سلسلة «في الفكر النهضوي الإسلامي»: 50 كتابًا قيمًا
في عام 1428هـ/ 2007م، تبنت مكتبةُ الإسكندرية مشروعًا بعنوان «حول التراث الحديث للفكر الإسلامي»، وكان من ضمن أهداف هذا المشروع «إعادة نشر مائة كتاب»، تقوم لجنة خاصة باختيارها من كتب الفكر النهضوي الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للهجرة (القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين). وبدأ العمل حينها في اختيار الكتب ومراجعتها وإعداد دراسات تُعرِّف كلًا منها، وتوضح مجمل الاجتهادات الفكرية التي قدمها مؤلف كل كتاب، ووجه الحاجة لقراءته في الوقت الحاضر.
والذي قد لا يعرفه كثيرون من المهتمين بهذا المشروع خاصة، ومن المعنيين بشئون الفكر والثقافة عامة، هو أن قصة هذا المشروع بدأت في سنة 1426هـ/ 2005م؛ أي قبل أن تشرع المكتبة في تنفيذه بحولين كاملين. وهذه القصة تستحق الرواية بتفاصيلها لثلاثة أسباب:
السبب الأول هو: أن هذا المشروع يقدم دليلًا عمليًا يتعين الاقتداء به لإدراك النجاح عن طريق العمل بروح الفريق، والجدية والصبر والنفس الطويل في العمل.
والسبب الثاني هو: أن التقاء شيوخ العلماء وكبار الأساتذة مع شباب الباحثين والخبراء الذين أسهموا في إنجاز هذا المشروع يعتبر مثالًا يُحتذى- كذلك- في كيفية تحقيق التواصل الخلاق بين الأجيال على قاعدة «الالتزام بالأصل، والارتباط بالعصر».
أما السبب الثالث فهو: النمو المعرفي وتراكم الخبرة عند فريق العمل بجميع مستوياته: الاستشارية، والإشرافية، والإدارية خلال السنوات الخمس التي مضت من عمر هذا المشروع؛ على نحو يستوجب إكمال المسار المؤسسي لهذا المشروع بإنشاء مركز لدراسات الحضارة والفكر الإسلامي المعاصر، وتفنيد الانطباع السائد الذي يتصور أن العقل الإسلامي لم ينتج فكرًا جديدًا في هذين القرنين: 13 و14 للهجرة (19 و20 الميلاديين).
الحكاية بدأت في عام 1426هـ/ 2005م، كما أسلفنا؛ وذلك عندما نظمت مكتبة الإسكندرية في الفترة من (3-4 من ذي القعدة 1426هـ/ 4-5 من ديسمبر 2005م) مؤتمرًا دوليًّا بمناسبة مرور مائة عام على رحيل أبرز أعلام الفكر النهضوي الإسلامي في العصر الحديث وهو الأستاذ الإمام محمد عبده (ت: 1323ه/ 1905م). وأصدرت المكتبة أعمال هذا المؤتمر في سفر كبير، قمتُ بتحريره بمشاركة من د. صلاح الدين الجوهري، والكتاب يقع في زهاء ألف صفحة. وكان هذا المؤتمر قد التأم بعد جهود كبيرة لتنظيم ودعوة المشاركين من أكثر من خمس عشرة دولة عربية وإسلامية.
استمرار غياب إسهامات رواد الإصلاح والنهضة في القرنين الأخيرين يترك فراغًا فكريًا هائلًا تتمدد فيه كتابات فارغة ومضللة تروج في أسواق الكتب، ولا يجد الشباب سواها لإشباع رغبته في العلم والمعرفة.
