشأت بأوربا ثم تسللت إلى المجتمعات العربية، والاحتواء الأدبي والثقافي من خلال إقامة المراكز الأكاديمية، ومركز البحوث الأمريكي بالقاهرة، وهيئة المعونة الأمريكية، ثم استدراج العلماء والمفكرين العرب بمختلف وسائل الاستدراج والإغراء. ثم الترجمة من العبرية وإليها كتبا مهمة تصب في خدمة أهداف الصهيونية. ثم التغلغل في عالم الفن واعتراف الفنانين بإسرائيل وإقامة بعض الأعمال الفنية على أرض فلسطين المحتلة، والتعامل الرسمي بين إسرائيل والفنانين لدرجة الاستعانة بإسرائيليين في محال الفن. ثم التدخل في المناهج التعليمية بما يعزز وجود دولة الصهاينة وإقامة العلاقات المختلفة بين الصهاينة والعرب .. كل هذه وسائل فكرية سعى الصهاينة لصهينة العرب من خلالها.. أما الوسائل الإعلامية فقد تمثلت في تبادل الزيارات بين الصهاينة والإغلاميين العرب، والترويج الإعلامي للصهاينة في بلاد العرب، والتطبيع الرقمي مع الكيان الصهيوني..
أما الباب الثاني فقد خصصه الباحث للحديث عن شبهات دعاة التصهين، وجاء في أربعة فصول: الأول: الشبهات الدينية لدعاة التصهين، والثاني: الشبهات السياسية والاقتصادية لدعاة التصهين، والثالث: الشبهات القانونية لدعاة التصهين، والرابع: الشبهات الاجتماعية لدعاة التصهين.
ففي الشبهات الدينية استعرض البحث عددا من الشبهات، هي: شبهات علاقة الإسلام باليهودية بما فيها من وحدة الأديان واقتباس الإسلام عن اليهودية، وشبهات دعوة القرآن للسلم وجواز التعامل مع الكفار بما فيها من دعوة القرآن للسلم وجواز معاملة الكفار، وشبهة مصالحة الرسول صلى الله عليه وسلم للكفار واليهود بما في ذلك من صلح الحديبية وصلح النبي لليهود، وشبهة مراعاة مصلحة المسلمين واحترام قرارات الأمم المتحدة.
وفي الشبهات السياسية والاقتصادية لدعاة التصهين العربي عرض البحث للشبهات السياسية، ومنها: عزو مناهضة الصهيونية للولاء للدولة العثمانية، وادّعاء إلزامية اتفاقيات السلام وصعوبة الحياد عنها، كما عرض للشبهات الاقتصادية، ومنها: الاستفادة من قوة الاقتصاد الإسرائيلي، والانتفاع من التصدير لإسرائيل.
وفي الشبهات القانونية لدعاة التصهين العربي ذكر البحث شبهتين، هما: شبهة قانونية التواجد الصهيوني على أرض فلسطين بما في ذلك وعد بلفور والانتداب وقرار التقسيم، وشبهة قانونية الصلح مع الصهاينة وإلزاميته بما فيه توضيح معنى المعاهدات والفرق بين الهدنة والصلح وتسويغ الخروقات الصهيونية من اغتيالات وغيرها.
وفي كل شبهة من هذه الشبهات يضعها الباحث أمام الردود القاطعة والبراهين الساطعة والبيانات الشافية التي لا تصمد معها هذه الشبهات – كما يقول الباحث – مع أوّل مواجهة مع الشرع، والعقل، ناهيك عن الواقع الذي يشهد بخلاف ما يدّعون، ويفضح زيف ما يدلّسون، ويقدّم الحقائق التي عنها يغرضون.
وينتهي الباحث في نهاية هذا الباب إلى نتيجة على درجة من الأهمية والشمول بخصوص هذه الشبهات المسوّغة للارتماء في أحضان الصهيونية، ونجد أنفسنا بإزاء الأسباب الحقيقية للتصهين العربي، سواء منها ما كان من صميم الشخصية الانهزامية، بما ينطلي عليها من شبهات، أو ما كان من إملاءات النفوس الماكرة المغطية على بيعها للذمم والأعراض، في سبيل مصالح خاصة، وولاءات ما أنزل الله بها من سلطان، فإنما كان ما كان من هؤلاء العرب من التصهين السري والمعلن، والترويج له لأسباب منها: ضعف الوازع الديني في نفوس كثير من المسلمين، وفهمهم الخاطئ لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالخصوص لطبيعة علاقته مع اليهود، والغفلة الشديدة عن الخطر المحدق بالأمة، واغترار المسئولين العرب بالوعود الصهيونية المادية، والالتزامات الكاذبة، وقلة الجهود المادية والفكرية والتوعوية بقضية فلسطين وأحقية العرب والمسلمين بها، وتفرق قيادات العرب وسياساتهم المترددة المتخاذلة.
