سلسلةُ السننِ الربانيةِ
سنةُ عدمِ الثباتِ ( السنةُ العاشرةُ)
بقلم د. أسعد أبوشريعة (خاص بالمنتدى)
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلِ بيتهِ الطيبين وأصحابهِ الميامين الذين نصرَ اللهُ بهمُ الدينَ .
كما أنّ سنةُ الثباتِ على الطريقِ القويمِ مشترطةٌ بشروطٍ ، كذلك هناكَ حالاتٌ ثلاثةٌ تؤدي إلى عدمِ الثباتِ على الطريقِ وهي:
– الحالةُ الأولى: منْ يعبدُ اللهَ على حرفٍ ، قالَ تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [ الحج : 11 ]
– وخلاصةُ هذهِ السنةِ ، من يعبدُ اللهَ على حرفٍ هو من لا يريدُ أن تنزلَ به نوازلُ المنعِ ، ومصيرهُ الإنقلابِ ، والإنقلابُ تغيرٌ عكسيٌ للوجهةِ ، من الإيمان إنقلب إلى الطغيانِ .
– الحالةُ الثانيةُ: من يتبعُ هواهُ ويخلدُ إلى الأرضِ ، قالَ تعالى:
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الأعراف : 175]
مهما وصلَ السالكُ من درجاتٍ ، فإن لم يخالفْ هواهُ ويطردُ الدنيا من قلبهِِ ، فهو معرضٌ الى الإنسلاخِ ، والإنسلاخُ تغيرُ ثوبِ الإيمانِ بثوبِ الطغيانِ .
– الحالةُ الثالثةُ: كلُ من كانَ همهُ راحةُ نفسهِ في الحياةِ الدنيا ويظنُ أن الراحةَ بالأسبابِ الكونيةِ المطلقةِ معرضٌ الى نكثانِ عهدهِ، قالَ تعالى:
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [ آل عمران : 154]
الخلاصةُ /
_ سيثبتُ على الصراطِ المستقيمِ من كانً مؤمناً حقاً وكانت الآخرةُ أكبرَ همهِ ، وسلمَ ظنهُ ، وصبرَ على نوازلِ ربهِ.
_ سينكثُ عهدهُ وسيسقطُ عن الصراطِ المستقيمِ كلُ من عبدَ اللهِ على حرفٍ ، وكلُ من أخلدَ للحياةِ الدنيا ، وكلُ من ظنَ أن الأمرَ بيدِ غيرِ اللهٍ عز وجل .