وكنتُ قد اقترحتُ فكرة هذا العمل في مقالة نَشَرتْها جريدة المصري اليوم بتاريخ الثاني من فبراير/ شباط 2005، بعنوان «الاحتفالية الغائبة عن معرض القاهرة للكتاب»، وقصدتُ بها «احتفالية الإمام محمد عبده بمناسبة مائة عام على رحيله»؛ وانتقدت تجاهل وزارة الثقافة والجهات المسؤولة يومها عن تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب. وبعد اتصالات وحوارات مع مدير مكتبة الإسكندرية السابق، تقرر أن تتبنى المكتبة إقامة المؤتمر المشار إليه عن الإمام محمد عبده بمقر المكتبة.
وطوال أيام مؤتمر الإمام محمد عبده، اكتظت قاعات المكتبة بالمشاركين وجمهور الحضور من كبار العلماء والأساتذة والشباب وطلاب الجامعات؛ وكان هذا حافزًا لأن تتبنى المكتبة مشروعًا آخر اقترحته للتعريف بأعلام التجديد والفكر النهضوي الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين (19، و20م)، وفي هذا السياق عرضتُ ثلاثةَ أسباب تدعم هذا التوجه:
أولها أن ثمة انطباعًا سائدًا خاطئًا بأن القرنين الأخيرين من الزمن الإسلامي ليس فيهما إسهامات فكرية ذات قيمة تضاف إلى تراث الإنسانية. ونحن نريد تصحيح هذا الانطباع الخطأ. وثانيها أن استمرار هذا الخطأ يخلق حالة من اليأس ويدفع الأجيال الجديدة إلى الذوبان في تيارات الفكر الوافد ونسيان أصولهم وهويتهم، وهو أمر يجب تداركه. وثالثها أن استمرار غياب إسهامات رواد الإصلاح والنهضة في القرنين الأخيرين يترك فراغًا فكريًا هائلًا تتمدد فيه كتابات فارغة ومضللة تروج في أسواق الكتب، ولا يجد الشباب سواها لإشباع رغبته في العلم والمعرفة.
وبمشاركة فعالة من العلامة الدكتور محمد عمارة، والدكتور صلاح الدين الجوهري، مستشار مدير المكتبة لهذا المشروع، وصديقنا الدكتور محمد كمال الدين إمام؛ سرعانَ ما أسفرت الحوارات عن اقتراح تقدمتُ به وهو: أن تقوم المكتبة بإعادة إصدار أهم كتابات رواد الفكر النهضوي الإسلامي في القرنين الهجريين الأخيرين.
وبعد سلسلة من الأعمال التحضيرية؛ كانت البداية الفعلية لإصدار كتب المشروع تحت عنوان «في الفكر النهضوي الإسلامي» في سنة 1430هـ/ 2009م. وتشكلت لهذا الغرض لجنة استشارية ضمت اثنين وثلاثين عضوًا من كبار العلماء والأساتذة في العالم العربي والإسلامي؛ كي يتولوا التخطيط لهذا المشروع والإشراف عليه، إلى جانب فريق متميز يضم عشرات الخبراء والباحثين من مصر ومن بلدان عربية وإسلامية مختلفة. وقد عهدت إليهم اللجنةُ العلمية للمشروع بكتابة دراسات تعريفية تقدم لكل كتاب يقع اختياره من كتب رواد الفكر النهضوي الإسلامي في ذينك القرنين.
بعد اجتماعات عديدة ومناقشات مطولة، استقرت اللجنة العلمية للمشروع على اختيار مائة كتاب من كتب رواد الفكر النهضوي الإسلامي واستهدفت إعادة نشرها والتعريف بمؤلفيها، وراعت أن تكون هذه الكتب من إنتاج العقل التجديدي خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وحدهما، وأن ينتمي مؤلفو تلك الكتب إلى معظم مناطق العالم الإسلامي من طنجة غربًا إلى جاكرتا شرقًا، ومن إسطنبول وسراييفو شمالًا إلى صنعاء ومسقط، وغيرها من حواضر العالم الإسلامي شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا.