أما الباب الثـالث فقد جاء بعنوان: “مــآلات التصهين العربي”، وتوزعت مادته على ثلاثة فصول هي: الفصل الأول: المآلات السياسية والاقتصادية، والفصل الثاني: المآلات العسكرية، والفصل الثالث: المآلات الاجتماعية.
ففي المآلات السياسية والاقتصادية للتصهين العربي تحدث عن المآلات السياسية ومنها: الاعتراف بالكيان كدولة كاملة الحقوق، والتحالفات العربية – الإسرائيلية، وتقسيم العالم الإسلامي وإثارة الفوضى بين مكوناته، وتحدث عن المآلات الاقتصادية للتصهين العربي، وهي: توسّع الأطماع الصهيونية في خيرات المنطقة، واحتكار “إسرائيل” لاقتصاديات المنطقة.
أما المآلات العسكرية للتصهين العربي فقد ذكر الباحث مآلين خطيرين، هما: الاستقواء العسكري الصهيوني وإضعاف جانب العرب بما فيه التسلح الصهيوني والتحالف السياسي والعسكري مع اليهود، ووقوف القوة العربية إلى جانب القوة الصهيونية بما فيه القتال في صفوفهم، والتجسس على العرب لصالحهم وهو ما يقتضي عمالة أفراد وعمالة دول، والتهوين الإعلامي من شأن الاعتداءات الصهيونية.
وأما الفصل الثالث والأخير فقد جاء عن المآلات الاجتماعية للتصهين العربي، وتضمن ثلاثة مباحث، هي: إضعاف علاقة العرب بالدين بما احتواه من استبعاد الدين من المناهج الدراسية والذوبان الثقافي، ونزع الحواجز وإذابة خصوصية الانتماء بما في ذلك من غرس فكرة التقبل للتعامل مع الكيان الصهيوني والترويج الإعلامي للسياسة الصهيونية، والاختراق الرياضي الإسرائيلي للعرب بما تضمنه من استمالة الجماهير الرياضية واختراق الأندية والمؤسسات الرياضية موردا بعض الشبهات للمتصهينين العرب في المجال الرياضي مع الرد عليها.
وقد حرص الباحث في هذا الباب أن يبين مدى خطورة كل مآلات من هذه المآلات، سواء المآلات الكبيرة الرئيسة أو ما تفرع عنها من مآلات ومظاهر مدللا على كل ذلك بمواقف وحوادث ومقولات ووثائق ومبينا ما يقوم به الصهاينة لتحقيق هذه المآلات، وموضحًا مدى تحقق المآل في الواقع العربي عبر المتصهينين العرب، بما لا يدع مجالا للشك في خطورة وكارثية هذه المآلات في المجالات التي تناولها.
ويخلص الباحث من هذا الباب إلى التأكيد على الخطر المتربص بالأمة من أعدائها الطبيعيين، وأذنابهم التابعين، فما نقف عليه من انزلاقات خطيرة في الأوضاع، وتنصّل واضح من المسئولية التاريخية والحضارية يدخل بأمتنا نفقا مظلما لا مخرج منه في ظل التطبيع الشامل، والتصهين الكامل، والحال يستدعي الحلّ العاجل للوقاية من مغبّات التمادي في التنازل.
وأما الباب الرابع والأخير فقد كان من المعقول والمنطقي أن يأتي بعنوان: “مقاومة التصهين العربي”، وجاء في خمسة فصول، هي: الفصل الأول : المناعة الدينية والأخلاقية. والفصل الثاني: المناعة الفكرية والوعي الاجتماعي. والفصل الثالث: المناعة السياسية والاقتصادية. الفصل الرابع: المناعة التعليمية والإعلامية. والفصل الخامس: الإفادة من القوى والجماعات المضادة للصهيونية.
ففي فصل المناعة الدينية والأخلاقية، تضمن مبحثين: الأول: المناعة الدينية في مواجهة تيار التصهين العربي بمعرفة حقيقة اليهود في القرآن الكريم واستحقاقهم العداء، والتفطن للمخططات الدينية للصهيونية، والتعويل على الدافع الديني قبل التاريخي في الدفاع عن فلسطين، والمبحث الثاني: المناعة الأخلاقية في مواجهة تيار التصهين العربي من خلال ما صرح اليهود في بروتوكولاتهم بما يعملون عليه من هدم الأخلاق، وشر الفساد.
وفي فصل المناعة الفكرية والوعي الجماهيري تضمن ثلاثة مباحث: الأول: تكثيف التأليف في موضوع الصهيونية بمختلف أساليبه وطرقه أداء للأمانة، وكشفا للحقائق من مقالات وأبحاث وكتب، والثاني: تنظيم الملتقيات والمؤتمرات، والثالث: إنشاء المراكز التثقيفية والتوعوية لصالح الشباب.
