أصدرت الصحفية الإسبانية التى اعتنقت الإسلام مؤخراً، “أماندا فيجيراس” ، كتاباً للتعريف بالدين الإسلامى الحنيف الذى يجهله الكثيرون فى العالم الغربى، وتردّ فيه حول المغالطات والآراء المسبقة أو التلاعب من قبل بعض ناقدى الدين الحنيف.
واعتنقت أماندا، المراسلة السابقة لصحيفة “ال موندو” بمصر، الإسلام قبل عامين، وتزوجّت مسلماً، وأنجبت طفلاً لم يكمل عامه الأول، ليستقر بها الحال هنا فى مصر.
وخلال مقابلة لصحيفة “ال كورّيو” الإسبانية نشرتها الخميس ، لاحظت الصحيفة تغيّر صوت أماندا- 40 عاماً، كلما نطقت لفظ الجلالة “الله”، كما تشرح تجربتها فى كتاب “لماذا الإسلام؟”- والذى صدر باللغة الإسبانية.
وأكدّت أنّها بدأت القراءة حول الإسلام بعد تفجيرات مدريد 11 مارس 2004، ثم قرأت بعمق، وهنا شعرت أنّها يجب أن تكون مسلمة.
وحول رد فعل والديها، شرحت أماندا، أنّهم فى البداية تملّكهم الخوف من أمر يجهلونه ويرونه من الناحية التقليدية جانب مظلم وعنيف من الحياة، وإحساس بالدونية تجاه الرجال، لكنّه مع مرور الوقت وجدوا أنّ حياتها تغيّرت للنقيض تماماً من انطباعاتهم الأولى، وقبلوا الوضع بشكل طبيعى.
وقالت الصحفية المسلمة إنّها وجدت فى الإسلام الهدوء والسكينة والأمل والإيمان، ودواء الروح، وأضافت، رداً على سؤال أنّه لم يكن نداء أو وحى باطنى، بل يقظة، فبدلاً من أن تشكر الحياة، توجّه شكرها لله، خالق الكون وخالف كل شيء.
وأوضحت أنّ أهم شيء هو معرفة أنّ الحياة على الأرض حياة قصيرة، وهى مزرعة للحصاد فى الأخرة.
وحول المساواة فى الدول المسلمة، قالت إنّ العالم العربى أقلية بجانب الدول الإسلامية، وهناك بلداناً إسلامية وصلت فيها النساء للحكم قبل الدول المسيحية، مضيفة أنّه من المهم التوقف عن تكرار أنّ الإسلام يجعل المرأة مقهورة، لأنّ ما يقوله الإسلام شيء، وما تطبقّه المجتمعات الإسلامية أمر أخر.
وأضافت أنّ دراسة أُجريت عام 2010، من قبل باحثين بجامعة جورج واشنطن، لتصنيف الدول التى تتبع الشريعة أو القانون الإسلامى، وليس قياسه بعقوبة الإعدام، ولكن من ناحية تطبيق أسلوب الحياة بكافة الالتزامات والحقوق، فوجدت فى المرتبة الأولى، أنّ البلد الذى يطبّق الإسلام هو “نيوزيلندا”، تليها لكسمبورج وأيرلندا، بينما حلّت أول دولة مسلمة فى القائمة “ماليزي” فى المركز الـ38، لافتة أنّ الإسلام يضمن سلسلة من الحقوق والرعاية البيئية والتوزيع العادل للثروة ورعاية الأيتام وحماية الحيوان، مشدّدة على ضرورة تسليط الضوء على الإسلام بمعناه الحقيقى، الذى تمّ طمسه.
وتابعت أماندا، أنّ الغرب هو عادة ما يصدر أحكاماً استباقية على الإسلام من معايير غربية، والميل إلى التقليل من شأن بعض الأمور، حيث يدور فى مخيلتهم أنّه دين رجعى وقمعى، لذا فهى تحاول فى كتايها وضع صورة واقعية من قبل شخص مسلم يشهد بذلك، وحتى يكون صوت المسلمين مسموعاً على الأقل.
ورداً على رأيها فى الحجاب قبل إسلامها، قالت أماندا، إنّها كانت تستغربه، وتشعر بأنّ النساء المسلمات يحدون من حريتهم، وتتسائل لم يفعلون ذلك؟، ولكنها الأنّ يجعلها تشعر بأنها فى حالة جيدة، وأنّه يروق لها التعبير بفخر حول كونها مسلمة، واقتناعها بأنّ الحجاب يجعلها أفضل وشعور بأنّ الله معها فى كل وقت وتذكير بالرغبة فى إرضائه، كما أنّه أسلوب حياة.
فيما اعتبرت أنّ النقاب لا يروق لها، لكنّه يجب تقدير حق المرأة فى الاختيار، وليس هناك تشريع حول النقاب، كما لا يوجد تشريعات حول خوذة راكب الدرجة النارية، فالمرأة المسلمة التى تقرر استخدام الحجاب كوسيلة لمكافحة نظام المجتمع، فهذا حقّها، مثل ما هو مسموح للحركات النسوية “فيمين” بالتعرّى لمكافحة نظام المجتمع وحريتهم.
ورداً على بعض الأمور الفقهية، أو قائمة المحرمات بالإسلام، أوضحت أنّ الإسلام ليس دين الممنوعات، لكنّه يعلّمنا الابتعاد عن الأمور الضارة، مثل لحم الخنزير والكحول والعلاقات قبل الزواج، فهى مثلاً لا تشرب الكحول منذ إسلامها، وهى لا تحنّ إلى ذلك، كما أنّه سبّب لها مخاطر سابقة، وكثير من غير المسلمين لا يحتسونه أيضاً.
أمّا بالنسبة للحم الخنزير، فأكدّت أنّ من يعانى مشاكل صحية، أول أمر يُنصح به هو عدم تناول لحم الخنزير، كما أوضحت أنّ الصيام أمر صحى، وتنصح باتباعه، وهو مُشرّع فى الأديان السماوية، ويجعل الناس يشعرون بأنهم سواسية وغذاء للروح.
ورداً حول إنّ كان فى الجنة مليئة بحور العين، قالت إنّ البعض يهوون التلاعب ومحاولة تسميم الدين، مضيفة أنّ الجنة التى وعدنا الله بها فى القرآن خالدة لا فيها معاناة أو ألم، وهى مُحببة للرجال والنساء على حد سواء، فالقرآن الكريم شامل وعادل، رغم أنّ الكثيرون يجهلون ذلك.
وقالت أماندا إنها تشعر بالحرية من الناحية الروحية، والسلام والأمان والسكينة.
(المصدر: الملتقى الفقهي)