وقد شملت المختارات مؤلفات لعلماء ومجددين في مجالات فكرية وعلمية متنوعة، ومن مذاهب: السنة، والإمامية، والإباضية، والزيدية وغيرها. كما تنوعت المحاور الفكرية التي تناولتها تلك المختارات لتشمل: التمدن الإسلامي، والتجديد والإصلاح، وقضايا النهضة، والتشريع ونظام الحكم، والحرية والتحرر، وقضايا المرأة. وقد استدعى حرصنا على هذا التنوع ترجمة بعض المؤلفات والنصوص النهضوية من لغاتها الأصلية كالإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والبوسنية إلى اللغة العربية.
وتضمنت «الوثيقة المنهجية» التي قمتُ بوضعها، ثم قرأتْها اللجنةُ العلمية للمشروع وأقرّتها، العناصر الأساسية لكيفية كتابة الدراسات التعريفية بكل كتاب وبمؤلفه وبمشروعه الفكري التجديدي، واشتملت على معايير أكاديمية من أهمها: التعريف بالسياق التاريخي والاجتماعي الذي صدر فيه الكتاب، وفكرته التجديدية الأساسية التي دافع عنها مؤلفه، وسيرة موجزة له، وعرض مكثف للمعالم الأساسية لمشروعه الفكري التجديدي، ثم الإجابة على سؤال رئيسي هو: لماذا يستحق هذا الكتاب القراءة إلى اليوم؟ وما الذي بقي منه؟ وما الإسهام الذي قدمه لمشروع النهضة وما زلنا بحاجة إليه؟
منذ صدور المجموعة الأولى من كتب المشروع؛ استقبلته النخبُ الفكرية والثقافية والعلمائية بقبول حسن، وأثنت عليها ثناءً جميلًا، كما شهد علماء ومفكرون كثيرون بجدارته وأهميته على المستوى المصري خاصة، والعربي والإسلامي والعالمي عامة.
وانتظمت اللجنة العلمية في اجتماعاتها، وقد شاركتُ في تلك الاجتماعات التي احتوت مناقشات جماعية مكثفة بين أعضاء اللجنة وفريق الباحثين، وبين الباحثين بعضهم بعضًا، فاقت في صرامتها أحيانًا مناقشات الرسائل الجامعية الجادة. وكانت المناقشات تنتهي غالبًا بتنبيه الباحث لمراجع إضافية في موضوعه، وتكليفه بإدخال تعديلات جوهرية على ما كتبه، أو بإعادة كتابته من جديد؛ وذلك بهدف الوصول إلى أعلى درجة من الدقة والموضوعية والإجادة في التعريف بالكتب المختارة، وبمؤلفيها، وبأهم معالم مشروعهم التجديدي وبيان صلته بمجمل الفكر النهضوي الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين على ما أسلفنا.
وفي مستهل عام 2016م أتمت مكتبة الإسكندرية إصدار «المجموعة الخامسة» من كتب هذا المشروع الضخم، وقد طبعتها «دار الكتاب المصري اللبناني» طباعة فاخرة وأنيقة. وتضم هذه المجموعة الأخيرة: «النسائيات» لملك حفني ناصف، و«الدين والوحي والإسلام» للشيخ مصطفى عبد الرازق، و«الفلسفة الإسلامية.. منهج وتطبيقه» للدكتور إبراهيم بيومي مدكور (الأول والثاني)، و«الحركة الإسلامية.. هموم وقضايا» للسيد محمد حسين فضل الله، وترجمة «مختارات محمد خانجيتش» عن البوسنية، إضافة إلى أعمال المؤتمر الدولي «اتجاهات التجديد والإصلاح في الفكر الإسلامي الحديث» (مجلدان) الذي افتتحه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بمحاضرة عن «ضرورة التجديد».
وبصدور هذه المجموعة تكون سلسلة كتب «في الفكر النهضوي الإسلامي» قد بلغت خمسين كتابًا؛ جرى اختيارها وإعداد دراسة تعريفية معمقة لكل كتابٍ منها بمعرفة واحد من الباحثين المهتمين، مع إتاحة أكبر فرصة لشباب الباحثين الذين تحملوا العبء الأكبر في كتابة تلك الدراسات التقديمية.