وأما الفصل الثالث: المناعة السياسية والاقتصادية، فقد تضمن مبحثين رئيسيين: الأول: المناعة السياسية ضد التصهين بما فيه الحفاظ على السيادة والتفطن للمخططات الصهيونية، والمبحث الثاني: المناعة الاقتصادية ضد التصهين وتضمنت: تقوية اقتصاد الأمة العربية في مواجهة اقتصاد الكيان الصهيوني، والسيادة الاقتصادية وسيلة للضغط، والمقاطعة الاقتصادية وجدواها في محاصرة الكيان الصهيوني.
والفصل الرابع تحدث عن: المناعة التعليمية والإعلامية، واحتوى: المناعة التعليمية المقاومة لتهجين التعليم والسيطرة عليه، والمناعة الإعلامية بالتفطن لسموم دعايتها، والاستثمار في المنابر الإعلامية التقليدية.
وأما الفصل الخامس فقد جاء بعنوان: “الإفادة من القوى والجماعات المضادة للصهيونية”، وتضمن ثلاثة مباحث: الأول: الإفادة من الجماعات الجهادية المقاومة للاحتلال، والإفادة من جهود المناضلين السياسيين، والإفادة من جهود المناهضين للتطبيع.
وفي فصول هذا الباب حرص المؤلف على التوثيق والتمثيل والوثائق وذكر الوقائع والشخصيات، والرجوع لمصادر حديثة ومعاصرة محللا دلالات ما ينقل، ومآلات ما يتناوله من وقائع وأحداث، ومعاني ذكر الشخصيات في المحائر المختلفة.
وخلص من فصول هذا الباب إلى عدد من المقررات والنتائج، هي: الإيمان بأن حربا فاصلة ستقع بين المسلمين واليهود، يكون النصر فيها للمسلمين، والإيمان بأنّ الأيام دول، وزمن الضعف والهوان قد ينقلب إلى زمن للعزة إذا ما عقد العزم على الانتصار، واتخذت الأسباب اللازمة لذلك، وضرورةـ بذل قصارى الجهد في التوعية بقضية فلسطين، وتلقينها للأجيال في المدارس والجامعات، والوقوف موقفا حازما من الأشخاص والمؤسسات المتصهينة، والداعمة للكيان الغاصب.
وفي الخاتمة ذكر أهم النتائج التي توصل إليها، والتوصيات التي يراها مهمة انطلاقا من حقائق هذا البحث، فأما النتائج، فهي: أن التطبيع يراد له أن يصبح طبيعيا وإقامة علاقات مع الصهاينة مسموحا، أما مصطلح التصهين فهو يحمل دلالات أخصّ؛ إذ يومئ إلى لبس رداء الصهيونية، والتعامل معها، والعمالة لها، والدفاع عنها مهما كانت تجاوزاتها، كما أن مسيرة التصهين العربي حملت الخزي والعار للأجيال، وتناغمت وتيرة التصهين العربي في مختلف مجالاتها مع الاتفاقيات التطبيعية التي عقدتها مصر والأردن والسلطة الفلسطينية مع إسرائيل، فخرج بذلك التصهين من السر إلى العلن، وأن الكيان الصهيوني يسعى باستمرار لكسب الأبواق العربية في تثبيت وجوده في المنطقة، ودعم مخططاته، ويبرع المتصهينون العرب في إثارة الشبهات، ورفع الحجج الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية تبريرا لما هم عليه من عمالة ونذالة، كما انتهى البحث إلى أن الحكام العرب يستارعون مع التطبيع المعلن في تقديم التنازلات العربية للكيان الصهيوني بواقع يدق ناقوس الخطر، خوفا على مستقبل الأمة من الضياع والتشتت أكثر مما هي مشتتة، كما أنه لابد في مواجهة تيار التصهين الجارف من الصمود بالمقاومة، وتحقيق المناعة الدينية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والفكرية، والتعليمية والإعلامية بنفس متجدد.
وأما التوصيات، فقد رأى الباحث بعدد من الإجراءات، منها: تفريغ ثلّة من الباحثين والمفكرين للتخصص في رصد الحراك الصهيوني، وتجديد الخطاب المتعلق بالصهيونية ببيان ثوبها الجديد في عهد الدعوة إلى السلام، والاهتمام المتواصل بظاهرة التصهين العربي لخظورتها، وتعرية الشبهات المضللة دفاعا عن الوجود الصهيوني في المنطقة، وتتبع الأقلام المأجورة، والكتابة عنها، وتجنيد وسائل الإعلام المختلفة لرفع كلمة الحق، ورعاية المناهج التعليمية قدر المستطاع، وحفظ عقول الأجيال الصاعدة بتقديم تعليم حضاري، نابع من صميم ثوابت الأمة.