وقامت «اللجنة العلمية» للمشروع (وكانت برئاسة العلامة الدكتور محمد عمارة، وعضوية الأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم، المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والأستاذ الدكتور محمد كمال الدين إمام، أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية، والأستاذ الدكتور صلاح الدين الجوهري، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية آنذاك) بمناقشة هؤلاء الباحثين ومراجعة دراساتهم، كما أجرت معهم حوارات علمية رصينة، ضمت صاحب الدراسة ونظراءه من فريق الباحثين، وذلك قبل إقرار الدراسات وإجازتها للنشر. كما خضعت متون الكتب لعمليات المطابقة والمراجعة والتكشيف من قبل فريق من المراجعين واللغويين.
وأقل ما يوصف به هذا المشروع هو أنه: نموذج عملي يكشف عن معنى تجديد الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر الذي يتجلى في الخطاب الديني. وما سواه من أعمال وخطب ومؤتمرات ومقالات هو في أغلبه لا يقدم حتى الآن نموذجًا تطبيقيًّا لما يُنادى به من تجديدٍ، دون أن نرى نصوصًا تدلُّ عليه.
ومنذ صدور المجموعة الأولى من كتب هذا المشروع؛ استقبلته النخبُ الفكرية والثقافية والعلمائية بقبول حسن، وأثنت عليها ثناءً جميلًا، حتى وصفه شيخ الأزهر بأنه «من أهم المشاريع العلمية»، ودعا إلى «ترجمة هذه الأعمال إلى اللغات الحية وتعميم نشرها». وعلق رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عبد العزيز حجازي على فكرة المشروع بأنها ناجحة وناتجة عن عقلٍ خلاقٍ، كما شهد علماء ومفكرون كثيرون بجدارة هذا المشروع وأهميته على المستوى المصري خاصة، والعربي والإسلامي والعالمي عامة، ومنهم: علَّامةُ الغرب الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، وعلَّامةُ الجزائر الدكتور عمار الطالبي، وعلَّامةُ تونس الدكتور نور الدين الخادمي، وعلَّامةُ لبنان الدكتور رضوان السيد، وعلَّامةُ الأردن والبوسنة الدكتور محمد الأرناؤوط.
المشروع والسلسلة الصادرة عنه لم يكونا مجرد إعادة نشر لكتابات حرَّكَت المياه الآسنة في الفكر العربي الإسلامي الحديث خلال القرنين الماضيين؛ وإنما محاولة جادة لإعادة التفكير في أسئلة لا تزال مطروحة وفي قضايا لا تزال تحمل أهمية كبرى.
وبينما كان المستهدف 100 كتاب فإننا لم نكن ساعتها ندرك جسامة عمل يتصدى لإصدارات فكرية على هذا القدر، تتطلب نوعية معينة من الباحثين لإعداد دراسات تقديمية لها، بالإضافة إلى الصعوبات التي واجهتنا للحصول على النسخ الأصلية التي تحتوي على آخر ما سطره مؤلف الكتاب، وما تلا ذلك من مراحل مطابقة ومراجعة وتكشيف لتلك النصوص. وكان هذا من الأسباب التي أدت إلى المضي في المشروع على مرحلتين.
وفي سياق التطور المؤسسي لهذا المشروع، صدر كتيب تعريفي عن مرحلته الأولى، وفيه نبذة مختصرة عن المنهج العلمي والعملي والرؤية الأساسية التي توافرت لدى القائمين على تأسيسه منذ انطلاقه، والتي تستهدف إبراز الحاجة إلى تجديد الفكر الإسلامي للدفع به نحو اجتهاد إسلامي معاصر. وما ورد في تصدير هذا الكتيب (على سبيل التقديم) يستعرض باختصار المنهج العملي والعلمي الذي تم اتباعه لتحقيق هذه الرؤية في الإصدارات– المؤتمرات– الندوات.. وتشكيل شبكة من الباحثين والدارسين المعتبرين من أكثر من خمس عشرة دولة والتنسيق بينهم، والتواصل مع المؤسسات الموكلة رسميًّا بالعناية بالثقافة والفكر الإسلامي (الأزهر الشريف- دار الإفتاء بمصر).
وفي هذا السياق فإن المشروع والسلسلة الصادرة عنه لم يكونا مجرد إعادة نشر لكتابات حرَّكَت المياه الآسنة في الفكر العربي الإسلامي الحديث خلال القرنين الماضيين؛ وإنما محاولة جادة لإعادة التفكير في أسئلة لا تزال مطروحة، وفي قضايا لا تزال تحمل أهمية كبرى، وذلك ضمن ما واجهته الأمة العربية والإسلامية من تحديات لدى احتكاكها بالعالم الغربي منذ بدايات القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي. ولقد حاول علماء الأمة ومفكروها الاجتهاد في الإجابة عن هذه الأسئلة والتحديات في زمانهم، ورغم ذلك ما زال كثير من هذه الأسئلة وتلك القضايا مطروحًا علينا؛ مما يلقي على علماء الأمة ومفكريها الآن مسؤولية الاجتهاد في هذه القضايا من منطلق متغيرات العصر.
وفي ختام هذا الكتيب قدمتْ «اللجنة العلمية» تصورها للمرحلة التالية، والتي تعتمد التراكم المعرفي والمؤسسية والاستدامة أساسًا لها، وذلك على نحو تأسيس مركز لدراسات الفكر الإسلامي المعاصر.
وتضمنت «رؤية» مشروع المركز، أن يسهم في بناء خطاب إسلامي منهجي معاصر متصل بالواقع وقضاياه، وتقديم العالم من حولنا بتشابكاته وتعقيداته إلى الفكر الإسلامي، ومن ثم إلى الفقه بطريقة مناسبة وعميقة، تسمح له بالتفاعل المنهجي الجاد مع قضايا الفكر العالمي، وتقديم إسهام فيما يجري في العالم من تطوراته وإمكاناته. إضافة إلى استنفار الفكر الإسلامي والفقه للتفاعل الإيجابي مع قضايا العالم، وتحفيز علماء المسلمين ومفكريهم على الغوص في مجالات الاجتهاد والاشتباك مع قضايا المجتمع والعصر دون مهابة أو حساسية؛ مما يساهم في ترسيخ الوعي الحضاري وفق رؤية منفتحة تقف على الأرضية الإسلامية الحضارية، وتتبنى خطابًا ينحو إلى التجديد، مع إيجاد قدر من التعددية في مناقشة القضايا، سواء كان التعدد على أرضية إسلامية بكافة أطيافها أو أرضيات أخرى.
ومن أهم أهداف المركز التي شددت عليها اللجنة العلمية: أن يسهم في مقاومة الرؤى الأحادية المطلقة للأشياء في ظل تشابك الحياة المعاصرة، ومحاولة تقديم رؤية معرفية ومنهجية مركبة، تتجاوز بعض الخطابات الإسلامية التي تلوذ بالماضي، أو تقع أسيرة الواقع، أو تتقوقع في لحظة زمنية بعينها، هذه الرؤية المركبة تدرك المقاصد والمصالح العليا للأمة الإسلامية في مجملها، ولكل وطن من أوطانها على حدة، كما تأخذ في حسبانها وجوب التواصل الخلاق مع الأمم والحضارات الأخرى. ولا يزال الأمل معقودًا على أن يسهم هذا المشروع في هذا التواصل من خلال المركز المقترح إذا قدر له أن يرى النور؛ في أن يسهم بالأساس في «تنوير الأجيال الجديدة» من أبناء الوطن، ومن ورائهم أبناء الأمة في عمومها، وأن يسهم كذلك في مخاطبة جميع المهتمين بالفكر الإسلامي وتجديده في مراكز البحث في العالم كله.
(المصدر: موقع “إضاءات”)